عرابة: إجبار كاظم عاصلة على هدم بيته بنفسه

أُجبر كاظم عاصلة من مدينة عرابة، اليوم الثلاثاء، على هدم بيته بنفسه، والذي يبعد عن منطقة البيوت المأهولة بالسكان في عرابة عشرات الأمتار فقط.

وكان عاصلة قد باشر ببناء بيته على أرض آبائه وأجداده، المسجلة على أسمائهم في ما يسمى بدائرة الأراضي، بسبب الأزمة السكنية الخانقة. وتلقى أمرا بهدم بيته وهو موقع من قبل رئيس المجلس الإقليمي 'مسغاف'، حيث يقع البيت ضمن نفوذه رغم أنه بمحاذاة منازل مدينته عرابة.

منطقة نفوذ مسغاف 180 ألف دونم وعرابة 8 آلاف و200 دونم فقط

وللمفارقة تبلغ منطقة نفوذ مجلس إقليمي مسغاف 180 ألف دونم، ويسكن فيها نحو 26 ألف مواطن غالبتهم المطلقة من اليهود، أما مدينة عرابة التي يسكنها 25 ألف مواطن عربي فتبلغ 8 آلاف و200 دونم فقط، وتحاصر حدود مجلس إقليمي مسغاف مدينة عرابة من عدة جهات ما يشكل عائقا أمام نموها وإمكانية توسعها الجغرافي.

لماذا قررت تنفيذ هدم بيتك بنفسك رغم بعده عشرات الأمتار عن منازل بلدتك عرابة؟

تسلمت أمر هدم للمنزل وهددوني بأن تقوم اللجنة المحلية للتنظيم التابعة لمجلس إقليمي مسغاف بهدمه وتغريمي بكافة التكاليف وهذا يعني فرض غرامة باهظة، ولذلك فضلت أن أقوم بهدم بيت أحلامي وهو طور البناء، قبل أن يهدم من قبل لجنة التنظيم وأُغرّم مالية باهظة.

هل سعيت لمنع الهدم أو استصدار أمرا لمنع الهدم من محكمة أو غير ذلك؟

قمت باستشارة محامين ولم تكن التوصيات بأن هناك إمكانية معقولة لمنع هدم بيتي، ولذلك فضلت عدم خوض المسار القضائي المحكوم بالفشل مسبقا.

هل تواصلت مع البلدية لفحص إمكانية ضم بيتك مستقبلا لمنطقة نفوذ عرابة؟

نعم، توجهت لرئيس البلدية وأبلغني أن هذا المسار طويل جدا وقد يستغرق سنوات عديدة وأن هناك عقبات كبيرة أمام تطور منطقة نفوذ عرابة بسبب وجودها في منطقة نفوذ مجلس إقليمي مسغاف.

هل توجهت إلى مجلس إقليمي مسغاف في محاولة لمنع الهدم؟

نعم، حاولت وقلت لهم أن هذه المنطقة تبعد عشرات الأمتار فقط عن بيوت عرابة، وأبلغتهم أيضا أن المنطقة كلها هي أراضي خاصة لأهالي عرابة ولا بد أن تضمها مستقبلا لمنطقة نفوذ عرابة، لكنهم أبلغوني أن هذا ربما يحدث، إن حدث فعلا، بعد 50 عاما.

هل تملك حلا للسكن؟

سأضطر للبقاء بالطابق الثاني من بيت والدي، والمشكلة أن عشرات الشباب في عرابة لا يرون أملا لتوفير منازل مستقلة، وهذا يتسبب باكتظاظ شديد وأزمة سكن خانقة في عرابة. أنا والد لابنتين كان حلمهما أن يكون لنا بيتا مستقلا، اليوم هدمت أحلامي وأحلام عائلتي بيدي كي أتفادى الغرامات المالية الباهظة المتتالية، وفضلت خسارة عشرات آلاف الشواكل وهدم البيت على أن أدفع باستمرار الغرامات ولئلا يهدموا هم المنزل، أشعر بالظلم والقهر، لكن لا أملك حلا آخر.