أهالي ميعار يثبتون أقدامهم على الأرض المهجرة

استقبلت أرض ميعار، مساء أمس الأربعاء، المهجرين من وطنهم، للسنة الرابعة على التوالي، وجاءت الدعوة هذه المرة من ابن ميعار المهجرة، غازي شحادة.

أهالي ميعار يثبتون أقدامهم على الأرض المهجرة

ميعار، الليلة الماضية

استقبلت أرض ميعار، مساء أمس الأربعاء، المهجرين من وطنهم، للسنة الرابعة على التوالي، وجاءت الدعوة هذه المرة من ابن ميعار المهجرة، غازي شحادة.

وشارك عدد كبير في مهرجان العودة الرمضانية والإفطار الجماعي، حيثُ رفع الأذان من أرض ميعار، إيمانا بحق العودة.

كما شارك عدد من الأطفال الصغار، وهو إثبات على أن الصغار قرروا الحفاظ على وطنهم. وفور انتهاء الإفطار، وترتيب الأمور، انطلق المهرجان الفني الذي جرى على أرض ميعار.

وقال ابن ميعار والأسير المحرر، داهش عكري: 'يسعدنا أن نلتقي بكم أبناء ميعار، في هذه الأمسية الرمضانية على أرض ميعار المهجرة، هذا اللقاء الذي أصبح تقليدا سنويا تنظمه مجموعة ميعار 'الزعتر والصبار'، نلتقيكم اليوم وكلنا أمل وإصرار وقناعة بحتمية العودة إلى بلدنا وأرضنا وممتلكاتنا التي تركها أهلنا عنوة هربا من شراسة العصابات الصهيونية، التي أمعنت فيها وبأكثر من 400 قرية مثلها ومدينة قتلا وهدما وتدميرا وبتواطؤ، ليسجل التاريخ الإنساني أكبر عملية زور وسطو في التاريخ على شعب أعزل آمن، فتنهب أرضه وممتلكاته وتهدم قراه ومدنه، ويهجر إلى أصقاع الأرض، لتستوطن عليها عصابات ومهاجرين من كافة أقطاب الأرض، تحت شعار كاذب، أرض بلا شعب لشعب بلا أرض'.

وأضاف أنه 'بعد ما يقارب 70 عاما تواصل الدولة العنصرية الإجهاز على البقية الباقية من الشعب الفلسطيني، سواء كان ذلك بالأساليب العسكرية أو الفكرية والاجتماعية'.

وجاء في كلمة مركّز 'لجنة الزعتر والصبار' القائمة على الفعالية، غازي شحادة، إننا 'اليوم نقيم إفطارا لأهالي ميعار، القادمين إليها من مختلف القرى التي يسكنون فيها منذ عام النكبة. كان عدد سكانها إبان النكبة نحو 800 نسمة واليوم في الداخل والشتات يصل عددهم إلى نحو 15 ألف نسمة، والقسم الأكبر موجود في طمرة وكابول وشعب وشفاعمرو وسخنين وعبلين، نحن نعمل على لم شملنا للسنة الثالثة على التوالي'.

وتابع أنه 'مرّ على إقامة لجنة الزعتر والصبار ما يقارب 15 عاما، وقد شعرنا أّننا بدأنا نفقد الذاكرة، فكم بالحري لأولادنا وأحفادنا، لذلك حفاظًا على الذاكرة ونقلها للأجيال القادمة ولأولادنا، نحنُ باقون في أرض ميعار، علما أن الأهل شُردوا في مكانين، في الدول العربية وفي بلدات موجودة مثل كابول وسخنين، وغير متمركزين في مكان واحد، لذا جاءت هذه الليلة، لتجميع أهالي ميعار، ولإعادتهم إلى جذورهم، ولذاكرتهم ولزعترهم ولصبارهم، وفي المرّة الأولى بعد 4 سنوات، أحبت الناس ما قمنا به، وتواصل أهالي ميعار معا، والموجودين هنا يمثلون أرض ميعار'.

وقال شحادة لـ'عرب 48' إن 'ميعار تعني الأساس، الجذور، الماضي والتاريخ، وواضح أنّ من ليس له تاريخ ليس له ماضٍ أيضا، وليس له مستقبل، والمؤسسة الصهيونية تراهن على أننا سننسى البلد وتكذب وتتصرف بخبث وذهاء في محاولة للتأثير على الجيل الجديد، لتنسيه ذاته، ولأننا نريد لأبنائنا التمسك بهذه الذاكرة، نأتي هنا، في بلد كانت عامرة بأهلها وبمزروعاتها، ورسالتي للأجيال القادمة، الحفاظ على الأرض وقولوا لابن غوريون إن مقولتك لن تطبق علينا، فلن يموت الكبار وينسى الصغار، لدينا ذاكرة وسنحافظ عليها، وسنعود لأن العودة حق مقدس وغير قابل للمساومة، ومن يريد أن يساوم على الأرض فليساوم عن نفسه وليس عن الشعب، فشعب بدون تاريخ وجذور لا يمكن أن يكون شعبا'.

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، إن 'الأطفال الموجودين هنا، لا ينسون بل هم أكثر حماسا للانتماء وللرواية الفلسطينية، هذا اللقاء يتحدى العنصرية، بمفهوم أنه تحدى سياسة إسرائيل التي تحاول أن تفرض علينا دونية وانتقاصا من حقوقنا المدنية، هذا اللقاء يتحدى النقص الذي فينا، يتحدى مظاهر العنف التي تنتشر في مجتمعنا'.

وأضاف أنه 'لا نستطيع إلا أن نعود ونؤكد أنه على كل شاب وشابة أن يعمل في محيطه الخاص والأوسع من أجل مناعة وحصانة هذا الشعب، كيف يعمل في محاربة أي بذرة من بذور الجريمة والعمالة وحيازة السلاح الذي بدأ ينتشر بفعل السياسة الإسرائيلية'.

وختم بركة بالتشديد على الوحدة الوطنية، معتبرا 'الوحدة شكلا من أشكال المقاومة'.

وتمّ خلال الأمسية الاحتفالية توزيع الحلويات الرمضانية 'القطايف' والتمور، واختتمت الأمسية بأغنية للفنان جمال إلياس من سخنين.

التعليقات