الأطفال العرب والحوادث المنزلية: كيف نحميهم من المخاطر؟

تستوجب المعطيات المفزعة في الحوادث المنزلية المختلفة التي تزهق فيها أرواح أطفال في ساحات المنازل والطرقات وتحت عجلات السيارات وفي حوادث بيتية تترك آثارها في نفوس الأطفال مدى الحياة، وتسبب لبعضهم عاهات مستديمة، الوقوف عندها والعمل على الحد منها.

الأطفال العرب والحوادث المنزلية: كيف نحميهم من المخاطر؟

الأطفال العرب بالنقب ضاحيا الإهمال والحوادث

تستوجب المعطيات المفزعة في الحوادث المنزلية المختلفة التي تزهق فيها أرواح أطفال في ساحات المنازل والطرقات وتحت عجلات السيارات وفي حوادث بيتية تترك آثارها في نفوس الأطفال مدى الحياة، وتسبب لبعضهم عاهات مستديمة، الوقوف عندها والعمل على الحد منها.

وتظهر تقارير نشرتها جمعية 'بطيرم' المعنية بمحاربة الحوادث البيتية أرقاما مقلقة أظهرت وقوع أكثر من 217 حالة وفاة ما بين السنوات 2008-2016 من الأطفال العرب في منطقة النقب.

وأشارت الإحصائيات إلى أن احتمال إصابة طفل عربي من النقب توازي سبعة أضعاف احتمال إصابة طفل يهودي في حوادث بيتية. وتتنوع الإصابات ما بين حوادث الدهس، الاختناق والاحتراق أو السقوط من علو.

وقال مدير سياسات حكومية وعلاقات خارجية للمجتمع العربي في مؤسسة "بطيرم" لسلامة الأطفال في البلاد، مجدي عياشي، لـ"عرب 48" إن "هناك أهمية لرفع مستوى الوعي لأمان الأطفال العرب، وأهمية لتنظيم الفعاليات في المجتمع العربي والتي يديرها مسؤولون ومتطوعون ومتطوعات".

مجدي عياشي

وأضاف أن "حوادث بيتية خطيرة تعرض لها الأطفال العرب بنسب مرتفعة، تتجاوز بكثير الإصابات التي تحدث في المجتمع اليهودي، ما أدى لخسائر بشرية، والأطفال هم الضحايا الأكثر تعرُضا للخطر، وتخسر العائلات أطفالها في عدة حوادث بينها الدهس، الغرق، سقوط في المنزل. معظم الأطفال العرب يفارقون الحياة جراء حوادث الطرق، ونسبتهم تصل إلى 60%".

وأوضح عياشي أن "نسبة الأطفال العرب الذين يتلقون مصارعهم في الحوادث البيتية بازدياد مقلق؛ كذلك الإصابات في الساحات العامة، ويتعرّض الأطفال العرب للغرق، ونسبتهم تبلغ 10.3%، وكما يُصاب الأطفال بحوادث اختناق. وفي الغالب تؤدي لحالات وفاة. نصف الأطفال العرب الذين لقوا مصارعهم في حوادث طرق هم أطفال بين (4-0 سنوات)، وهذه الشريحة الأكثر عرضة للخطر نتيجة الإصابات المختلفة، وتبلغ نسبتهم الـ 47%".

وأشار إلى أن "أبناء 15-17 عاما ستعرضون للإصابات الخطيرة، ونسبتهم تبلغ 21%. أما أسباب الوفيات التي ذكرناها (بين الأجيال 17-15)، مردها لحوادث طرق، وهناك حالات دهس من قبل بعض أفراد العائلة، ونسبتهم تزيد عن نسبة المجتمع اليهودي بـ12%، كما أنّ هناك نسبة لا يُستهان بها مرتبطة بالسقوط في المنزل، وتبلغ نسبة هذه الإصابات 9.46%".

وأردف عياشي أن "الأطفال الذين يلقون حتفهم في حوادث الطرق هم من العرب، علما أن الأولاد العرب يشكلون نحو 60% من الإصابات في السنوات الثلاث الأخيرة، ونسبتهم 26%".

وشدد على أن "نسبة الوفيات بين الأطفال العرب تصل إلى 4 أضعاف نسبة الأطفال اليهود، كذلك الأمر بالنسبة لوفاة المواليد العرب، وتبلغ نسبتهم 6%، ويتعرّض الأطفال بين 1-4 سنوات للوفاة بنسبة 2.6%. وتبلغ نسبة الإصابات الخطيرة التي يتم تحويلها إلى المستشفيات نحو 54%، ومعظمهم من المجتمع العربي".

الحوادث البيتية وخطورتها على سكان النقب

وتعتبر منطقة النقب الأكثر عُرضة لوفيات الأطفال العرب، ونسبة الوفيات تبلغ 4% من بين الأطفال العرب بمناطق مختلفة، وهناك خطر بالغ بسبب الإصابات المرتفعة لدى الأطفال العرب. 

وقال عياشي إنه "بسبب هذه المعطيات نعمل في "بطيرم" بالتعاون مع وزارة الزراعة منذ عام 2015، إذ لا يزال مشروع تطوير أمان الأولاد في البلدات البدوية في النقب قائما، وتشارك فيه: رهط، تل السبع، اللقية، شقيب السلام، القسوم، واحة الصحراء، حورة وعرعرة النقب، ويشمل المشروع المؤسسات التعليمية، مراكز الأم والطفل وصناديق المرضى، إضافة لزيارات آلاف البيوت لتذويت أمان الأولاد ورفع الوعي بين أبناء المجتمع العربي البدوي بالنقب".

ولفت إلى العمل مع أبناء الشبيبة لتأهيلهم ومواكبة نشاطهم، من خلال مواد إرشاديّة وتوعويّة من أجل خفض نسبة إصابة الأطفال في المجتمع العربي البدوي.

أهمية جهوزية المنزل وتجنُب المخاطر

وعزا عياشي أسباب ارتفاع الإصابات في المجتمع العربي لعدة مركبات بينها: البنى التحتية السيئة في المجتمع العربي، البنى التحتية الخارجية للسلطات المحلية والسلطات القطرية السيئة أيضا، قلة الميزانيات المستثمرة لتحسين هذه البُنى، حقيقة أن جزءا كبيرا من البيوت في المجتمع العربي تُبنى بشكل مستقل وليس بواسطة شركات تراعي المعايير والمقاييس المتعلقة بالأمان وأن جزءا من البيوت العربية لا تحصل على مصادقة ما يُسمى "مستند 4" بخصوص الأمان، إذ يعطى المستند بعد التأكد من أن البيت آمن، علما أن بعض البيوت العربية تُبنى بالتدريج وعلى مراحل، وبين كل مرحلة ومرحلة تبقى بُنى تحتية غير كاملة وفيها مخاطر وإمكانيات للإصابة، وللأسف معظم البيوت العربية لا تقوم بتركيب جدار واق لمنع سقوط الأطفال.

التعليقات