حي للجنود المسرحين في البعنة؟!

طفت على الساحة المحلية في البعنة، في الأيام الأخيرة، مطالبة نفر من الجنود المسرحين من الجيش الإسرائيلي بإقامة حي خاص بهم بالقرية، في الوقت الذي تعاني فيه الأزواج الشابة من أزمة سكن حادة ونقص قسائم الأرض لبناء وحدات سكنية، ما أثار ردود فعل غاضبة في الشارع البعناوي.

حي للجنود المسرحين في البعنة؟!

جنود بالجيش الإسرائيلي (أ ف ب)

طفت على الساحة المحلية في البعنة، في الأيام الأخيرة، مطالبة نفر من الجنود المسرحين من الجيش الإسرائيلي بإقامة حي خاص بهم بالقرية، في الوقت الذي تعاني فيه الأزواج الشابة من أزمة سكن حادة ونقص قسائم الأرض لبناء وحدات سكنية، ما أثار ردود فعل غاضبة في الشارع البعناوي.

والغريب في الأمر أن رئيس مجلس البعنة المحلي، عباس تيتي، لا يعارض إقامة حي للجنود المسرحين، كما قال، في حين أن القائم بأعماله، أحمد بدران، أعرب عن معارضته لذلك.

ولعل أخطر ما في طرح إقامة حي للجنود في قرية عربية هو شرعنة الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي التي تعارضها الغالبية العظمى من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في إسرائيل.

وعلمنا أن نفرا من الجنود المسرحين، من البعنة، توجهوا برسالة عن طريق محام لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من أجل مساعدتهم في تسريع إقامة حي خاص بهم بالبعنة.

 

الرئيس لا يعارض

وقال رئيس مجلس محلي البعنة، عباس تيتي، لـ'عرب 48'، إن 'الجنود المسرحين الذين خدموا الدولة بإرادتهم هم مواطنون في البعنة ويحق لهم الحصول على قسائم بناء في حال كان بحوزتهم شهادات استحقاق'.

وأضاف أنه 'في حال قامت الحكومة الإسرائيلية ممثلة بوزارة الإسكان ودائرة أراضي إسرائيل بتخصيص أرض للجنود المسرحين، من ناحيتي لن أعارض ذلك، باعتبار أننا جميعا نبحث عن إيجاد المسكن والأراضي لأي كان'.

وأشار رئيس مجلس محلي البعنة إلى أن 'هناك تفضيلات للجنود المسرحين، إلا أنه من غير الممكن أن تكون على حساب أهالي القرية عامة، وبدورنا سنجد المعادلة التي بموجبها يتم إيفاء احتياجات الجميع، على حد سواء'.

وعن موقفه من الخدمة المدنية والعسكرية، قال تيتي: 'نحن نعيش في دولة ديمقراطية، لكل إنسان شأنه، وبالتالي لا نستطيع التأثير على توجه أي شخص في حال أراد أن يتجند'.

القائم بأعمال الرئيس يعارض

وقال القائم بأعمال رئيس مجلس محلي البعنة ورئيس لجنة التخطيط والبناء بالمجلس، أحمد محمد طلال بدران، لـ'عرب 48'، إن 'التخطيط في القرية يحتوي كافة الطبقات دون أي تفرقة بين مواطن وآخر، وبالتالي فإن توجه الجنود المسرحين لرئيس الحكومة الإسرائيلية من أجل إقامة حي لهم هو مرفوض وخاطئ، وينبغي التراجع عنه'.

وأضاف بدران: 'نحن لا نعيش في حكم عسكري حتى يفرضوا علينا إقامة حي للجنود المسرحين، نحن نعيش في حكم مدني، وبناء عليه يحق للجندي أو الشرطي ما يحق لأي مواطن آخر فيما يتعلق بقسائم البناء، فإذا كان ذلك يعني الكثير للسلطات الإسرائيلية فإن صبغته لها معنى كبيرا أيضا بالنسبة لنا كمواطنين عرب لنا عاداتنا وتقاليدنا في هذه البلاد'.

وتساءل القائم بالأعمال: 'أين من الممكن أن تخطط السلطات الإسرائيلية إقامة حي للجنود المسرحين؟ مع الإشارة إلى أن القرية لم تعد تملك أراض ضمن مسطح نفوذها من أجل تنفيذ هذا المخطط'.

وعن موقفه من الخدمة المدنية والعسكرية، أعرب عن 'رفضي للتجنيد بشكل قاطع، من منطلق أننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب حتى نذهب للتجنيد وقتل أبناء شعبنا أينما كانوا'.

وختم بدران بالقول إننا 'بدون شك لا نمانع حصول الجنود المسرحين على قسائم بناء، ولكن ليكن ذلك في الأماكن المعدة لهم ولغيرهم أيضًا، وبالتالي عليهم التقدم مثل أي مواطن آخر في القرية كون التخطيط يستوعب الجميع دون أي تفرقة بين هذا وذاك'.

أفضلية للمستحق

وأعرب المحامي نزار بكري من البعنة عن تفاجئه من التوجه لإقامة حي للجنود المسرحين في القرية، وقال لـ'عرب 48'، إن 'عقائدي ومبادئ تتعارض مع هذا التوجه'.

وأضاف أنه 'لكل إنسان الحق أن يطالب بحقه بشكل قانوني، ومن ناحية أخرى أنا ضد أن تكون أفضلية لشخص على آخر بسبب موقفه أو انتمائه السياسي أو خدمته في الجيش، ومن هذا المنطلق أعطي الأفضلية للمواطن البعناوي وخصوصا من هم بحاجة لقسائم بناء وليس لمن خدم بالجيش وما شابه ذلك'.

وتساءل بكري: 'لماذا يجب إقامة حي للجنود المسرحين في البعنة في الوقت الذي يجب فيه تخصيص أراضي بناء لأهالي القرية؟ سمعنا مؤخرا أنه سيتم البدء بتوزيع قسائم للأزواج الشابة وهذه بشرى سارة، وعليه يجب أن يقدم الجندي طلبه مثل أي مواطن آخر، أما أن تكون له أفضلية بتخصيص حي بسبب خدمته العسكرية فهذا أمر مرفوض بشكل قاطع، كوني أؤيد مبدأ المساواة والإنسانية المطلقة'.

وختم بالتوجه للقيادات في القرية أن 'يتخذوا موقفا واضحا وصريحا، وعلى رأسها المجلس المحلي والحركات السياسية والحزبية، كون الحديث يدور عن مخطط خطير يستوجب التصدي له بكل قوة، من منطلق إيماننا بأننا كلنا سواسية ولا نرضى بالتمييز بين مواطن وآخر'.

مخطط خبيث

وقال عضو سكرتارية تجمع البعنة الوطني، المحامي خالد تيتي، لـ'عرب 48' إنه 'من الواضح أن الحديث يدور عن خطوة بائسة تنطوي تحت إطار الأسرلة والصهينة التي تنهجها المؤسسة الإسرائيلية تجاه شعبنا وشبابنا، سواء كان ذلك من خلال الخدمة المدنية أو التجنيد لجيش الاحتلال'.

وأكد 'وجوب المعارضة والتصدي لكل محاولات المؤسسة الإسرائيلية التجنيد للخدمة المدنية والعسكرية باعتبار أنها نشاطات خبيثة، تهدف إلى شرذمة وأسرلة مجتمعنا ومحو الهوية العربية الفلسطينية لشبابنا في هذه البلاد'.

وشدد تيتي على أنه 'لا مكان لحي الجنود المسرحين في البعنة المعروفة بتاريخها الوطني والنضالي، لا سيما وأن قريتنا تعاني منذ سنوات عديدة من انعدام القسائم للأزواج الشابة بالإضافة إلى معاناتها من مصادرة الأراضي وسبقها أيضًا هدم المنازل، فإذا كان الانتظار طوال هذه السنوات سيؤدي في نهاية المطاف إلى فرض أمر واقع وهو إقامة حي للجنود المسرحين فنحن بالغنى عنه'.

وعن خدمة بعض الشباب في الجيش، قال عضو سكرتارية تجمع البعنة الوطني: 'نحن نعلم أن هناك أشخاصا يذهبون للخدمة في جيش الاحتلال، وأنا شخصيا لا أخوّن أحدا وأعتقد أن ذلك نابعا من جهل وعدم وعي، وأعتبرهم ضحية سياسة الأسرلة وعدم الوعي وسكوتنا أيضًا عن سياسة فرق تسد التي تريد المؤسسة الإسرائيلية فرضها عن طريق تبادل الحق الطبيعي والشرعي في قسائم البناء للأزواج الشابة بواسطة طرح خبيث لإقامة حي للجنود المسرحين'.

ودعا تيتي أهالي القرية وخصوصًا الشبان إلى 'التصدي لهذا المخطط'، وطالب المجلس المحلي أن 'يضع كل طاقاته كونه يمتلك كافة الأدوات اللازمة من أجل مواجهة هذا المخطط، وبالمقابل التقدم فيما يتعلق بقسائم الأزواج الشابة حتى لا نكون لقمة سائغة في مواجهة هذا المخطط الخبيث'.

التعليقات