العيد يباغت الناس: أوضاع اقتصادية صعبة ورغبة بالفرح والابتهاج

وفي جولة لـ"عرب 48" في شوارع مدينة شفاعمرو، حوارنا الشاب الشفاعمري، أنور عياش الذي قال: "إجمالاً الأمور مش ماشية، والأوضاع على قدها".

العيد يباغت الناس: أوضاع اقتصادية صعبة ورغبة بالفرح والابتهاج

أجواء العيد في شفاعمرو (عرب 48)

يُطل علينا عيد الفطر السعيد، هذا العام دون بروز المظاهر الاحتفالية في مدينة شفاعمرو، ورغمّ أنّها التجمع السكاني الأكبر بين البلدات العربية في المنطقة، إلا أنّ سكانها لا يزالون يخطون نحو العيد على نارٍ هادئة، فرغم بهجة الأطفال، إلا أنّ الكبار يشكون من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، التي تنعكس بالتالي على فرحة العيد.

وفي جولة لـ'عرب 48' في شوارع مدينة شفاعمرو، حوارنا الشاب الشفاعمري، أنور عياش الذي قال: 'إجمالاً الأمور مش ماشية، والأوضاع على قدها'.

وأوضح عياش أن 'الأمر مرتبط بالزوجين، فالمصاريف يجب أن تُبنى حسب الدخل، لكن من يمشي اليوم على 'قده'؟!'.

وتابع 'كثيرون من الأهالي للأسف لا يعملون أي حساب للأيام القادمة، في ظل المصاريف المرتفعة، والدفعات الشهرية التي تتراكم على الأهل بسبب فاتورة 'الكهرباء' و'الماء' وصيانة المركبة، والبنزين، والتأمين، بالإضافة إلى القروض والتي أصبحت ورطة بكل معنى الكلمة، وكما هو معروف فإنّ أجواء العيد اليوم أصبحت فقط مشتريات لا معنى لها'.

في حين قالت السيدة فادية، إن 'أجواء العيد جميلة جدًا، ونحنُ ننتظر العيد طوال الوقت، وهما مرتين في السنة، وكل شخص عليه أن يسير وفق مقدرته، إذ أنني انتقد أولئك الذين يختارون السفر خارج البلاد، رغم أنّ الديون متراكمة عليهم، والقروض تنهال على رؤوسهم، وحين يبدأ موعد السداد لا يجد رب البيت المال لتغطية شيكاته، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على الحياة الأسرية، للأسف'.

وأضافت أنه 'رغم الأوضاع المادية الصعبة إلا أننّا شعبٌ يُكابِر ويتفاخر، وهو أحوج ما يكون إلى المال لتغطية المصاريف الباهظة التي تتراكم يومًا بعد يوم'.

وعن حركة السوق والمحال التجارية، فيؤكد صاحب محل للأدوات المنزلية، معاذ سليم زعرورة أن 'هناك أجواء رمضانية واحتفالية، خاصةً أننا ننتظر عيد الفطر السعيد، وهذه الفترة تتميز بالزيارات والمعايدات فتشعر ببهجة العيد'.

وأشار زعرورة إلى أن 'الحركة التجارية، أثرت على الناس، وعلى المحال التجارية تخفيض الأسعار وزيادة الخصومات، حتى يشعر الناس أنّ التخفيضات ساهمت بالتخفيف من حدة الصعوبة التي يعيشها أفراد مجتمعنا، وبسبب الأوضاع الصعبة، على التجار أنّ يخفضوا الأسعار على بعض الأدوات التي يمكن احتمال ذلك'.

وأشار زعرورة إلى 'ضرورة التنظيم الأسري والتلاحم واعتماد لغة الحوار والنقاش بصورة صحيحة، خاصةً أنّ غالبية العائلات تعمل فيها الزوجة والزوج أيضًا، فلماذا لا يتم ترتيب الميزانية والتنظيم الأسري بشكلٍ مدروس ومهني، حتى تتجنب الفوضى'.

ووجه زعرورة نصيحة للشباب قائلًا: 'يجب أن تتحلوا بالصبر للخروج من الأزمات، وهناك أيضًا أهمية للتوعية والحفاظ على الأخلاق، وعلى الأهل مراقبة الأبناء لمعرفة أين يذهبون وماذا يفعلون، لكن بطريقة مهذّبة وبناءة، تزيد من صراحة الأبناء تجاه الآباء'.

وعن العائلات المستورة في المدينة على ضوء الأعياد وفي ظل الأوضاع المعيشية الخانقة، أفادت الشابة هديل خالد سمنية، وهي بائعة في إحدى محال الخضار، بأنه 'نسمع في الآونة الأخيرة عن العائلات المستورة، خاصةً عندما يكون الأب عاملاً بسيطًا، وبالكاد يستطيع أن يوفر احتياجات عائلته، فهو يعيش أصلاً على التأمين، فبالتأكيد سيبقى الوالد عالقًا في الديون طالما أنّ الحياة والمصاريف والأموال لا تكفي للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي يتعرّض لها شعبنا، علمًا أنّ هناك 3000 عائلة عربية في شفاعمرو تُعاني من الأوضاع المادية والاقتصادية الصعبة جدًا'. 

التعليقات