02/01/2009 - 19:12

لفلسطين.. ولأنفسنا../ بسـام الهلسـه

لفلسطين.. ولأنفسنا../ بسـام الهلسـه
• المستجدون في السياسة والحمقى فقط، هم من يصدقون أن الحكام العرب سيبدلون طبائعهم وسياساتهم، ويقررون الاستجابة لنداءات الأمة المستغيثة وصرخاتها المتألمة الغاضبة المحتجة على الاستباحة الإجرامية الإسرائيلية لغزة.

فمراجعة سريعة لخبرة السنوات الطويلة من التعامل الرسمي العربي مع القضية الفلسطينية - منذ الثورة الوطنية التحررية الفلسطينية الكبرى في العام 1936م فصاعداً- تظهر أن التدخل الرسمي العربي لم يكن في صالح الفلسطينيين وقضيتهم، بل كان عامل إضرار بها.

يكفي أن نتذكر مواقفهم وسلوكهم المتواطئ في العام 1948م، عام النكبة. وفي العام 1982م حينما تركوا إسرائيل تنجز مهمتها في لبنان طوال ثلاثة شهور ليلتئموا –فقط بعد خروج الثورة من لبنان- في قمة "فاس" التي أقروا فيها الاعتراف بإسرائيل.

ثم لنتذكر مواقفهم من "انتفاضة الأقصى" التي تفرجوا عليها فيما إسرائيل تحاصرها وتنكل بها طيلة ست سنوات دون أن يحركوا ساكناً.

* * *

لا أكتب هذا الكلام لأحبط مساعي الجموع الشعبية العربية المنتصرة لفلسطين، خصوصاً وأنني أعرف ما قدمته من تضحيات في سبيلها منذ العام 1920م.

وما الشهداء: ("كايد المفلح العبيدات" من الأردن، و"عز الدين القسام" و"سعيد العاص" من سورية، و"أحمد عبدالعزيز" من مصر ...) وسواهم من الأقطار العربية الأخرى، الذين قدموا أرواحهم فداء لفلسطين وعلى أرضها، سوى رموز دالة على مدى استعداد الأمة للعطاء لقضيتها المركزية وعاصمة أشواقها: فلسطين.

لكن ما يعيق الأمة ويمنعها من ترجمة مشاعرها الصادقة إلى أفعال مجدية، هو أنظمتها وحكامها الذين رهنوا إرادتهم "للصديقة العظمى"، بريطانيا، من قبل، ثم للولايات المتحدة.

* * *

تحرير الإرادة العربية المستلبة إذن، هو الهدف الذي يجب أن يبقى ماثلاً أمام جميع العرب في مختلف أقطارهم؛ ليس لنصرة فلسطين فحسب، بل انتصارا لأنفسهم أولاً؛ إذا ما أرادوا أن لا يظلوا مجرد أمة "ناقلة للنفط" وميدان رماية تتعلم فيه الدول الطامعة تجريب أسلحتها.

وفي الدروب الموصلة إلى هذا الهدف الكبير، فإن كل أشكال التضامن والاحتجاج والضغط مطلوبة لتأكيد وتعزيز روح الأمة الواحدة المتعاضدة، ولتثقيف وتعبئة عشرات الملايين المتحفزة، ولتطويق وعزل سياسة التواطوء والارتهان الرسمي لأميركا.

وبقدر ما تتمكن القوى والعناصر العربية المعنية والفاعلة، من تنظيم وبرمجة وتنسيق الجهود المبعثرة والارتجالية والعفوية والآنية، بقدر ما تتمكن من تعظيمها وزيادة مردودها وتسريع انجازها وتطويره.
* * *

ففي مسيرة الآلام الكبرى، لنتذكر دائماً أن الظَفَر لمن صَبَر.. وان النصر تخفق رايته لمن طلبه بإصرار.

التعليقات