الحرب على غزة: ارتفاع في نسبة البطالة والمجتمع العربي الأكثر تضررا

مدير جمعية الجليل: "المعطيات الرسمية تظهر بلوغ عدد العاطلين عن العمل المسجلين نحو 95 ألف عامل وعاملة في المجتمع العربي. ويعود ذلك لوجود العمالة العربية في فروع اقتصادية تأثرت بشكل كبير ومباشر من الحرب الدائرة".

الحرب على غزة: ارتفاع في نسبة البطالة والمجتمع العربي الأكثر تضررا

الجيش الإسرائيلي في مخيم البريج بقطاع غزة، أمس (Getty Images)

يستدل من المعطيات والإحصاءات من مؤسسة "التأمين الوطني" الإسرائيلية أن ارتفاعا ملحوظا طرأ على نسبة البطالة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتبين من المعطيات أن نسبة البطالة ارتفعت في المجتمع العربي عام 2023 إلى 15.6% بينما بلغت في المجتمع اليهودي الإسرائيلي 8.6 %.

ووفقا لمعطيات مؤسسة التأمين فإن عدد طالبي مخصصات البطالة، منذ يوم 7 في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بلغ 199,905 بسبب تعطلهم عن العمل، بينهم 48 ألف عاطل عن العمل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، و112 ألف عاطل عن العمل في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، و40 ألف عاطل عن العمل في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023.

وتظهر المعطيات أن تأثير الحرب كبير جدا حتى في شهر كانون الأول الذي سجل 40 ألف طالب عمل جديد، وهذه ضعف النسبة المعتادة من العام الماضي، كما تشير معطيات كانون الأول إلى أن 58% من مقدمي طلبات مخصصات البطالة هم أشخاص أُخرجوا لإجازة غير مدفوعة، و42% فُصلوا من عملهم.

أحمد الشيخ محمد (عرب 48)

وكذلك أظهر بحث لبنك إسرائيل أن نسبة البطالة لدى المجتمع العربي منذ اندلاع الحرب على غزة أعلى منها لدى اليهود بفارق 4.5%، وإذا ما قلصت أرقام اليهود الذين انضموا لقوات الاحتياط في الجيش فإن الفارق يرتفع إلى 8.4%، إذ أن مشغلين يهود يفضلون عدم إعادة العمال العرب للعمل، على الرغم من أنه لا معطيات رسمية تؤكد وجود هذه الظاهرة، وفقا لادعاء بنك إسرائيل.

ويعزو تقرير مؤسسة التأمين النسب المرتفعة للبطالة في المجتمع العربي إلى نوعية مجالات العمل، إذ تشير المعطيات إلى أن ثلث العمال العرب يعملون في مجالات وقطاعات تعرضت لانخفاض في نسبة العمل على المدى القريب بسبب الحرب، وحتى التوقف الكلي مثل فرع البناء، والتجارة، والترفيه، ما أدى إلى تقليص الأيدي العاملة المقدمة للخدمات، وهي من المجتمع العربي.

وأظهرت نتائج إحصاء بادرت إليه "السلطة للتطوير الاقتصادي للمجتمع العربي" نسب بطالة مقلقة في المجتمع العربي منذ اندلاع الحرب، حيث أشار 48.8% من المستطلعين من غير العاطلين عن العمل إلى أن دخلهم من العمل انخفض، كما يظهر الاستطلاع أن الرجال العرب أكثر تضررا من النساء، إذ أشار 19% من المستطلعين الرجال عن ضرر مادي لحق بهم مقابل 10% من النساء العربيات، فيما يتضح أن الفئة العمرية 18-24 عاما هي الأكثر تضررا حيث أُخرج 21% منهم إلى اجازات غير مدفوعة أو توجهوا للحصول على مخصصات البطالة.

وفيما يتعلق بالشعور بالأمن والأمان، أظهرت معطيات الاستطلاع أن 40.3% من العمال العرب يشعرون بدرجة أمان ما دون المتوسطة، و49.5% بشعور منخفض بالأمن أثناء الذهاب والإياب من العمل، كما يظهر الاستطلاع المبني على مقابلات أن مشغلين يهود يخشون من استيعاب العمال العرب، وانخفضت بشكل ملحوظ نسبة طلبات الخدمات لليهود من العرب.

وفي السياق، أيضا أظهرت معطيات الفقر عن عام 2022 والتي نشرت نهاية عام 2023 أن نسب الفقر لدى المجتمع العربي في إسرائيل ارتفعت قليلا عن عام 2021، وبلغت نسبة الفقر في المجتمع العربي 39%.

وقال مدير عام جمعية الجليل - الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية، أحمد الشيخ محمد، لـ"عرب 48" إن "المعطيات الرسمية تظهر بلوغ عدد العاطلين عن العمل المسجلين نحو 95 ألف عامل وعاملة في المجتمع العربي. ويعود ذلك لوجود العمالة العربية في فروع اقتصادية تأثرت بشكل كبير ومباشر من الحرب الدائرة، وخاصة بين الرجال، حيث يعمل ما يزيد عن نصف العمالة من الرجال ويبلغ عددهم نحو 390 ألف عامل في المجمل في فروع اقتصادية توقفت بشكل شبه تام خلال الحرب، فقد بلغ عدد العمال في فرع البناء ما يقارب 90 ألف عامل، وفرع النقل والذي يشمل نحو 48 ألف عامل معظمهم من العرب، وكذلك فرع التجارة، وتصليح المركبات، بنحو 60 ألف عامل".

وأضاف مدير عام جمعية الجليل أنه "ما يخص عمل النساء، والذي يشمل نحو 216 ألف عاملة في المجمل، فكان التأثير أقل حدة مما هو بين الرجال، فقد برز التأثير في فرع التجارة، حيث يعمل ما يزيد عن 30 ألف عاملة في المجال، الذي توقف مع اندلاع الحرب في الأسابيع التالية".

وأشار إلى أنه "هناك مجالات عمل تضررت بشكل لافت خصوصا مجال البناء، ففي هذا الفرع هناك 90 ألف عامل فلسطيني والإغلاق الذي شهده بما فيه نقص العمالة بسبب الإغلاق، وعنصرية أصحاب الورش الذين تأثروا بالجو العام التحريضي على العرب وكل ما هو عربي في البلاد بما فيها تصريحات عنصرية لبعض رؤساء البلديات حول عدم رغبتهم في وجود عمال عرب في مدنهم أدى في نهاية المطاف إلى إغلاق ورش بناء. هذا الفرع فيه 90 ألف عامل كما ذكرت، وكذلك فرع المواصلات والنقل تضرر كثيرا أيضا، والعمالة الأساسية في هذا الفرع هي عمالة عربية بالأساس، وشهد هذا الفرع أيضا خروجا جماعيا للبطالة".

وعن الملاحقات السياسية ضد الموظفين والعمال العرب، قال الشيخ محمد، إنه "شهدنا خلال الفترة الأولى من الحرب حالة هستيرية من التحريض والتعرض للطواقم الصحية وتحريض على بعض الأطباء العرب، ولكن لا يوجد معطيات إحصائية دقيقة في هذا الموضوع، وهنا نلفت الانتباه إلى أن الفترة سادها نشر للخوف والملاحقة، ما أدى إلى خشية من التعبير عن الرأي والمس بالأمن الشخصي والخوف من المستقبل. شهدنا جوا من إفشاء الخوف من المستقبل وعدم اليقين، وشرائح عديدة في المجتمع العربي فقدت الأمان الاقتصادي، والشعور العام بأن أفراد المجتمع ملاحقون".

التعليقات