مؤتمر الجبهة: احتدام النقاش حول الموقف من الأزمة السورية

اختتمت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مؤتمرها التاسع، أمس السبت، في قاعة سميراميس في شفاعمرو، بعد يومين من النقاشات التي كشفت صراعا في قيادة الجبهة، وخاصة فيما يتعلق بالموقف من سورية والنقاش الدائر حول الموقف من نظام الأسد.

مؤتمر الجبهة: احتدام النقاش حول الموقف من الأزمة السورية

مؤتمر الجبهة، السبت (عرب 48)

اختتمت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مؤتمرها التاسع، أمس السبت، في قاعة سميراميس في شفاعمرو، وبمرور 40 عاما على تأسيسها، وبعد يومين من النقاشات التي كشفت صراعا في قيادة الجبهة، وخصوصًا في ما يتعلق بالموقف من سورية والنقاش الدائر حول الموقف من نظام الطاغية بشار الأسد.

وأبدى قادة وكوادر في الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي تراجعا في مواقفهم حيال الهجمة التي شنها رفاق  وقادة في ما يتعلق بلقاء النائب أيمن عودة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أسبوعين، وما يترتب على ذلك من المواقف بشأن الأزمة السورية.

افتتح المؤتمر بأجواء احتفالية، مساء أول من أمس الجمعة، بحضور وفود من مختلف الأحزاب والحركات السياسية، باستثناء إحدى مركبات القائمة المشتركة الأربعة، الحركة الإسلامية (الجنوبية) والحركة الإسلامية (الشمالية) التي حظرتها الحكومة الإسرائيلية قبل نحو عامين. وحضر وفد من السلطة الفلسطينية في رام الله، إلى جانب مندوبي فروع الجبهة من البلاد. وأدار المؤتمر سكرتير عام الجبهة، منصور دهامشة، وألقيت كلمات من قبل رئيس الجبهة محمد بركة، نائبة رئيس الجبهة تمار غوجانسكي، د. محمد إشتية نيابةً عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس كتلة القائمة المشتركة، النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، د. جمال زحالقة.

نصار: مؤتمر وليد جنبلاط

وخُصص اليوم الثاني للنقاش الحزبي، حيث غلبت قضية لقاء عودة - جنبلاط والصراع في قيادة الجبهة على مجريات النقاش الحزبي والتنظيمي، وهو ما وصفه عضو الجبهة ورئيس مجلس محلي عرابة السابق، عمر نصار، بأنه 'يصح أن يقال مؤتمر وليد جنبلاط'. وانتقد نصار في كلمته بشدة 'غياب النقاش الحزبي الحقيقي، غياب النقاش حول إنجاز القائمة المشتركة، غياب النقاش حول قضايا الأرض والمسكن في ظل قانون كمينتس، غياب النقاش الحقيقي حول انتخابات نقابة العمال - الهستدروت، غياب النقاش حول انتخابات نقابة المعلمين، غياب النقاش حول تحدي الانتخابات في السلطات المحلية... السكوت عن التحالفات الانتخابية في الهستدروت مع الليكود والأحزاب الصهيونية لتحقيق مكاسب على الأرض، وانشغال لا معنى له بلقاء أيمن عودة بوليد جنبلاط'.

وأجمع المؤتمر على أهمية إنجاز القائمة المشتركة وضرورة المحافظة على هذا الإنجاز وتعزيزه، حتى لو جرى خفض نسبة الحسم للانتخابات البرلمانية.

وقال رئيس الجبهة، محمد بركة، في كلمته بحفل افتتاح المؤتمر، إن 'الجبهة هي ابنة يوم الأرض الخالد، والتي تحتفي هذا العام بالذكرى الأربعين لتأسيسها'.

وأضاف أنه 'قبل سنتين وقفت هنا في هذه القاعة أمام إخواني في مجلس الجبهة وسلمتُ راية العمل البرلماني، واليوم يشرفني أن أقف هنا لأسلّم بعد هذا المؤتمر رئاسة الجبهة إلى أصحابها'.

دهامشة: تعزيز القائمة المشتركة

وقال سكرتير عام الجبهة، منصور دهامشة، لـ'عرب 48'، إن 'المؤتمر ناقش ولخص ضرورة تعزيز الشراكة ضمن القائمة المشتركة حتى لو جرى خفض نسبة الحسم، فنحن في الجبهة متجهون نحو تعزيز هذه الوحدة، تعزيز العمل المشترك من خلال لجنة المتابعة كونها تمثل كافة أطياف الجماهير العربية، الاستمرار بالنهضة على مستوى الفروع وعلى مستوى النضال الكفاحي والتصدي للحكومة اليمينية، التصدي لسياسة الهدم، ووضع برنامج شامل وواسع لمكافحة العنف في المجتمع العربي، التصدي للقوانين العنصرية الفاشية المطروحة والمبادرة لتكون الجبهة رأس الحربة في التصدي لهذه القوانين، التصدي للهجمة على الأحزاب السياسية وقياداتها وعلى رأسها الحركة الإسلامية (الشمالية) وقضية إخراجها عن القانون ونواب التجمع الوطني الديمقراطي، الاستعداد للانتخابات النقابية القادمة في الهستدروت، نعمت ونقابة المعلمين، تعزيز قوة الجبهة في الفروع والمبادرة لنشاطات على مستوى الفروع والمناطق، وضرورة تعزيز العمل اليهودي- العربي المشترك والبحث عن شراكة في الشارع الإسرائيلي لبناء جبهة عريضة وواسعة تضم كافة المختلفين وليس فقط المتفقين والمحاولة للتوصل لقاسم مشترك مع الحركات السياسية الفاعلة على الساحة الإسرائيلية مع التركيز على الشراكة الموجودة داخل القائمة المشتركة وبناء جبهة تقف سدا منيعا أمام اليمين والفاشيين'.

وعلى المستوى التنظيمي، قال دهامشة، إن 'استكمال بحث وتجديد كافة الهيئات في مجلس الجبهة بما في ذلك رئيس وسكرتارية الجبهة في الفترة القصيرة القادمة، وإقرار تغييرات في دستور الجبهة بحيث يتلاءم ويواكب التطورات السياسية سواء كان على مستوى القائمة المشتركة والتطورات السياسية الحاصلة، وتم توكيل مجلس الجبهة لعقد جلسة من أجل إقرار التغييرات الدستورية بما فيها تحديد فترات النواب في الكنيست'.

عودة: لا يوجد أي قرار بالجبهة فيما يتعلق بالأزمة السورية

وحول ما تعرض له من نقد حاد، قال النائب أيمن عودة لـ'عرب 48' إن 'موضوع لقائي بجنبلاط لم يكن الأمر الأساسي في مؤتمر الجبهة، المؤتمر ناقش مختلف القضايا السياسية التي تواجه الجماهير العربية، الجبهة هي أعرق الأطر التنظيمية العربية، وهي تواصل مشروع النضال باعتبارها الأكثر تأثيرا بين جماهير شعبنا. قرارات هذا المؤتمر من شأنها أن تكون هامة جدا في العمل النضالي والشعبي'.

وأضاف عودة أن 'هناك اختلافا حول هذا الموضوع في وجهات النظر، وأنا أقول إن الأنبياء التقوا مع عتاة الكفار، النبي محمد التقى بالكفار، وعمر المختار التقى مع الطليان، ونحن في المشتركة نختلف ونتحالف، ومن يقبل أن يكون حليفا بشكل يومي عليه ألا ينتقد هذا اللقاء، وللإنصاف بحق جنبلاط فإن هذا الحزب له مواقف مشرفة على مدار سنوات طويلة ومنها سنوات برئاسة وليد جنبلاط وفي السنوات العشر الأخيرة، لدينا اختلافات جذرية مع وليد جنبلاط، والسؤال نقاطع أم نلتقي ونتحدث؟ أنا مع الحوار'.

وحول وجود قرار في الحزب والجبهة يلزم عودة في ما يتعلق بالأزمة السورية، قال عودة إنه 'لم يكن هناك قرارا كهذا، وقلت إن هذا القرار ليس قرار الجبهة'.

وحول موقفه من الثورة السورية، قال النائب عودة، إن 'موقفي واضح تماما فعندما هب الشعب السوري رأيت أنه من الأخلاق أن نقف مع الشعب السوري ضد النظام السوري، لكن سرعان ما اختطفت هذه الثورة وأصبحت قوى معادية لكل ما هو ديمقراطي، مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها، وهذا الأمر تطلب موقفا يريد الخير لسورية وأن تبقى موحدة ووطنية، والموقف الأساس أن الشعب السوري وفقط الشعب السوري يقرر قيادته'.

مخول: موقفنا واضح وحاد وملزم بأننا مع النظام السوري في هذه المعركة

وقال النائب السابق عصام مخول، لـ'عرب 48'، إنه 'لدينا موقف واضح في الجبهة والحزب الشيوعي، وهو موقف حاد ضد المؤامرة الإرهابية العالمية لإسقاط الدولة السورية وتفكيكها وتفتيت الشعب السوري على أسس إثنية وطائفية وأسس دينية'.

وأضاف أن 'هذه المؤامرة من صياغة الإدارة الأميركية في إطار مشروع الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط وانضمت إليها دول محورية في المنطقة في طليعتها إسرائيل والسعودية وتركيا وقطر ودول أخرى، لذلك نحن لسنا محايدين في المنطقة ونحن مع الشعب السوري والدولة السورية والنظام في سورية لقهر الهجمة المعولمة على سورية. وحتى يكون واضح نحن نختلف عن النظام في سورية ونختلف مع النظام في سورية، لكننا لا نختلف على موقف من المعركة لإسقاط المؤامرة على سورية ولضمان انتصار الجيش السوري والنظام السوري على هذه المعركة وهذا موقف ملزم للحزب والجبهة'.

التعليقات