التفاصيل الأخيرة لجريمة القتل في كابول: "تغلغل الجريمة لن يستثني أي بلدة"

هيبي: "لا يمكن وصف مشهد الجريمة فالمصاب جلل، وعلى الرغم من أن ما يميز كابول هو العلاقات الطيبة بين أبنائها، لكن يبدو أن العنف الذي يتغلغل في مجتمعنا العربي لن يستثني أي بلدة".

التفاصيل الأخيرة لجريمة القتل في كابول:

من بيت العزاء في كابول (عرب 48)

تخيّم أجواء من الغضب والاستنكار على بلدة كابول في أعقاب جريمة القتل التي راح ضحيتها الشاب أشقر أشقر، إثر تعرضه لإطلاق نار أثناء تواجده أمام منزل أهله في البلدة الليلة الماضية.

وشهدت كابول الإثنين إضرابا عاما شمل المؤسسات والمحال التجارية تنديدا بجريمة القتل.

وارتكبت هذه الجريمة فيما تتصاعد أحداث العنف وجرائم القتل بشكل خطير في المجتمع العربي وسط تقاعس الشرطة والحكومة الإسرائيلية، إذ بلغ عدد القتلى العرب منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، 174 قتيلا بينهم 11 امرأة.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، قتل 19 شخصا في المجتمع العربي، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة من جراء تعرضهم لجرائم، غالبيتها ارتكبت بأسلحة نارية.

وتتصاعد الجريمة في ظل تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

وتحولت جرائم إطلاق النار والقتل إلى أمر معتاد يرتكب على نحو شبه يومي خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.

فياض هيبي

وبهذا الصدد، قال جار الضحية ورئيس لجنة إفشاء السلام في كابول، فياض هيبي، الذي تصادف تواجده بالقرب منه في اللحظات الأولى بعد تعرضه لإطلاق نار، لـ"عرب 48"، إن "المرحوم أشقر هو جاري ويشهد الجميع بالبلدة بأخلاقه الطيبة وسمعته الحسنة".

وأضاف "لقد تواجدت صدفة خلال زيارة لي بالقرب من منزل عائلة المرحوم حيث وقعت الجريمة، إذ سمعنا أزيز إطلاق ثلاث رصاصات أولا فخرجنا باتجاه مصدر إطلاق النار لاستطلاع ما يحدث، ثم سمعنا أزيز 5 رصاصات أخرى وبعدها بدأ الصراخ يعلو من موقع الجريمة، حيث هرب ثلاثة ملثمين بسيارتهم بعد إطلاق النار على الضحية لنرى الأخير قد وقع أرضا وقد ضرج بدمائه وكان يصرخ من شدة الألم في بطنه وأحشائه، وكان يحدونا أمل بإنقاذه وقد كان بوعيه التام ويتحدث معنا عند إصابته، لكن المنية كانت أقرب إليه".

وتابع هيبي "لا يمكن وصف مشهد الجريمة فالمصاب جلل، وعلى الرغم من أن ما يميز كابول هو العلاقات الطيبة بين أبنائها، لكن يبدو أن العنف الذي يتغلغل في مجتمعنا العربي لن يستثني أي بلدة".

محمد مراد

وأوضح "تواصلت بالأمس مع أعضاء من المجلس المحلي وطلبت منهم عقد اجتماع طارئ، ورغم أن تأكيد خبر وفاة المرحوم جاء متأخرا، فقد تقرر الإضراب العام ونحن كلجنة إفشاء السلام بالتنسيق مع المجلس البلدي واللجنة الشعبية نتابع في هذه الفترة إجراءات تسليم الجثمان ليتم تحديد موعد الجنازة، ومن المزمع أن يتبع ذلك قرارات مشتركة في ما يتعلق بالفاجعة الأليمة".

ومن جانبه، ذكر عضو مجلس محلي كابول، محمد مراد، لـ"عرب 48": "نعزي أنفسنا في كابول وعائلة أشقر بهذا المصاب الجلل، فالمرحوم هو ابن لكل عائلة في كابول. نحن في البلدة أقرباء وأنسباء والجميع يعرفون بعضهم البعض، لكننا جميعا في المجتمع العربي نواجه العنف والجريمة في ظل تقاعس الشرطة والحكومة الإسرائيلية التي تقف خلف هذه الجرائم إثر صمتها وتواطؤها".

تسمية

وقال عضو اللجنة الشعبية في كابول، وليد طه، لـ"عرب 48"، إن "البلدة حزينة وتتشح بالسواد وتتألم، فإن رحيل المرحوم أشقر هو كارثة ومصيبة كبيرة على أهالي كابول. نحن جزء من المجتمع العربي الذي يعاني من الجريمة والقتل".

وختم حديثه بالقول "نحن كأهالي كابول نعتبر أية مصيبة هي مصيبتنا جميعا، حتى هذه اللحظة نحن ننتظر تسليمنا الجثمان حتى نقرر تفاصيل الجنازة وموعد الدفع وبعدها سنتابع القضية".

التعليقات