19 قتيلا في باقة وجت خلال 3 أعوام: "سمعت إطلاق الرصاص... لأعلم بعد دقائق أن شقيقي هو الضحيّة"

تعيش عائلة محمد عثامنة (47 عاما)، ضحية جريمة القتل التي ارتُكبت صباح اليوم الأحد في مدينة باقة الغربية، حالة من الصّدمة || شقيق الضحية: "كنّا قد فقدنا الأمن في الشوارع منذ فترة، ولكن اليوم نفقده في بيوتنا".

19 قتيلا في باقة وجت خلال 3 أعوام:

من المكان الذي ارتُكبت في الجريمة

تعيش عائلة محمد عثامنة (47 عاما)، ضحية جريمة القتل التي ارتُكبت صباح اليوم الأحد في مدينة باقة الغربية، حالة من الصّدمة، وخصوصا أنها تؤكِّد أن ابنها الذي قُتِل إثر إطلاق نار عندما كان داخل مصلحته التجارية في المدينة؛ كانت تجمعه علاقات جيّدة مع سكان المدينة، ولا تربطه علاقة بعالم الجريمة والعنف. كما أنّ الشرطة أفادت بأنه لا توجد أسبقيّات جنائيّة للمغدور.

والقتيل عثامنة، هو الضحية الثالثة في المجتمع العربية خلال اليومين الأخيرين، إذ قُتل محمد سالم الخرطي (45 عاما) في مدينة الرملة في جريمة إطلاق نار، بعد منتصف الليلة الماضية، فيمت قُتل مروان الوحواح (52 عاما) إثر تعرّضه لإطلاق نار في جريمة ارتُكِبت في مدينة اللد، مساء أول من أمس الجمعة، إضافة لوقوع إصابات عدة في جرائم عنف خلال الأيام الأخيرة.

القتيل عثامنة

19 جريمة قتل في باقة وجت خلال 3 أعوام

19 جريمة قتل، ارتُكِبت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة في باقة الغربية، وقرية جت المجاورة، إذ إنه في كثير من الجرائم في البلدين، هناك رابط مشترك، غير أن الرابط الأقوى بين الجرائم المُرتَكبة؛ هو عدم فكِّ رموز غالبيّتها، من قِبل الشرطة.

وتشير المعطيات إلى تمكُّن الشرطة من فكّ رموز 5 جرائم فقط، من بين الجرائم التسعة عشر، بما يشمل اعتقال مشتبه بهم، وتقديم لوائح اتّهام، في حين لا تزال 14 جريمة مسجَّلةً ضدّ مجهول، في وقت فقد المواطن في البلدين، الشعور بالأمن والأمان.

جريمة في شارع رئيسيّ... وبتواجد أطفال

كان عثامنة، وهو الضحية الأخيرة لجرائم القتل في مدينة باقة الغربية، يتجهّز لفتح مصلحته التجارية، كما اعتاد في كل يوم خلال الفترة الأخيرة، إلا أن مجهولان استقلّا دراجة نارية، قد أطلقا الرصاص عليه من مسافة قريبة، لم يتركا له مفرًّا غير الموت، وفق ما أفاد شهود عيان "عرب 48".

منظر عام لِباقة؛ شهدت المدينة وقرية جت المجاورة 19 جريمة قتل خلال خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة (Getty Images)

وارتُكبت الجريمة في الشارع الرئيسي في المدينة، وهو شارع يعجّ بالمحلات التجارية، كالمطاعم والمقاهي، ويرتاده المئات يوميًّا، ووفق شهود العيان، فقد ارتُكبت الجريمة بالتزامُن مع تواجد أطفال ونساء في المحلات المجاورة لمكان ارتكاب الجريمة، الأمر الذي يؤكِّد عدم اكتراث المجرمين بالقانون وبالشرطة كذلك.

وترك المغدور خلفه، زوجة ثاكل وثلاثة أبناء، يدرس أكبرهم الطبّ في خارج البلاد، فيما يدرس أصغرهم الهندسة المدنية في البلاد.

"سمعت صوت إطلاق رصاص... لأعلم بعد دقائق أن شقيقي هو الضحيّة"

وقال أمجد عثامنة، شقيق الضحية محمد، في حديث لـ"عرب 48" إن المغدور "كانت تربطه علاقة جيدة مع كل الناس. كان يحبّ المساعدة، وعُرف بسيرته الحسنة بين الناس، وكانت كلّ حياته من أجل أن ينجح أبناؤه في تعليمهم، ومن أجل أن يوفّر لهم الرزق الحلال".

وروى عثامنة تفاصيل الجريمة، قائلا: "سمعت صوت إطلاق الرصاص، لأن منزلي قريب من مكان ارتكاب الجريمة، وسمعت صوت إطلاق نحو 6 رصاصات من مسدس، وبعد دقائق قليلة، بلغني أنّ شقيقي محمد هو المصاب".

أمجد عثامنة، شقيق ضحية جريمة القتل

وأضاف أنه "من غير المعقول أن يتمّ إطلاق النار على شخص وقتله بدون رادع، وبهذه الأريحية، وهذا يدل على أن المجرمين لا يحسبون حسابا للشرطة".

وقال عثامنة: "كنّا قد فقدنا الأمن والأمان في الشوارع منذ فترة، ولكن اليوم نفقد الأمان في بيوتنا وفي أماكن عملنا".

وحمّل عثامنة المسؤولية للشرطة، التي أكّد أنها "المسؤول الأول والأخير عن تفشي الجريمة... كل مؤسسات الحكومة لا تقوم بواجبها، وعلى رأسها الشرطة".

وقال إنه "لو كانت الشرطة قد ضبطت الجناة (في الجرائم التي تُرتَكب باستمرار في المجتمع العربيّ)، واستعملت كل الوسائل المتاحة لديها، لكان الواقع قد اختلف، ولكن الشرطة غير معنية بذلك".

جريمة على مشارف افتتاح عام دراسيّ جديد؛ "إفلاس الحكومات الإسرائيليّة"

من جانبه، قال رئيس بلدية باقة الغربية، رائد دقة لـ"عرب 48"، إن "الحكومات الإسرائيلية أفلست (إزاء مسؤولياتها في) المجتمع العربي"، مضيفا أنه "لا يُعقل أن يُقتل 19 شخصا في مدينة مثل باقة الغربية، وقرية جت، بدون أن تضبط الشرطة المجرمين، في حين تُسجَّل غالبية الملفات ضدّ مجهول".

رئيس بلدية باقة الغربية، رائد دقة

وأشار إلى أنّ "الواقع المؤلم، هو أننا نتعامل مع جريمة قتل، بدلا من أن نكثف جهودنا وطاقاتنا للتحضير لافتتاح العام الدراسيّ".

وتساءَل دقّة بأسَف: "كيف سنواجه طلاب المدارس بهذه الأخبار المحزنة والمؤلمة والمخيفة؟".

اجتماع طارئ للبلدية

في السياق، عقدت بلدية باقة الغربية، واللجنة الشعبية في المدينة، اجتماعا طارئا في قاعة الاجتماعات في البلدية، مساء اليوم، وذلك في أعقاب جريمة القتل، قررت خلاله انعقادا دائما لجلسات متتالية، للخروج في حلول عملية إزاء الجريمة، واستفحالها.

خلال الاجتماع في مبنى البلدية ("عرب 48")

كما تقرّر التزام الأطر الفاعلة من لجان شعبية ولجان صلح في المدينة، بتوسيع العمل لمكافحة الجريمة.

واستنكر المشاركون في الاجتماع، جريمة القتل، وحمّلوا الشرطة مسؤولية ارتكابها.

وتم التباحُث من قِبل المشاركين في الاجتماع، في الأسباب التي أدّت إلى تصاعد الجريمة في المدينة، وكذلك في خطوات مختلفة، عملية، لمحاولة إيقاف الجرائم، سواء عبر خطوات احتجاجية، أو خطوات وقائية استباقية.

ومن بين الاقتراحات التي أُخِذت بجدية وترحيب من بين الحضور؛ العمل على إنشاء جهاز أو مجموعة حِراسة، تعمل في باقة.

("عرب 48")

التعليقات