الشيخ رائد صلاح... اعتقالات وملاحقات مستمرة

تعرض الشيخ رائد صلاح في أعقاب الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى المبارك منذ تاريخ 14.7.2017 لحملة تحريض ممنهجة قادها وزراء في الحكومة الإسرائيلية، وهدد الوزير يسرائيل كاتس باعتقال الشيخ صلاح ونفيه خارج البلاد.

الشيخ رائد صلاح... اعتقالات وملاحقات مستمرة

الشيخ رائد صلاح

تعرض الشيخ رائد صلاح في أعقاب الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى المبارك منذ تاريخ 14.7.2017 لحملة تحريض ممنهجة قادها وزراء في الحكومة الإسرائيلية، وهدد الوزير يسرائيل كاتس باعتقال الشيخ صلاح ونفيه خارج البلاد.

واعتقلت المؤسسة الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح، عدة مرات في السابق، وأطلق سراحه في الاعتقال الأخير بتاريخ 17.1.2017 بعد قضاء محكومية بالسجن 9 أشهر في الملف المعروف بخطبة وادي الجوز، حيث اتهمت السلطات الإسرائيلية الشيخ صلاح بالتحريض.

في عام 1981 بعد تخرجه من كلية الشريعة سجن بتهمة الارتباط بمنظمة محظورة، وبعد خروجه من السجن فرضت عليه الإقامة الجبرية، حيث كان خلالها ممنوعا من مغادرة أم الفحم ومغادرة منزله خلال الليل، وملزما بإثبات وجوده مرة أو مرتين كل يوم في مركز الشرطة بوادي عارة.

في عام 2000 خلال هبة القدس والأقصى، تعرض لمحاولة اغتيال وأصيب بعيار أطلقته القوات الإسرائيلية. وفي عام 2002 أصدرت وزارة الداخلية الإسرائيلية أمرا بمنعه من السفر خارج البلاد. وفي عام 2003 اعتقل وأفرج عنه بعد سنتي سجن عام 2005، في الملف المعروف بـ'رهائن الأقصى'.

في عام 2009 منع من دخول القدس، ثم أصدرت المحكمة الإسرائيلية عام 2010 قرارا بسجنه تسعة أشهر. وفي عام 2010 أمضى خمسة أشهر في السجن لبصقه على شرطي إسرائيلي، حاول استفزازه. وفي عام 2011 منع الشيخ صلاح الشرطة الإسرائيلية من تفتيش زوجته، وذلك حينما كانا عائدين من الديار الحجازية بعد أداء مناسك العمرة، وجرى اتهامه بعرقلة عمل الشرطة، وسُجن ثمانية أشهر.

وفي العام نفسه جرى اعتقاله في بريطانيا، دون وجه حق، وذلك بتحريض من المؤسسة الإسرائيلية، لكن أفرج عنه، إلا أنه عند وصوله إلى مسقط رأسه أم الفحم في 16 نيسان/ أبريل 2012 منع من دخول القدس حتى نهاية نيسان/ أبريل 2012.

في 8 أيار/ مايو 2016، دخل الشيخ صلاح السجن لقضاء حكمه بالسجن لمدة 9 أشهر، بتهمة التحريض على العنف، في ملف 'خطبة وادي الجوز' وفي 17 كانون الثاني/ يناير2017 أفرج عنه مع أمر حظره من السفر خارج البلاد لمدة 6 أشهر، وتم استقباله في أم الفحم في احتفال حاشد.

في 31 أيار/ مايو 2010 شارك الشيخ صلاح في أسطول الحرية الهادف لفك الحصار عن قطاع غزة حيث تعرض الأسطول لعملية قرصنة بحرية في المياه الدولية من السفن الحربية الإسرائيلية. قُتل في هذا الاعتداء أكثر من 16 متضامنا، وأصيب أكثر من 38 جريحا. وقد جرى اعتقال الشيخ صلاح بعد محاولة اغتياله إثر وصول الأسطول قسرا إلى ميناء أسدود في 1 حزيران/ يونيو 2010.

المحامي خمايسي: إسرائيل تضيّق مساحة الحريات

وقال المحامي عمر خمايسي لـ'عرب 48' قبيل دخول إلى غرفة التحقيق مع الشيخ رائد صلاح، صباح اليوم، الثلاثاء، إنه 'من الواضح أن الشرطة تنوي تمديد اعتقال الشيخ، وإلا ما كانت لتقوم في حملة كهذه، فجر اليوم'.

وعن أسباب الاعتقال، قال إن 'محور التحقيقات في الفترة الأخيرة مع الشيخ رائد صلاح هو العضوية في منظمة محظورة، والقصد هنا الحركة الإسلامية، وحتى وهو في السجن تم التحقيق معه حول هذا الموضوع، إضافة لشبهات التحريض على العنف والإرهاب وهي شبهات ينفيها الشيخ رائد صلاح'.

وأكد أن 'مساحة الحريات تضيق أكثر وأكثر في إسرائيل، ففي الماضي كانت شعار 'بالروح والدم نفديك يا أقصي' عاديا، أما اليوم فينظرون له وكأنه تحريض لتنفيذ عملية، فقانون ما يسمى مكافحة الإرهاب قلص كثيرا من الحريات، وخاصة حرية التعبير عن الرأي، وهي سياسة ونهج للشرطة والنيابة'.                

اللجنة الشعبية في أم الفحم تستنكر

واستنكرت اللجنة الشعبية في أم الفحم اعتقال الشيخ رائد صلاح من بيته في أم الفحم.

جاء ذلك في بيان أصدرته، اليوم، وصلت نسخة عنه لموقع 'عرب 48'.

وأكدت أن اعتقال الشيخ صلاح هو 'استمرار في حملة الشرطة العدائية الظالمة ضد أبناء بلدنا وشعبنا عموما وإمعانا منها في قهرنا ومصادرة حرياتنا، بحجج واهية مبنية على كابوس وهمهم الأمني البغيض، والذي يطال الأفراد العاديين والقيادات، على حد سواء، حيث أعلنت الشرطة أمس، اعتقال الشاب علاء طويل جبارين إداريا بشبهات أمنية ليس لها أي دليل مادي على الأرض، واليوم تعتقل الشيخ رائد صلاح دون الإعلان عن أي تهمة'.

وأوضحت أن 'هذه التصرفات المجنونة لحكومه بيبي نتنياهو والتي تزيد من بطشها لجماهيرنا كلما التف الحبل على رقبة رئيس حكومتهم الفاسد، ظنا منها أنها تستطيع بهذه التصرفات منع سقوطه المحتوم'.

وأشارت اللجنة الشعبية إلى أن 'الأسابيع الأخيرة تشهد حملة مجرمة ضد أهلنا في كل المناطق، وأصبح استخدام قوانين وأنظمة الطوارئ الاستعمارية لدى هذه الحكومة أمرا عاديا مما يعيد إلى الأذهان أيام الحكم العسكري البغيض، كذلك اشتداد الضغط على عمالنا وطلابنا ومصلينا، بتصرفات عنصرية، لن تفلح في كسر معنويات شعبنا وثنيه عن الدفاع عن حقوقه الإنسانية وحقوق أسراه ومعتقليه'.

النائب غنايم: اعتقال الشيخ صلاح ملاحقة سياسيّة هوجاء

استنكر النائب عن القائمة المشتركة، مسعود غنايم، 'قيام قوات الأمن والشرطة باعتقال الشيخ رائد صلاح وتفتيش بيته في ساعات الفجر بصورة بربريّة ترهيبيّة'.

جاء ذلك في بيان أصدره، اليوم، وصلت نسخة عنه لموقع 'عرب 48'.

وقال إنّ 'عرض العضلات على طريقة رامبو التي قامت بها قوات الأمن والشرطة وحرس الحدود ضد الشيخ رائد صلاح وبيته اليوم صباحا، هي عمل ترهيبي وقمعي مُستنكَر بحق شخصيّة جماهيريّة، سياسية ودينية مركزيّة في مجتمعنا الفلسطيني، إنّ اعتقال الشيخ رائد هو ملاحقة سياسيّة هدفه منعه من حقه بالتعبير وهو كم أفواه تعسّفي يناقض مبادئ حقوق الإنسان'.

وأكد غنايم أن 'الاعتقال يندرج ضمن حملة التّحريض التي تقودها الحكومة ورموزها ضد شعبنا الفلسطيني وضد العمل السياسي الوطني في الداخل وضد أهلنا في أم الفحم بالذات، السلطات الإسرائيلية لا تتورع عن استخدام قوانين طوارئ وأحكام أيام الحكم العسكري ضد كل من يوجّه الانتقادات لسياستها التعسفيّة وممارساتها العنصريّة وضد واقع الاحتلال ومن هذه الأحكام الاعتقالات الإدارية والّتي استعملتها ضد شبان من منطقة وادي عارة، مؤخرا'.

وختم بالقول إن 'شعبنا ومجتمعنا لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذه الهجمة وسوف يقف موحّدا في حكومة تستهدف شيطنة وإقصاء العمل السياسي العربي الوطني في البلاد'.

بلدية أم الفحم تدين اعتقال الشيخ صلاح وتطالب بإطلاق سراحه فورا

استنكرت بلدية ام الفحم 'الهجمة الشرسة على المجتمع العربي عامة ومدينة أم الفحم خاصة، والتي توجت فجر اليوم الثلاثاء 15.8.2017 باعتقال فضيلة الشيخ رائد صلاح عبر هجوم غير مسبوق بعشرات من أفراد وقوات الأمن ووحدات الشرطة المختلفة، على حرمة بيته وأهله وأسرته وحيه'.

جاء ذلك في بيان أصدرته بلدية أم الفحم، اليوم، وصلت نسخة عنه لموقع 'عرب 48'.

وأكدت بلدية أم الفحم أن 'هذا الاعتقال يأتي ضمن الحملة السياسية القمعية، والتي كان آخرها العودة إلى الحكم العسكري واعتقال عدد كبير من الشبان اعتقالا إداريا، بقصد التخويف والترهيب، لمنعنا من قول كلمة الحق وحرية الرأي والعبادة'.

وشددت على أن 'الشيخ رائد صلاح شخصية شعبية وجماهيرية لها وزنها وثقلها وقامتها الكبيرة، واعتقاله يندرج ضمن الملاحقة السياسية المتكررة له ولغيره من القيادات في مجتمعنا العربي، خاصة أن الاعتقال يأتي بعد أيام من حملة التحريض الشرسة التي شنها مسؤولون ووزراء وأعضاء كنيست عليه، وكان من الممكن أن يتم استدعاؤه بشكل رسمي خلال ساعات اليوم'.

وطالبت بلدية أم الفحم بـ'إطلاق سراح الشيخ رائد صلاح، فورا، والكف عن سياسة القمع والممارسات العنصرية وملاحقة الناشطين السياسيين والاجتماعيين لتجريم كل عمل سياسي ووطني واجتماعي'.

وختمت بالقول إن 'مكان الشيخ رائد صلاح الطبيعي هو في بيته وبين أهله وبلده ومجتمعه'.

التعليقات