مهرجان التجمّع: عشرون عاماً من التحدّي

احتفل التجمّع الوطني الديمقراطي، اليوم السبت، في منتجع "ملاهي التوت" في مدينة طمرة، بذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيسه.

مهرجان التجمّع: عشرون عاماً من التحدّي

احتفل التجمّع الوطني الديمقراطي، اليوم السبت، في منتجع 'ملاهي التوت' في مدينة طمرة، بذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيسه.

وافتتحت فرقة ثلاثين آذار الكشفية المهرجان، وأنشدت بعدها الفنّانة بوران أبو سعدة وفرقتها الموسيقية النشيد الوطني الفلسطيني، موطني. ووقف المشاركون دقيقة حداد على أرواح رفاق غادروا ولم يغادروا. وتولى عرافة المهرجان الشاعر علي مواسي.

 

وشارك في الاحتفال وفودا من حركة أبناء البلد والحركة الإسلامية بشقيها الشماليّ والجنوبي وعدد من رؤساء السلطات المحلية العربية.

 

طه: استطعنا تجاوز العراقيل وتحدّيها بإصرار وقوة، بوحدة وتماسك

وألقى بعدها رئيس حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، واصل طه، كلمته وقال إنه 'في ظرف اتفاق أوسلو، الاتفاق الذي وقّعته منظّمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، وانعكاساته علينا نحن الفلسطينيين العرب داخل الدولة العبرية، في هذه الظروف العالمية الجديدة والهيمنة الأمريكية على الإقليم، في هذا الظرف العصيب، خُلقت وخَلقت الحاجة، وتبلورت الفكرة، وقد اعتقد الكثيرون من الوطنيين أن إعادة صياغة العمل الوطني من خلال حزب جديد هو درب من دروب المستحيل، ولكن رغم صعوبة المهمة، صمّمت القيادات في الحركات الوطنية المؤسسة، أبناء البلد والحركة التقدمية، الميثاق، المضي قدما على عملية التأسيس وكان للطرح والخطاب أثر واضح في لفت انتباه الجماهير واصطفافها والتفافها حول التجمع الوطني الديمقراطي'.

وتابع: 'لا بد من أن الغائب سيعود، ولن نرضى إلّا أن يعود في فكره، وعمله البرلماني قد لعب دوراً مهماً في صياغة الخطاب الجديد وإعطائه بعدًا، هذا الخطاب الذي يتلخّص بالحفاظ على الهوية القومية والخطاب الوطني'.

وأضاف أن 'الأخوات والأخوة، بعد عشرين عاما من العمل الشاق لقيادات الحزب وكوادره المنتشرة في أنحاء الوطن، وعلى الرغم من كل الصعوبات والملاحقات السلطوية لقيادة التجمّع وكوادره، استطعنا تجاوز العراقيل وتحدّيها بإصرار وقوة وبوحدة وتماسك، وكنا نجدّد الإنطلاقة في كل مرة لنصبح أقوى ونزداد قوة وعنفوان بعد كل تحدي، هذه هي الحركات الوطنية الأًصيلة، لقد استفدنا من إخفاقات ونجاحات الحركة الوطنية الفلسطينية، فشكّل هذا الموروث انطلاقة صلبة لهذا الحزب'.

 وتوجّه طه إلى رفاقه في التجمّع قائلاً: 'أيها الرفاق والرفيقات، وأخص منهم القطاع الشبابي والطلابي، وقد وجدت من المناسب اليوم أن أتحدث مباشرة لفئة الشباب والطلاب، وأقول إذا كان للتجمع إنجازات كثيرة، عبر سيرته المكثفة وعلى رأسه الخطاب الوطني في الداخل، واقتراح معادلة دولة المواطنين، فتلك الإنجازات ما كانت لترى النور لولا ساواعدكم ووعيكم وروحكم الثورية المتأججة'.

وأضاف متوجّهاً للشباب: 'أنتم قادة المستقبل لحزبنا ومجتمعنا، وجنرالات الميدان حيث تصدّيتم ببسالة مشرّفة حتى أسقطتم مخطط برافر، نحن نعوّل عليكم في الأيام القادمة، حيث تنتظرنا أيام عصيبة، وأنتم أهل لهذا التحدّي، ومن خلالكم نقول محذّرين أنكم ستجدون شبابنا ثابتين لا يعرف الخوف طريقًا لقلبوهم'.

واختتم حديثه وقال إن نجاحنا في القائمة المشتركة هو مفصل هام، هذه قائمة عربية الوجه والجذور والممارسة، ديمقراطية وإنسانية بتوجهها، متماهية مع فكرنا وتطلعاتنا وآمالنا، فبعد أن اتفقنا أن التناقض الأساسي ليس بيننا كأحزاب عربية، بل هو بينا جميعًا موحدين، وبين الحركة الصهيونية وأهدافها، هذا هو التناقض الأساسي'.

زعبي: لا يمكن بناء مشروع وطني خارج التجمّع أو بما هو نقيض التجمّع

وتحدّثت بعدها النائبة حنين زعبي، وقالت: 'نحن نحتفل بحزب ما زالت مبرّرات وجوده وقدرته على إعطاء بوصلة لتحديات المرحلة لم تبهت ولو قليلاً'.

وأضاقت أنه 'أحياناً نرى في التجمع أن المشروع بهت قليلاً، وخف بريقه، ولكن في الحقيقة هو العكس تماماً، ولربما المرحلة السياسية التي ندخلها الآن تدل على أن التجمع ما زال هو المكان الذي يعطي الإجابة لتحديات بدأت قبل أكثر من عشرين عاماً، ولتحديات المرحلة الجديدة التي تبدأ الآن'.

وتابعت: 'نحن ما زلنا نحتفل بما افتخرنا به قبل عشرين عاماً، لم ينقص ولو قليلاً، ما زلنا نحتاج لإجابات هذا الحزب ونقول بكل تواضع وكبرياء أن نجاحنا الوطني في الداخل مبني على قدرة التجمّع على قيادة الخطاب الوطني للمرحلة القائمة'.

عبد الفتّاح: نحتفل بصمود حزب، بحركة وطنية تجمع بين الوطن والإنسان

وتحدّث بعدها أمين عام التجمّع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتّاح، وقال إن 'الاحتفال اليوم هو بحزب ينتج أكثر التعبيرات السياسية إبداعاً وجرأة، ويستأنف ويجدّد مسيرته بروح المسيرة الفلسطينية التاريخية الأصيلة، ولكن بحلة جديدة تضع الفكرة الصهيونية أمام خواءها الأخلاقي وتناقضاتها الصارخة'.

وأضاف: 'نحتفل بصمود حزب، بحركة وطنية تجمع بين الوطن والإنسان، صمدت في وجه طوفان من العداء والتحريض ومحاولات الشطب، كان رفيقنا الدكتور عزمي بشارة المنتج الرئيسي للمعادلة التي اشتقت من التناقض في مواجهة هذه الفكرة العنصرية الاستعمارية وقاد الحزب مع رفاقه المؤسسين حتى إحاكة المؤامرة عليه في العام 2009'.

وتابع أن 'مشروعنا لم يصل إلى كل مبتغى، لقد قطعنا أشواطاً لم يكن يتوقّعها أحد، تحوّلنا إلى رقم صعب في معادلة القوة ضد الصهيونية، مشروعنا الكامل بعد نجاح القائمة المشتركة هو تنظيم الأقلية الفلسطينية وانتخاب مؤسساتها الوطنية العليا، وهذا لا يكتمل إلّا بإقامة الصندوق القومي، القضية التي لم تعد تحتمل التأجيل'.

وختمت بالقول إنه 'لا يمكن لأي مشروع وحدوي أن لا يبني أسسه إلّا بناءً على التجمّع، لا يمكن بناء مشروع وطني خارج التجمّع أو بما هو نقيض التجمّع'.

وفي كلمة ألقاها المناضل اليساري، ميخائيل فرشفسكي (ميكادو)، قال إننا 'نفتقد لعزمي بشارة، ومع عودة بشارة سننسى من يكون ليبرمان أو بينيت، حيث جزء منهم سيكون في السجن، وجزء سيهرب بينما هو سيعود إلى أرضه وشعبه'. 

وألقى الطالب الجامعي ورئيس الدائرة الطلابية، قصي أبو الفول كلمة الشباب. وقدّم الفنّان أيمن نحّاس فقرة فنية ساخرة. 

وقدّم بعدها الشاعر سامي مهنا، فقرة شعرية. واختتم المهرجان بفقرة غنائية وطنية قدّنتها الفنّانة رنا خوري. 

 

 

التعليقات