صديق أحد ضحيتي قلنسوة: مجتمعنا يرزح تحت وطأة إهمال السلطات

حميديو تايه: "القضية ليست قضية أنس أبو عابد وأمير تكروري فقط، إنما هي قضية المجتمع العربي بأسره الذي يرزح تحت وطأة إهمال المؤسسات الرسمية".

صديق أحد ضحيتي قلنسوة: مجتمعنا يرزح تحت وطأة إهمال السلطات

المرحومان أمير تكروري وأنس عابد

لا يذكر صديق ضحية انفجار مستودع الألعاب النارية، المرحوم أنس أبو عابد (17 عاما) من مدينة قلنسوة إلا ملامح البهجة والسرور اللتين كانتا تلازماه.

وقال حميدو تايه، لـ'عرب 48'، إن 'خبر الفاجعة وقع علي كالصاعقة، صديقي أنس كان شابا مكافحا، امتاز بالصفات الحسنة، كان بشوشا أحب مساعدة الناس والحياة والمثابرة، من الصعب أن تلقى شابا في هذا السن كمثله'.

وأضاف أن 'العلاقة كانت بيننا أكثر من مجرد صديقين، كنا كالأخوة، لقد خسرت أخًا وصديقا، لا يمكنني أن أصف هذه العلاقة التي كانت بيننا. كنا نقضي غالبية الوقت معا، حتى أن أفراد عائلتي كانوا يحبونه جدا. آخر محادثة كانت بيننا يوم الأحد الماضي، تحدث معي وعاد إلى بيته، ويوم الثلاثاء وقعت الفاجعة، وحتى الآن لم أستوعب نبأ وفاته. ما مررت به في هذين اليومين كان من أصعب الفترات التي مررت بها في حياتي كلها'. وعن آخر مرة قضى وصديقه الراحل الوقت سوية، قال تايه إن 'صديقي المرحوم أنس كان فرح جدا قبل وفاته، أذكر أنه حين خرجنا معا يوم الخميس الماضي، حيث كانت المرة الأخيرة التي نخرج بها سوية، كان وكأنه أسعد إنسان في الدنيا، ومن شدة الفرحة لم يترك أحدا من أصحابه إلا وصوره في هاتفه، وعدنا إلى البيت وكان في حينه سعيد جدا، وكأنه سوف يعيش الدهر كله. فقدان أنس خسارة لي على الصعيد الشخصي، وسوف يترك في داخلي حزنا شديدا وحسرة لا توصف، أفتقد هذا الإنسان الطيب الذي كنت أحيانا أراه أكثر من عائلتي'.

وانتقد الحكومة والشرطة التي تبذل كل ما بوسعها وتكرس جل جهدها في هدم البيوت في المجتمع العربي، وطالبها بأن تهتم أولا في حياة الإنسان لأنها القضية الأولى التي يجب أن توضع على سلم الأوليات. وقال إن 'تساؤلات كثيرة تطرح في خضم هذه الحادثة المأساوية وهي كيف يسمحون لشخص أن يدير مصلحة كهذه على مدار 15 عاما دون أن يستصدر التراخيص اللازمة؟ وكيف سمحت السلطات أن يكون مخزنا خطيرا كهذا بين بيوت مأهولة بالسكان ورئيس المجلس المسؤول يعلم ما يوجد بداخله وتغاضى عنه، وكيف يسمحون لشاب لم يتعد سن الـ17 عاما أن يعمل في مكان كهذا؟ إضافة إلى أن المواقع الإسرائيلية لم تعط هذه الجريمة قدرها كون الضحيتين من المواطنين العرب، ولو كانا من الوسط اليهودي لقلبت الدنيا رأسا على عقب'.

ودعا تايه نواب القائمة المشتركة ورؤساء السلطات المحلية العربية إلى إثارة القضية وتنظيم وقفة احتجاجية ضد إهمال قضايا العمال العرب وعلى رأسها توفير الأمان والسلامة لهم، وقال إن 'غالبية الضحايا في حوادث العمل هم من العرب، يجب ألا تقتصر التظاهرات ضد هدم البيوت فقط، إنما للمطالبة بالحفاظ على حياة الإنسان أيضا، ولقد حان الوقت لوضع حل لهذا الإهمال في ورشات العمل. وأتمنى أن تنتهي هذه القضية في أسرع وقت ممكن باستنتاج العبر والدروس ومعاقبة كل من كان مسؤول عنها، لأنها ليست قضية أنس أبو عابد وأمير تكروري فقط، إنما هي قضية المجتمع العربي بأسره الذي يرزح تحت وطأة إهمال المؤسسات الرسمية'. 

يذكر أن الحزن ساد قلنسوة التي لم تنس بعد الألم الذي خلفته جرائم هدم 11 منزلا بتاريخ 10.1.2017، ولا تزال تبكي ضحيتي لقمة العيش، الشابين أمير تكروري (24 عاما) وأنس عابد (17 عاما) اللذين لقيا مصرعيهما، أول من أمس الثلاثاء، في حريق اندلع بمستودع للمفرقعات والألعاب النارية في البلدة اليهودية 'فورات' بوسط البلاد.

التعليقات