المغار: موحدون في درء الفتنة الطائفية ودعاتها

أجمعت القيادات السياسية والدينية في قرية المغار، اليوم الإثنين، على رفض الفتنة الطائفية وشجب واستنكار الاعتداء على المساجد، وذلك في أعقاب الاعتداء على المساجد الثلاثة في المغار، بقنبلتين صوتيتين وإطلاق الرصاص، فجر اليوم،

المغار: موحدون في درء الفتنة الطائفية ودعاتها

المغار، اليوم (عرب 48)

أجمعت القيادات السياسية والدينية في قرية المغار، اليوم الإثنين، على رفض الفتنة الطائفية وشجب واستنكار الاعتداء على المساجد، وذلك في أعقاب الاعتداء على المساجد الثلاثة في المغار، بقنبلتين صوتيتين وإطلاق الرصاص، فجر اليوم، على خلفية محاولات بعض المغرضين ودعاة الفتنة الشحن الطائفي بعد مقتل اثنين من أفراد الشرطة هما هايل ستاوي من المغار وكميل شنان من حرفيش، في الاشتباك المسلح الذي حصل في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، والذي استشهد فيه محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما) من مدينة أم الفحم.

وبادر مجلس محلي المغار برئاسة زياد دغش إلى عقد جلسة طارئة شارك فيها رؤساء أقسام المجلس المحلي، وأصدرت تعليمات واضحة من رئيس المجلس المحلي لتهدئة الأجواء، وبذل قصارى الجهود من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي، واجتثاث أي مظهر من مظاهر الفتن الطائفية جذريا، مطالبا موظفي المجلس المحلي أن يكونوا العنوان الأول لأهالي بلدتهم المغار.

عتب على القيادة

وقال رئيس مجلس محلي المغار، زياد دغش، لـ'عرب 48' إن 'الظروف التي نعيشها صعبة، ونحن نناشد الأهالي بالحفاظ على علاقاتهم الجيدة، رغم الظروف ورغم التطرف المؤسف من كل الجهات'.

وأكد أنه 'منذ ساعات الصباح وجهت تعليماتي لرؤساء الأقسام في المجلس المحلي لاحتواء أي محاولة لإشعال فتنة طائفية في المغار، وكذلك هناك اجتماع اليوم لأعضاء المجلس المحلي في المغار، وكل البلدة تؤكد على أهمية الحفاظ على نسيجها الاجتماعي ورفض الانجرار لأي فتنة طائفية'.

وأضاف دغش: 'أعتب على القيادات العربية، من رؤساء مجالس وقيادات سواء في الطائفة المعروفية أو الطائفة الإسلامية، لعدم تواصلهم معنا ووقوفهم معنا في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المغار. يجب علينا جميعا العمل على تهدئة الأجواء، خاصة في البلدات المختلطة، المغار تتأثر بأي حدث خارجها، ونحن نعلم مدى حساسية الوضع في المسجد الأقصى، ولا نرضى له إلا كل خير'.

وختم رئيس مجلس محلي المغار بالقول إن 'الاستهداف ليس لأبناء الطائفة المعروفية وإنما هو نتاج الحالة السياسية، وأنا أتساءل لماذا لم يقدم أي عضو كنيست أو رئيس مجلس محلي على التواصل معنا أو يقدم التعازي، أو أن يحاول تقديم المساعدة؟ للأسف، هناك حالة غليان على مواقع التواصل الاجتماعية، وهذا ما أسعى إلى محاصرته، ويجب على الجميع أن يتحمل المسؤولية الجماعية لاحتواء هذه الأزمة'.

عمل طائش وجبان

وقال ابن قرية المغار ونائب رئيس الحركة الإسلامية (الجنوبية)، د. عباس منصور، لـ'عرب 48' إن 'ما حدث هو عمل طائش وجبان. من يريد أن يوجه رسائل فليوجهها مباشرة إلى أهلها، ما وقع كان من قبل شبان لم يكتمل لديهم الفهم للأسف، هذا وضع سيء، ولكن وضع البلد من حيث المواقف الرسمية والقيادة السياسية والدينية تؤكد على رفض هذا العمل الجبان، بل إن الجميع يشعر أن المغار هي المستهدفة، وهناك إدراك لمدى خطورة هذه الأفعال، وفي الأيام القادمة سيبذل جهد لاحتواء هذه الأزمة'.

وأكد أن 'هذه ساعة مسؤولية يتحملها الجميع، ونناشد الأفراد وخصوصا الشباب والشابات الذين يكتبون عكس صالح المجتمع أن يكفوا فورا عن محاولة هدم مجتمعهم بأيدهم رغم أنني أؤكد أن الغالبية تتحمل المسؤولية، ونطالب الشرطة متابعة هذا الملف متابعة كاملة وأن تتحمل مسؤوليتها.'

وأشاد د. عباس بموقف أهالي المغار، وقال إنه 'منذ الصباح تلقيت اتصالات من كافة الأطراف بالبلدة، قيادات وممثلين لكافة الأطراف يرفضون رفضا تاما المس بالنسيج الاجتماعي في المغار، ويعبرون عن تضامنهم وألمهم، بل ويعتبرون هذا الاعتداء اعتداء عليهم، وهناك من عرض دوريات حراسة للمساجد، وهي مقترحات تثلج الصدر وتزرع فينا الثقة والشعور بأن البلد، إن شاء الله، ستكون بخير وأنها يد واحدة وصفا واحدا'.

يد حاقدة

وقال الشيخ سعيد ستاوي لـ'عرب 48' إنه 'من الخلوة الشرقية وبعد تشييع ابن عمنا هايل ستاوي، وتشييع ابن حرفيش كميل شنان، نستكر اليوم الاعتداء على المساجد من قبل يد حاقدة تسعى لإفساد النسيج الاجتماعي في المغار'.

وأضاف: 'نقول لأي جهة تحاول الاصطياد بالمياه العكرة، كما قلناها منذ يوم تشييع جثمان هايل ستاوي إننا سنقف بالمرصاد لأي محاولة لإشعال فتنة طائفية'.

وختم الشيخ ستاوي بالقول: 'نرفض أي اعتداء على أي إنسان من الطوائف الأخرى وندينه ونستنكره، وقد يكون أي فرد من خارج البلدة يحاول تعكير الأجواء في البلدة، وسواء كان من البلدة أو من خارجها فنحن ندين ونستكر هذا الفعل'.

تهويل

وقال الناشط السياسي زهر الدين سعد من المغار لـ'عرب 48': 'نرفض رفضا قاطعا جر بلدتنا المغار لأي فتنة طائفية، الأمر ليس صعبا لهذا الحد وقد يكون الإعلام يعكس صورة غير صحيحة'.

وأضاف: 'نحن هنا في المغار نحاول احتواء أي كلمة تخرج عن السياق الصحيح، والحمد لله المغار استطاعت تجاوز أحداث أسوء من هذه الأحداث، ونحمد الله أنه اليوم هناك قيادة رشيدة تتمكن من احتواء أي فتنة والمغار تعمل منذ سنوات على التآخي، فنحن أهالي بلدة واحدة وشعب واحد، وهذا تجلى أيضا في تصريحات عائلات الضحايا التي يشاد بها'.

وختم سعد بالقول إنه 'لا نريد أن نصل إلى وضع كمثل ما جاء بالمثل الشعبي 'مجنون رمى حجر في بئر وهات ألف عاقل يطلعه'، هناك أناس واعية في المغار وهي تعمل ليلا ونهارا من أجل الحفاظ على البلدة وأمنها'. 

التعليقات