31/10/2010 - 11:02

دولة جميع جزّاريها!../ زهير اندراوس

دولة جميع جزّاريها!../ زهير اندراوس
بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء العدوان الإجرامي الإسرائيلي على قطاع غزة، بيّن استطلاع للرأي العام نشرته الخميس صحيفة (هآرتس) العبرية أنّ 78 بالمائة من الإسرائيليين يعتقدون أنّ الحملة ناجحة. بكلمات أخرى، فإنّ جميع المواطنين اليهود في الدولة العبرية يؤيدون الحملة ويعتبرونها انتصاراً، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ نسبة الفلسطينيين الذين يعيشون في وطنهم، وليس دولتهم، تصل إلى نحو عشرين بالمائة.

ويظهر الاستطلاع أيضاً أنّه لو جرت الانتخابات العامة اليوم في إسرائيل لكان بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود المعارض، والذي يرى بفلسطينيي الـ48 قنبلة ديموغرافية موقوتة، قد فاز في الانتخابات وباستطاعته تشكيل حكومة يمينية ويمينية متطرفة.

وعلى الرغم من الصور القادمة من قطاع غزة من قتل أطفال ومدنيين وهدم البيوت وفرار السكان، فقد أظهر الاستطلاع أنّ 82 بالمائة من الإسرائيليين يعتقدون أنّ الدولة العبرية لم تبالغ في عمليتها العسكرية، الأمر الذي يدلل على أنّ جميع المواطنين اليهود في إسرائيل يدعمون دعماً مطلقاً عمليات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

بإمكاننا أن نقرأ هذه النتائج بصورة أكثر وضوحاً: الإسرائيليون، بما في ذلك من يسميه بعض الأشاوس من عرب الداخل ومن مقاطعة رام الله المحتلة باليسار ويُبدون استعدادهم للتحالف معه لصد اليمين، يتجه نحو اليمين واليمين المتطرف، الإسرائيليون متعطشون للدماء، خصوصاً وأنّ نكهة الدم الفلسطيني لذيذة جداً، وهذا ما يُفسر ارتفاع شعبية وزير الحرب ايهود باراك، الذي قالت عنه وزيرة المعارف السابقة شولميت ألوني، إنّه أخطر شخص في إسرائيل ويجب تقديمه للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ولكنّ الرئيس عبّاس، كما كشف النائب جمال زحالقة، رفض التوقيع على مذكرة لتقديم حكام الدولة العبرية، بمن فيهم باراك، للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، وهذا الرئيس، باعتقادنا المتواضع جداً، ليس مؤهلاً لا وطنياً، ولا دستورياً، ولا أخلاقياً، لقيادة الشعب الفلسطيني. نقطة وألف سطر جديد.

عتاب لشافيز وموراليس!
الحق، الحق أقول لكم: إننّي عاتب وغاضب على الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الذي أعلن أمس رسمياً عن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، الحق، الحق أقول لكم: إنني جداً منزعج من الرئيس البوليفي ايفو موراليس أيضاً، الذي أعلن الخميس عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية بسبب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، وخصوصاً الأطفال في قطاع غزة.

من منحك، يا سيّد شافيز، الصلاحية للخروج عن الإجماع العربي، ألا تعلم يا سينيور موراليس، أنّ الملوك والأمراء والسلاطين العرب يهرولون للتطبيع مع إسرائيل؟ ألا تعلم أن الإستراتيجية العربية تقوم اليوم على مبدأ عزل أيّ شيء يمت للمقاومة بصلة، بإدعاء الحرب على الإرهاب، واعتماد أسلوب المفاوضات غير العبثية، فها نحن قد حققنا إنجازاً جديداً: بعد أكثر من ستين عاماً على اغتصاب فلسطين، أصبح النظام المصري يلعب دور الوسيط لوقف إطلاق النار بين الجلاد وبين الضحية، ولا نستبعد البتة أن يُطالب النظام العربي الرسمي بإقامة دويلة للفلسطينيين في حي الشجاعية في غزة.

زحمة يا دنيا!
زحمة قمم عربية، طارئة وغير طارئة: الخميس اجتمعت دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية، الرياض، الجمعة، مؤتمر القمة العربية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، التي أعلنت مصر والمملكة العربية السعودية وتونس عن مقاطعته لأنّ واشنطن وتل أبيب ترفضان مشاركة هذه الدول المصنفة أمريكياً وإسرائيلياً بالمعتدلة، ويوم الاثنين المؤتمر الاقتصادي في دولة الكويت العظمى.

بات بديهياً في هذا الزمن الرديء أنّه من حق كل دولة عربية أن تجني الأرباح السياسية على حساب شلال الدم الفلسطيني النازف منذ عشرات السنين، ومن حقنا أن نسأل خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس التونسي زين العابدين، كيف تُفسرون لشعوبكم أنّكم ترفضون المشاركة في مؤتمر القمة؟ هل ما زالت الشعوب العربية، من وجهة نظركم، سلعة للتجارة والقمع والتنكيل من قبل أجهزة المخابرات؟ لماذا، يا جلالة الملك المعظم، تمنع الشعب السعودي من التظاهر مع إخوته الذين يُقتلون يومياً في غزة؟ هل هذا يخيفكم أيضاً؟ أتذكرون ما قاله وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، قبيل انعقاد مجلس الأمن الإسرائيلي، المسمى مجلس الأمن الدولي حول غزة: لقد بلغ عدد الشهداء والقتلى الآلاف في قطاع غزة، فماذا يريد المجلس حتى يُصدر القرار؟ وردّ عليه الشيخ حسن نصر الله بالقول: وماذا فعلت أنت؟ والله العظيم، بتنا نعتقد أنّ مصر والسعودية تكنان العداء لسورية أكثر من الدولة العبرية.

نصيحة مجّانية: الرجاء الدخول إلى موقع youtube ونقر كلمة شاطر، شاطر على محرك البحث، والاستماع إلى الأغنية بصوت كوندوليسا رايس الناعم مع الزعماء العرب المعتدلين.

كل عربي وحماره!
لا يوجد لدينا أدنى شك بأنّ الإعلام العبري في إسرائيل يصنع الرأي العام، وبناءً على ذلك، فإنّ ما يُنشر في هذا الإعلام المتطوع لصالح دولته وسياسات حكومته الإجرامية في قطاع غزة يساهم كثيراً في تأجيج العنصرية ضد الفلسطينيين في إسرائيل، وضدّ كل ناطق بالضاد.

فعلى سبيل الذكر لا الحصر، كتب المعلق السياسي في صحيفة (معاريف)، بن كاسبيت، المقرب جداً من المؤسسة الحاكمة في تل أبيب، أنّ كل عربي مع حماره في غزة يستطيع أن يُطلق صواريخ القسام باتجاه جنوب إسرائيل، هذا الكلام هو أولاً عنصري من الدرجة الأولى، ويصدر عن كاتب تعرض شعبه أبان الحرب العالمية الثانية لمحرقة النازيين القتلة والمجرمين، ثانياً، يمكننا الترجيح بأنّ السيد كاسبيت يُطلق دعوة جادّة لحكام إسرائيل بالشروع فوراً باغتيال الحمير في غزة، بعد أن قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ وحتى المقابر لم تسلم منهم.

وبما أننّا نتحدث عن الحيوانات، فقد سمعت هذا الأسبوع في الإذاعة الإسرائيلية العامة (ريشيت بيت) امرأة من جنوب الدولة العبرية تشكو من أنّ كلابها ينبحون كثيراً في الأيام الأخيرة بسبب صوت الطائرات الإسرائيلية المتوجهة نحو القطاع لإحداث المزيد من الدمار والقتل. ومع أننّا لا ننتمي إلى جمعية الرفق بالحيوان، فنرى لزاماً على أنفسنا توجيه نداء إلى المجتمع الدولي لإيجاد حل خلّاق وسريع لأزمة الكلاب الإسرائيلية، الأليفة وغير الأليفة، شريطة أنّ لا يمس هذا الحل بمواصلة المقاتلات الحربية، أمريكية الصنع، بتدمير غزة وقتل الأطفال والنساء.

التعليقات