مخطط توسيع نفوذ عكا: هل سيكون على حساب العرب؟

أثيرت في الأيام الأخيرة ردود أفعال بين المواطنين العرب في عكا، في أعقاب المصادقة على مخطط جديد ضمن الخارطة الهيكلية لتوسيع منطقة نفوذ عكا، وتساءلوا عن أهداف المخطط وتداعياته وإذا كان سيخدمهم أم لا، وأعرب البعض عن خشيته من أن يجري استيعاب 35 ألف يهودي إلى عكا بهدف استكمال مخطط تهويدها على حساب العرب.

مخطط توسيع نفوذ عكا: هل سيكون على حساب العرب؟

عكا القديمة

أثيرت في الأيام الأخيرة ردود أفعال بين المواطنين العرب في عكا، في أعقاب المصادقة على مخطط جديد ضمن الخارطة الهيكلية لتوسيع منطقة نفوذ عكا، وتساءلوا عن أهداف المخطط وتداعياته وإذا كان سيخدمهم أم لا، وأعرب البعض عن خشيته من أن يجري استيعاب 35 ألف يهودي إلى عكا بهدف استكمال مخطط تهويدها على حساب العرب.

تصل مساحة المخطط إلى نحو 15 ألف دونم، مع الإشارة إلى أن المخطط يهدف إلى إضافة مئات الدونمات وآلاف الوحدات السكنية لمنطقة نفوذ عكا، بما فيها زيادة عدد السكان بنحو 35 ألف في غضون السنوات المقبلة، الأمر الذي يثير القلق حول مخططات تهويد ما تبقى من الأحياء العربية والبلدة القديمة في عكا.

تجدر الإشارة إلى أن عدد سكان عكا بلغ في هذه الأيام نحو 55 ألف مواطن، بينهم نحو 20 ألف مواطن عربي.

وقالت عضوة بلدية عكا سابقا، المحامية مديحة رمّال، لـ"عرب 48"، إن "المخطط الجديد المصادق عليه ضمن الخارطة الهيكلية كنت على علم فيه قبل نحو سنتين في الوقت الذي شغلت فيه منصب عضو بلدية عكا، حينها حاولت البلدية إيداع الخارطة الهيكلية لوزارة الداخلية دون أن تطلع الجمهور عليها".

وتابعت أننا "قمنا آنذاك بتشكيل ضغط على إدارة البلدية إلى أن قامت بنشر تفاصيل الخارطة من أجل اطلاع المواطنين عليها وفسح المجال أمامهم لتقديم الاعتراضات عليها، إلا أنه للأسف الشديد لم يتقدم أحد بأي اعتراض، الأمر الذي أدى في النهاية إلى المصادقة على الخارطة الهيكلية".

واعتبرت أن "المخطط يهدف إلى تغيير ديمغرافي رهيب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك تخطيطا لاستقطاب 35 ألف مهاجر يهودي، وفي الوقت ذاته فإن هذا المخطط لا يلائم احتياجات المواطنين العرب في عكا، وأكبر مثال على ذلك ".

وأكدت رمّال أن "عكا ستكون نسخة طبق الأصل عن يافا في غضون السنوات القليلة المقبلة، في ظل التقصير والاستهتار بحق العرب بخلاف ما نراه لدى اليهود على كافة الأصعدة، بالإضافة إلى مساعي ومخططات تهويد العرب منها وترسيخ اليهودية في مختلف المجالات".

واختتمت أن "ارتفاع نسبة البطالة وتفشي جرائم العنف لم يأت من فراغ، فبدون شك ذلك نابع عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها المواطنون العرب نتيجة التقصير بحقهم وتجاهلهم من المشاريع، لعلّ أبرزها قسائم الأرض للأزواج الشابة، الأمر الذي يجبرهم على السكن بالإيجار نظرًا لعدم توفر مأوى آخر لهم".

وقال نائب رئيس بلدية عكا، أدهم جمل، لـ"عرب 48"، إن "الحديث يدور عن مخطط جديد لتوسيع الخارطة الهيكلية من أجله توسيع منطقة نفوذ عكا، حيث سيتضمن إقامة نحو 12 ألف وحدة سكنية وزيادة عدد السكان بنحو 30 ألف نسمة".

وأشار إلى أن "أهداف المخطط هو زيادة عدد سكان عكا، بالإضافة إلى إقامة منطقة صناعية وبناء مؤسسات جماهيرية وتعليمية، حيث نسعى من خلال ذلك لتقوية مدينة عكا من ناحية سياحية والحفاظ على مكانتها كمدينة مركزية في منطقة الجليل".

وأوضح جمل أن "المخطط غير محدد لفئة معينة، بل على العكس سيخدم جميع مواطني عكا، على حد سواء، ودون تفرقة بين العرب واليهود، حيث سيكون الباب مفتوحا للاستثمار من قبل أصحاب الكفاءات على وجه التحديد في سبيل رفع مكانة المدينة على كافة الأصعدة".

وأنهى أنه "لا يوجد هناك أي تخطيط لاستقطاب مهاجرين يهود، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المخطط سيلبي كافة احتياجات مواطني عكا سواء كانوا عربا أو يهودا".

التعليقات