صادقت الهيئة العامة للكنيست، هذا الأسبوع، على مشروع قانون بالقراءة التمهيدية يحظر رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات التي تحصل على دعم وتمويل من قبل الحكومة الإسرائيلية ومن ضمنها الجامعات.
وجاء ذلك في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها السلطات الإسرائيلية بأذرعها المختلفة على العلم الفلسطيني خلال الشهر الأخير، خصوصًا منذ اغتيال الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، حيث سُجلت اعتداءات وتحريض على كل من قام برفع العلم وازدادت الحملة شراسة بعد رفع العلم الفلسطيني في جامعة "بن غوريون" ببئر السبع خلال فعالية إحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.
وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" عددا من الناشطين في الحراكات الشعبية والمؤسسات الوطنية في الناصرة، في أعقاب هذه الهجمة التي تستهدف العلم الفلسطيني وما تسعى إليه أحزاب اليمين الإسرائيلي من وراء هذا القانون الذي من المزمع أن يمر في القراءات الثلاث ويصبح نافذا خلال أسابيع أو شهور.
وقال الناشط في التجمع الوطني الديمقراطي، وائل عمري، لـ"عرب 48"، إن "الهجمة الشرسة على العلم الفلسطيني تهدف إلى نزع الشرعية عن العرب الفلسطينيين في مناطق 48 ومنعهم من التماثل مع قضيتهم وهويتهم الفلسطينية بتسويغات مختلفة وواهية، بزعم أن العلم الفلسطيني هو علم لمنظمة أو لسلطة وليس لدولة وشعب، بينما نحن نعتبره علم دولة وشعب فلسطين وهو يعبر عن قومية وعن وطن محتل".
وأضاف "قبل اتفاقيات أوسلو حين كان رفع العلم الفلسطيني جريمة يحاسب عليها القانون، كنا نرفع العلم ونحن ملثمون وتعرضنا لملاحقات واعتقالات، وبالتالي هذا القانون لن يمنعنا من رفع العلم الذي هو رمز لهويتنا وانتمائنا وقضيتنا ونكبتنا ووجودنا على هذه الأرض".
ولفت إلى أن "القانون يحظر رفع العلم في المؤسسات المدعومة من الحكومة الإسرائيلية، وهو لا يسري على المظاهرات خارج حرم الجامعات، ولن يؤثر على طلاب الجامعات من الناحية القانونية، وحتى لو تم حظر رفع العلم الفلسطيني بشكل كامل فهذا لن يلزمنا وسنظل نرفع العلم طالما أن هنالك قضية خلافية مع الصهيونية، ونحن نرى بأن انتمائنا للشعب الفلسطيني يحتم علينا رفع العلم الفلسطيني الذي يوحد الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، وهو ليس علم حزب بل علم شعب".
وأكد عمري أن "إقرار مثل هذا القانون يظهر مدى الحقد على كل ما هو فلسطيني في هذه البلاد، وهي محاولة لمحو وطمس الرموز الفلسطينية كما قاموا بمحو وطمس القرى والبلدات والمعالم الفلسطينية، وإسرائيل تعوّل على القضاء بشأن القضية الفلسطينية وجعلها طي النسيان مع ضعف وتهميش السلطة الفلسطينية، وهم يعتقدون أن بهذه الطريقة يقضون على القضية ولا يعلمون أنهم بتجريمهم العمل السياسي إنما يدفعون الجماهير إلى مخالفة القانون".
وذكر زاهر حماتي من مشروع "بليبل" في البلدة القديمة بالناصرة، لـ"عرب 48"، أن "هذه الدولة تتجه نحو مزيد من التطرف والقمع، وتحاول أن تمنعنا من رفع العلم الذي نرى فيه رمز لحريتنا وتحررنا من الاستعمار الصهيوني على أرضنا".
وتابع "نحن امتداد للشعب الفلسطيني وبالنسبة لنا فإن البلدة القديمة هنا في الناصرة هي مكان تاريخي يعبر عنا وعن موطن أجدادنا، والعلم الفلسطيني هو شيء أساسي في حياتنا وليس لدينا أي خوف من أن يأتي أحدهم ويطلب منا إنزال العلم".
وروى حماتي عن سائحة إسرائيلية مرت في البلدة القديمة وقد شاهدت العلم الفلسطيني مرفوعا أمام مشروع "بليبل" فسألت "لماذا لا ترفعون العلم الإسرائيلي إلى جانب العلم الفلسطيني؟"؛ فأجبناها أنه "حينما يكون هنالك سلام مبني على العدالة ربما نفكر في هذا الاقتراح، لكننا نعود ونؤكد أن العلم الفلسطيني هو الذي يمثلنا ويعبر عنا وعن قيم الحرية والتحرر".
وقال عماد بدرة وهو ناشط في جمعية "إنماء" التطوعية لتعزيز الهوية والانتماء، لـ"عرب 48" إنه "من الواضح أن إسرائيل في مأزق وأن حكومتها تتخبط، ولا شك أن القانون الذي يجرم رفع العلم الفلسطيني سيمر في القراءتين الثانية والثالثة وسيصبح نافذا".
واستدرك قائلا إنه "بالنسبة لنا لن يؤثر إقرار القانون، فالعلم بالنسبة لنا ليس مجرد قطعة قماش ترفرف بيد طفل أو على جدار، إنما هو يمثل شعبا نحن جزء لا يتجزأ منه، وهو يمثل هويتنا وقوميتنا وكل الأفكار والمبادئ والانتماء للشباب الفلسطيني ولشعبنا الفلسطيني ومؤسساته بشكل عام".
وختم بدرة بالقول إن "برامجنا تهدف إلى الحفاظ على الهوية والموروث الحضاري والتاريخي لشعبنا الفلسطيني، واليوم نحن جزء من برنامج عن مدينة الناصرة التاريخية التي هي فلسطينية في كل جوانب حياتها ونشاطها وحركتها اليومية، ونحن الحضارة والتاريخ والتراث والمستقبل".
التعليقات