دير الأسد: نقاش محتدم بسبب منشور عن الشيخ الأسد بـ"فيسبوك"

أثيرت في الأيام الأخيرة ردود فعل واسعة في قرية دير الأسد، في أعقاب قيام معلم مدرسة بنشر نص فيسبوكي، تناول خلاله الحديث عن الشيخ محمد عبد القادر الجيلاني "الشيخ محمد الأسد".

دير الأسد: نقاش محتدم بسبب منشور عن الشيخ الأسد بـ"فيسبوك"

ضريح الشيخ محمد الأسد (عرب 48)

أثيرت في الأيام الأخيرة ردود فعل واسعة في قرية دير الأسد، في أعقاب قيام معلم مدرسة بنشر نص فيسبوكي، تناول خلاله الحديث عن الشيخ محمد عبد القادر الجيلاني 'الشيخ محمد الأسد'.

وفي الأسبوع الماضي، ألقيت قنبلة على منزل المعلم، على ما يبدو، بسبب ما قام بنشره على صفحته الخاصة في شبكة التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'.

وبهذا الصدد، حاور 'عرب 48' كل من معلم المدرسة، عبد السلام موسى، وقاسم جبر أسدي، حول فحوى المنشور وما أعقبه من ردود فعل واسعة.

محاربة البدع

واستهل موسى حديثه قائلا إنني 'قصدت من وراء ما قمت بنشره، محاربة بعض البدع الرائجة في قريتنا، ومن هذا المنطلق قمت بكتابة مقالتين، تناولت في الأولى زيادة الناس في الحداد على ثلاثة أيام، كما تطرقت في الأخرى عن مشي الناس مشيا بطيئا في الجنائز وقلت إن ذلك لا يجوز بحسب السنة، وهناك من عقب عن رايات وأعلام الشيخ الأسد التي ترفع بالجنائز، وأنا لم أذكر ذلك بتاتا'.

وتابع أنه 'بعد ذلك قمت بكتابة مقالة أخرى بأنني وجدت أحدهم كتب إن الأسد حامي الدير وهي مقولة رائجة في دير الأسد، حيث قلت إنني أرفض هذه المقولة باعتبار أن الله وحده هو الذي يحمي دير الأسد وغيرها، كما أن الأسد برغم فضله ومنزلته الجليلة التي نجلها جميعا ليس هو الحامي أو الحافظ لدير الأسد بل الله وحده هو الحامي'.

وأوضح موسى: 'يؤسفني أن المقالة قد فهمت على غير وجهها وقصدها، ولهذا أثارت شيئا من الشغب والصراع والنزاع، وهو ما لم أقصده أبدا، ومن هذا المنطلق أعتقد بأن لغتي الأدبية العالية لا يفهمها جميع من يقرأها ولهذا فسرت على غير وجهها، وعليه ينبغي إعادة النظر فيما كتبت وأن ينظر العقلاء بذلك حتى يفسروه للعامة الذين لا يستطيعون فهمها'.

وأشار إلى أنني 'أظن بأن إلقاء القنبلة على منزلي كان على خلفية ما كتبت، إلا أنني لا أتهم أحدا من عائلة أسدي، فربما يوجد هناك من يريد إثارة الفتنة بين العائلتين، وبدوري أعتبر ذلك فعلا جبانا وسافرا، وأرجو من العقلاء عدم الانجرار وراء هذا التحريض'.

وأضاف موسى: 'تلقيت تهديدات عديدة في أعقاب ما قمت بنشره على صفحتي في الفيسبوك، إلا أنني لم أجب عليها وجعلتها دبر أذني، باعتبار أن قصدي كان إعلاء كلمة الله ولم يكن قصدي شخصيا أو تجريحيا أو المس بأحد والعياذ بالله'.

وشدد على أن 'هناك جهات تريد إثارة الفتنة، ومن هنا أرد عليهم بأن العقلاء لن يسمحوا بذلك، وأدعو العقلاء من الطرف الآخر لإبداء موقفهم من ذلك وألا يحرض ذوو المقامات العالية علي وعلى كتاباتي'.

وختم موسى بالقول: 'قصدت من وراء ما كتبت قصدا علميا شرعيا وحسب، وعندما رأيت بأن الأمور جارت وانحرفت عن هذا القصد، قمت بحذف المنشور كي لا أثير الصراع والنزاع كوني لم آتِ لأثير فتنة بالقرية'.

نقاش سلمي

ومن جهته، قال قاسم جبر أسدي، لـ'عرب 48'، إن 'ما قام به الأستاذ عبد السلام موسى وما كتبه عن جدنا الشيخ محمد الأسد غير مقبول على الصعيد الشخصي، كنت أفضل لو قام بطرح ما نشره بطريقة أخرى تختلف كليا عن الطريقة التي اعتمدها، باعتبار أنها تضمنت نوعا من الاستفزاز والاستهانة بقدسية شيخنا'.

وأضاف: 'نحن لا نقوم بالصلاة والسجود للشيخ محمد الأسد، قدس الله سره، وفي المقابل فهو جدنا وولي من أولياء الله الصالحين، وله مكانة في صفوف العائلة'.

وأشار أسدي إلى أنني 'أتفهم ردود فعل الشبان من العائلة في أعقاب ما كتبه الأستاذ عبد السلام موسى، لا سيما وأن الحديث يدور عن شأن داخلي لعائلة أسدي، الأمر الذي يستوجب الآخرين عدم التطرق إليه مع احترامي لكافة عائلات القرية'.

وأعتبر أن 'دير الأسد قرية واعية تمتاز بنسيجها الاجتماعي بين جميع مواطنيها، ومن هنا أناشد أهل قريتنا وخصوصًا الشبان من عائلتنا من أجل احتواء ما حدث، وبحسب اعتقادي فإن الأمور باتت من ورائنا، فكما علمت بأن الأستاذ عبد السلام موسى قدم اعتذاره وأوضح أن قصده كان مختلفا عما فهمه الناس، وبدورنا علينا تقبل ذلك باعتبار أن العفو عند المقدرة'.

وأكد أسدي: 'لا ولن نسمح لأي إنسان محاولة المس بمنزلة ومكانة جدنا الشيخ محمد الأسد، فأنا أؤمن بالنقاش السلمي وإبداء وجهة النظر باحترام وغير ذلك مرفوض وقد يقودنا لأمور مرفوضة من ناحيتي'.

ونوه أن 'ما يؤلمني أن هناك أشخاصا حاولوا استغلال هذه القضية لإشعال الفتنة، إلا أننا كنا واعين لمثل هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة، لا سيما وأن العقلاء لدينا أكثر بكثير'.

وختم أسدي بالقول إنه 'تلقيت اتصالات عديدة من قبل عدد من إخواننا وأصدقائنا من أقارب الأستاذ موسى، الذين قدموا اعتذارهم هاتفيا عما حصل وأعربوا عن استعدادهم لعقد اجتماع من أجل تعميم اعتذارهم'.

دير الأسد في سطور

المعروف بحسب رواية تاريخية أنه 'في القدم كانت قرية بيت عناة الكنعانية موجودة مكان قرية دير الاسد اليوم. كانت تعرف بدير الرهبان أو دير البعنة قبل مجيء شيخ الطريقة القادرية وهو بالأصل من قرية الحمارا 'الواقعة بالشام' ثم خرج منها إلى دمشق لطلب العلم ومن ثم إلى صفد إلى أن استقر بدير الأسد في عهد السلطان سليمان القانوني، وقد عرف باسم محمد القادري الجيلاني، والمعروف حاليا بالشيخ محمد الأسد، وهو من أحفاد الشيخ القطب صالح ابن الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلاني. ويقال أن القرية كانت تسمى أيضا بـ'دير الخضر' نسبة إلى 'السيّد الخضر' (يعرف في الأوساط المسيحيّة بـ'مار الياس' وفي اليهوديّة بالنبي 'إلياهو' الذي كان قد بني له مقام على جبل المغر التي تقع عليه القرية. وكما يقال إن القرية كانت تدعى 'دير البعنة' وذلك نسبة إلى قرية البعنة المجاورة التي تحوي طائفة مسيحيّة كانت تشكّل السواد الأعظم من القرية في القدم. وصدر الاسم منسوب إلى دير سانت جورج الذي أقيم أثناء الحملات الصليبية على بلاد الشرق وبخاصة فلسطين تحت شعار حماية قبر المسيح'.

التعليقات