مدرسة آيلة للانهيار في مصمص: 500 طالب يخشون على حياتهم ويطالبون بحل فوري

يهدد الانهيار مدرسة ابتدائية في بلدة مصمص بمنطقة وادي عارة، حيث يتعلم بها 500 طالب وطالبة وعشرات المعلمين والمعلمات، وهم يطالبون إلى جانب الأهالي بإيجاد حل سريع حفاظا على سلامتهم.

مدرسة آيلة للانهيار في مصمص: 500 طالب يخشون على حياتهم ويطالبون بحل فوري

طلاب خلال احتجاجهم على وضع مدرستهم بمصمص (عرب 48)

يخشى 500 طالب وطالبة وعشرات المعلمين والمعلمات في المدرسة الابتدائية ببلدة مصمص في منطقة وادي عارة، المخاطر المحدقة بمدرستهم المهددة بالانهيار بسبب هشاشة بنيتها التحتية وخصوصًا بعد انهيار جزء منها قبل عدة أيام، ويطالبون بإيجاد حل فوري من قبل مجلس محلي طلعة عارة حفاظا على سلامتهم.

وكانت لجنة أولياء أمور الطلاب في المدرسة نفسها قد أعلنت، الأربعاء، عن الإضراب المفتوح بسبب المخاطر التي تهدد حياة الطلاب والمعلمين، وفي اليوم التالي (الخميس) تظاهر عدد من الطلاب وأهاليهم أمام مجلس محلي طلعة عارة من أجل مطالبته بالتحرك وترميم المدرسة وجعلها صالحة وآمنة.


قلق وخسارة الطلاب

وقال رئيس مجلس الطلاب في المدرسة الابتدائية بمصمص، يامن محاجنة، لـ"عرب 48" إننا "نطالب رئيس المجلس المحلي محمود جبارين بتحسين وترميم مدرستنا حتى نتمكن من التعلم بأمن وأمان، والصعود إلى المرحلة الإعدادية ونحن أقوياء على المستوى التعليمي".

يامن محاجنة (عرب 48)

ودعا محاجنة إلى ترميم المدرسة وخصوصًا أن جدرانها متآكلة، وغرف الصفوف مليئة بالرطوبة، إذ أن المدرسة تعاني من مشاكل عديدة على مستوى الكهرباء والرطوبة والبنية التحتية، ونحن قلقون من حدوث تماس كهربائي واندلاع حريق خلال تواجدنا في المدرسة".

وأشار إلى أننا "لسنا سعداء بالإضراب عن المدرسة، إذ أن كل يوم يمر نخسر فيه موادا تعليمية، وخصوصًا الطلاب الذين سيصعدون إلى المرحلة الإعدادية في نهاية السنة الدراسية".

مدرسة لا تصلح للتعليم

وقالت آية إغبارية والدة لطالبتين في المدرسة لـ"عرب 48"، إن "احتجاجنا جاء للمطالبة بأبسط حقوق أولادنا، وهي التعلم في مدرسة آمنة، وألا يشعر الطلاب بالخطر، وأن يذهب ويعود من المدرسة بأمان ومن دون أن نقلق عليه، إذ لا يعقل أن مدرسة جدرانها متآكلة، ويسقط من السقف أجزاء منه، هذا غير مقبول في أي منطقة بالعالم وبالبلاد".

آية إغبارية (عرب 48)

وأضافت، أن "المدرسة شيدت من بداية السبعينيات وهي قديمة جدا، وطوال الوقت كانت شكاوى بسبب حالة المدرسة من حيث الحمامات والبنية التحتية التي أصبحت هشة ولا تصلح للتعليم".

وعبرت إغبارية عن شعورها بخيبة الأمل من المؤسسات الموجودة، مؤكدة أنه "من أبسط الحقوق أن يصل الطالب إلى مدرسة آمنة، ومن حقوقه أيضا أن يدخل إلى المدرسة ويشعر بالانتماء لها، لكن للأسف هذا مفقود، إذ أن ابنتي في البيت بسبب أوضاع المدرسة وهما تخسران كميات كبيرة من المواد التعليمية، كما أن باقي الطلاب خسروا الكثير من المواد خلال الأعوام السابقة بسبب جائحة كورونا، والآن يخسرون على الصعيدين التعليمي والاجتماعي بسبب إهمال المدرسة من قبل السلطة المحلية".

وختمت بالقول "نطالب بإيجاد حل، نحن نعلم أنه لا يوجد حلول سحرية سريعة، لكن نطالب ببناء مدرسة جديدة وترميم المدرسة الحالية حتى يتمكن الطلاب من إكمال العام الدراسي بأمان".

خيبة أمل كبيرة

وذكر محمد إغبارية وهو والد لطالبين في المدرسة لـ"عرب 48"، أن "مجرد احتجاجنا ووجودنا أمام المجلس المحلي في طلعة عارة هو بمثابة خيبة أمل كبيرة، لأن تواجدنا أمام المجلس المحلي للمطالبة بحق يجب أن يكون مفهوم ضمنا، وهو أن يتعلم ابني بأمن وأمان وفي مدرسة صالحة للتعليم وليس في مدرسة متآكلة، وهذا الحق طبيعي جدا ومن المخجل المطالبة به، لأن وضع المدرسة مزر ومن الممكن أن يعود طالب بأي وقت إلى أهله مع إصابة أو مرض من جراء الرطوبة".

محمد إغبارية (عرب 48)

وتابع "من المؤسف أن أقول ذلك، لكن هناك أيام كان ابني يعودان فيها من المدرسة وهما بحاجة إلى حمام، إذ أنهما كانا يمتنعان عن الدخول إلى حمامات المدرسة بسبب الأوضاع المزرية، لا يعقل أن يمنع طفل نفسه من الحمام لمدة 6-7 ساعات بسبب أوضاع المدرسة التي يرثى لها، عدا عن الأمراض التي كانت تصيب الأطفال بسبب الرطوبة وتسرب مياه الأمطار إلى داخل الصفوف خلال دوام الطلاب".

وأشار إغبارية إلى أن "المدرسة قديمة جدا ويصل عمرها إلى أكثر من 50 عاما، حيث أنني درست في هذه المدرسة قبل عشرات السنوات بالإضافة إلى أشقائي الكبار كذلك، وخلال السنوات الأخيرة كانت عدة توجهات من قبل لجان أولياء أمور الطلاب، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي، إذ ان المجلس يرانا فقط عند دفع الضرائب من دون إعطاء المواطن أبسط الحقوق وهي أن يتعلم أولادنا في مدرسة آمنة".

وفي سياق رد المجلس المحلي على التوجهات، قال إنه "كان هناك العديد من الوعود من قبل المجلس لترميم المدرسة، لكن للأسف كل الكلام كان بالهواء ومن دون رصيد، نحن نعلم أنه لا يوجد حل سحري بيد المجلس لترميم المدرسة أو بناء مدرسة جديدة خلال مدة قصيرة، لكن على الأقل يجب ترميم المدرسة الحالية لتصبح آمنة وحتى يتمكن الطلاب من إكمال تعليمهم بشكل آمن ومن ثم بناء مدرسة جديدة".

تعقيب المجلس المحلي

ومن جهته، عقب رئيس قسم التربية والتعليم في مجلس طلعة عارة، توفيق جبارين، في حديث لـ"عرب 48" قائلا إنه "من حق كل إنسان أن يعبر عن مطالبه، إذ أن قرار المظاهرة كان من قبل لجنة أولياء أمور الطلاب في مدرسة مصمص الابتدائية، وعتبي على اللجنة لأننا بعمل مشترك ومستمر معها في كل ما يتعلق بالمدرسة".

توفيق جبارين (عرب 48)

وأوضح أن "المدرسة تعاني من أمرين، أولهما الأمور التي تشكل خطورة وتمت إزالتها وكان آخرها يوم الخميس بعمل مشترك مع لجنة أولياء أمور الطلاب، ومن بين المخاطر تساقط أجزاء من البناية حيث لا يزال العمل مستمرا من أجل ترميم الجوانب التي تشكل خطرا على حياة الطلاب".

وتابع "أما الأمر الثاني فهو أن المدرسة بحاجة إلى ترميم وخصوصًا أنها قديمة، وهذا بحاجة إلى ميزانية كبيرة وبدورنا كقسم معارف في المجلس المحلي نعمل مع وزارة التربية والتعليم على مشروع كبير، بالإضافة إلى ذلك تعمل على تحضير تقرير من مختصين ومهندسين حتى نقدمه للوزارة، وهنا يوجد احتمالين الأول موافقة الوزارة على ترميم المدرسة أو المصادقة على بناء مدرسة جديدة".

وعن الإضراب، قال جبارين إنه "كان بالإمكان إلغاء الإضراب وإزالة كل العوائق التي يتم إزالتها، وذلك من خلال تواجد الطلاب داخل المدرسة مع أخذ كل وسائل الحيطة والحذر، لكن الضرر الأكبر على الطلاب هو تواجدهم في المنازل وليس داخل المدرسة".

وحول انهيار جزء من بناية المدرسة، تطرق بالقول إنه "انهار جزء معين من قصارة المدرسة في مكان معين، ومكان الانهيار لا يصل إليه الطلاب وكان بالإمكان إكمال الدراسة، وخصوصًا أنه جرى اتخاذ كافة الاحتياطات ومنع الطلاب من الاقتراب من تلك المنطقة فيما جرى إزالة كل الأماكن التي كان يحوم حولها شكوك صغيرة بالانهيار".

وشدد جبارين على أهمية أمان الطلاب وتواجدهم في بيئة آمنة وعودتهم إلى منازلهم سالمين، مضيفا أن "هذا الأمر نسعى إليه دائما في ظل الوضع القائم بالمدرسة، كما يعمل قسم المعارف في المجلس المحلي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على جانبين إما ترميم المدرسة بشكل كامل أو الحصول على مصادقة لبناء مدرسة جديدة، وذلك يتعلق بتقرير المختصين".

وختم بالقول إنه "من المتوقع أن يقدم المختصين التقرير الأولي لوزارة التربية والتعليم خلال شهر، وبناء عليه سيتم اتخاذ قرار إما بترميم المدرسة أو المصادقة على بناء مدرسة جديدة، وخلال هذه الفترة التي سيقدم فيها التقرير يجب أن يكون الطلاب في المدرسة، وذلك بعد ترميم الجوانب مع أخذ الحيطة والحذر".

التعليقات