31/10/2010 - 11:02

رحماك يا يمن!../ رشاد أبوشاور

رحماك يا يمن!../ رشاد أبوشاور
يوم 28 أيلول 1961، التقيت بمحض الصدفة مع الشاعر الأردني تيسير السبول والروائي هاني الراهب، جمع بيننا القلق على أوّل وحدة عربيّة في العصر الحديث، وحدة مصر وسوريّة...

التقينا في شارع (النصر)، ومضينا باتجاه مبنى الإذاعة، فرأينا ناقلات الجنود تحرس المبنى الذي يطّل على الشارع، وتحيط بمبنى البريد، ثمّ انتقلنا إلى بوابة الصالحية، فصدمنا مشهد جنود ينتمون لحرس الحدود، وهم في الناقلات أمام مبنى البرلمان، وملامحهم محايدة، وكأنهم لا يفقهون ما يقترفونه...

سألني تيسير:
_ هل تعرف كيف نحصل على سلاح؟
كان تيسير يفرك صدره بقوّة، ويأخذ أنفاسا عميقة.
أجبته بأنني لا أعرف، فعاد يسألني بإلحاح:
_ ألا يوجد عند جماعة القوميين العرب في نادي فلسطين.. سلاح؟!

غذذنا السير، ثلاثتنا، من جديد، ومضينا خلف مقهى الحجاز، إلى حيث نادي فلسطين، فوجدناه مغلقا.
كان هذا هو رّد الفعل الذي وحدنا نحن الثلاثة، رغم قرب تيسير، و..هاني من حزب البعث- الذي كان قد حّل أثناء الوحدة - وبيني أنا الناصري غير المنظّم، لأن الناصريّة كانت تيّارا قوميّا لا إطارا حزبيّا.

تظاهرة صغيرة استفزتني وآلمتني كثيرا في ذلك اليوم، وهي عبارة عن مجموعة أشخاص في شاحنة متوسطة، يهتفون، ويضجون بفرح مصطنع، بعد البيان رقم 10 الذي حسم موضوع الانفصال، منهيا الفترة القصيرة التي أعقبت البلاغ رقم 9، الذي وعد بالتواصل مع الرئيس جمال عبد الناصر، وتجاوز أسباب تحرّك الوحدات العسكريّة...

وإذا كنت قد تساءلت آنذاك بمرارة عن سّر تحرّك تلك المجموعة في الشاحنة، ملوحة، وصارخة، ومرحبة بالانفصال، فإنني قد استعدت المشهد بكثافة مرارته، وأنا أشاهد على ( الجزيرة) تظاهرة يمنية تضّم بضعة أشخاص مع أطفالهم، في لندن، تطالب بالانفصال، وإنهاء الوحدة اليمنيّة...

تظاهرة تطالب بالانفصال- ولو من عدّة أفراد- أهذا هو ما انتهت به أحلام ملايين العرب، ببزوغ فجر وحدتهم، وتجاوز فرقتهم، وضعفهم؟!

وإذ تتداخل الذكريات والوقائع، والأحداث، وأعود بالذاكرة إلى زمن انهيار جدار برلين، وتحقق الوحدة اليمنيّة بين الشعب الواحد، وما وعدت به تلك الوحدة، فإنني راهنت مع ملايين العرب على صلابة أسس الوحدة اليمنيّة، لأنه لا فاصل بين شمال اليمن وجنوبه، وهو أحد العوامل التي عجّلت، وسهّلت للمتآمرين، على وحدة مصر وسوريّة، أن ينجحوا في تدميرها، فمصر تقع في أفريقيا، وسوريّة تقع في آسيا، وبينهما (إسرائيل)، ومعها تحالف معلن من قوى رجعيّة معادية، وثمّة ثار لبريطانيا المهزومة والمنهارة بسبب حرب 56 وفشل عدوانها، ووراء الكّل أمريكا التي رأت في الناصريّة عدوّا يجب إنهاءه...

واضح أن عدو الوحدة اليمنيّة الأخطر هو في الداخل. إنه العامل الذاتي، والذي يجد تعبيره في عدم فهم ضرورة الوحدة، والحفاظ عليها، وصونها، وجعلها مصلحة شخصيّة لكّل يمني، وليست فرصة للاستحواذ، والهيمنة، والاستبداد، وتصفية الحسابات، والانتقام، والتصرّف بعقلية الاحتلال...

إذا كانت الحرب قد وقعت بين الشمال والجنوب، وانتصرت فيها قوّات الجيش الشمالي، فإن حربا سبقتها تمكن فيها جيش الجنوب من دحر جيش الشمال.. والوحدة تحققت بعد حربين، وليس بسببهما، تحققت لأن اليمن واحد: شعبا، وأرضا، ومصيرا...

مرّات كثيرة زرت اليمن (الجنوبي)، وقبل وقوع (مذبحة الرفاق)، بأسبوع واحد كنت هناك، وشاركت في مهرجان تكريمي للشاعر والمسرحي اليمني (الحضرمي) علي أحمد باكثير...
لم أبح بأسباب حزني عندما ألقيت كلمتي في ذلك المهرجان، وكنت عرفت من صديقي (ياسين معتوق) الذي كان يقيم في اليمن آنذاك، أن الهدوء الذي أراه يخفي تحته انفجارا مزلزلاً بين رفاق الحزب الواحد، المتصارعين على الحكم.

غادرت عدن عائدا إلى دمشق ولكنني انتدبت مع عدد من الرفاق للقيام بزيارة رسميّة لعدن، وأذكر أننا عندما ربطنا الأحزمة في طائرة الجنوبيّة ( أليمدا).. طال ربط الأحزمة، بينما الطائرة جاثمة على أرض المطار، وكان المدهش أن قبطان الطائرة اعتذر عن التأخير الذي سببه الضباب الذي يغطّي مطار عدن!

بعد انتظار طال، غادرنا الطائرة، فاتصلت بالبيت، فجاءني صوت زوجتي مستفسرا عن مكان وجودي، وعندما أخبرتها بأنني أكلمها من مطار دمشق، سمعتها تحمد الله لأن الطائرة لم تقلع بنا، ففي اليمن أحداث خطيرة!

عقد مؤتمر اتحاد الكتّاب العرب في اليمن، وعندما انتقلنا من الجنوب إلى الشمال برّا، رفض جميع المشاركين أن تختم جوازاتهم، فاليمن واحد، و.. قضينا ليلة لا تنسى في ضيافة مدينة ( تعز)، وكان فرحنا كبيرا بقطع المسافة الطويلة برّا متأملين سهول، وجبال، ووديان اليمن..اليمن الواحد، ولا أنسى دموع كثير من الشعراء والكتّاب عندما فرضنا على ( الحدود) على الجانبين مرورا بلا أختام على الجوازات...

بعض الأصدقاء الذين زاروا عدن بعد الوحدة، نقلوا انطباعات سلبيّة لممارسات أجهزة دولة ( الوحدة)، و.. لسلوكيّات مهينة تُقترف تجاه أبناء الجنوب، وامتهانات وتمييز اقتصادي، ووظيفي، وهذا ما بدأ مبكرا يسبب نفورا، ويزرع حساسيّات...

إذا كانت تظاهرة لندن نفّرتني، وبالمناسبة فالرجل الذي كان يقودها هو نفسه الذي رأيته في برنامج ( الاتجاه المعاكس) قبلها بأيّام قليلة، وكان متحمسا للانفصال، و..لكن الشخص الآخر المدافع عن ( الوحدة) كان مثله، بل ويبّزه في الاستفزاز، والتنفير...

نعم: إذا كانت تظاهرة لندن منفرة، ومحزنة، فإن الاستعراض العسكري في صنعاء، لم يطمئنني أبدا على مستقبل الوحدة، فالوحدة تصان بالتفاف الشعب الواحد حولها، بالعدالة التي تنشرها، والقانون الذي يساوي بين الجميع، والمصلحة المادية والمعنوية الملموسة التي يحصل عليها أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد...

كمواطن عربي مؤمن بالوحدة العربيّة، مجروح من الانفصال، واع لديمقراطيّة وسائل تحقيق الوحدة، وحراستها بقوّة الشعب، فإنني أرى بأن انفضاض الشعب، وسلبيته تجاهها، هي بداية الانهيار...
لمّا وقع الانفصال في سورية يوم 28 أيلول 61، لم يخرج الشعب للدفاع عنها، وإلاّ : هل كانت بضع ناقلات جنود، وشوية ضبّاط ثبت أنهم مشترون.. تنجح في فصل أوّل وحدة عربيّة؟!
هناك خلل سهّل فصل الوحدة، والأعداء الخارجيّون ليسوا هم السبب الأوّل والرئيس لانهيارها...

الخلل كامن في (الداخل)، وليس سوى اليمنيين المخلصين من ينظّف، ويطهّر، ويعمّق الأساسات التي ينهض عليها بناء الوحدة، فالوحدة لا تصان عسكريا، وأمنيا، وقبليا، واستبداديّا...
وحدة اليمن عزيزة على ملايين العرب في كل أقطارهم، وهي إن فشلت ستدق مسمارا مسموما في أمل الوحدة العربيّة، وستسهم في تكريس تمزيق حتى الكيانات الإقليميّة، بمبررات واهية، ومفتعلة...

قبل فوات الأوان، ينبغي ان يبادر اليمنيون إلى الحوار الجدّي لإنقاذ وطنهم، ووحدة شعبهم، بالمشاركة التي تمنح الجميع فرص الإسهام في بناء البلد الواحد، بغّض النظر عن الأفكار، والاجتهادات، ومكان الولادة على أرض اليمن الواحد...

نحن ملايين العرب لدينا فائض حزن يوزّع على الدنيا، وأنتم هناك يا أهلنا في اليمن تضاعفون من حزننا، وكنّا بنينا عليكم أملاً بالوحدة يعوضنا عن طعنة الانفصال عام 61...
بعد الانفصال أصدر الدكتور سهيل إدريس كتابا قصصيا بعنوان (رحماك يا دمشق)..فماذا نكتب نحن : رحماك يا صنعاء، أم رحماك ياعدن؟.. قلوبنا تصرخ: رحماك يا يمن !.
يوم 28 أيلول 1961، التقيت بمحض الصدفة مع الشاعر الأردني تيسير السبول والروائي هاني الراهب، جمع بيننا القلق على أوّل وحدة عربيّة في العصر الحديث، وحدة مصر وسوريّة...

التقينا في شارع (النصر)، ومضينا باتجاه مبنى الإذاعة، فرأينا ناقلات الجنود تحرس المبنى الذي يطّل على الشارع، وتحيط بمبنى البريد، ثمّ انتقلنا إلى بوابة الصالحية، فصدمنا مشهد جنود ينتمون لحرس الحدود، وهم في الناقلات أمام مبنى البرلمان، وملامحهم محايدة، وكأنهم لا يفقهون ما يقترفونه...

سألني تيسير:
_ هل تعرف كيف نحصل على سلاح؟
كان تيسير يفرك صدره بقوّة، ويأخذ أنفاسا عميقة.
أجبته بأنني لا أعرف، فعاد يسألني بإلحاح:
_ ألا يوجد عند جماعة القوميين العرب في نادي فلسطين.. سلاح؟!

غذذنا السير، ثلاثتنا، من جديد، ومضينا خلف مقهى الحجاز، إلى حيث نادي فلسطين، فوجدناه مغلقا.
كان هذا هو رّد الفعل الذي وحدنا نحن الثلاثة، رغم قرب تيسير، و..هاني من حزب البعث- الذي كان قد حّل أثناء الوحدة - وبيني أنا الناصري غير المنظّم، لأن الناصريّة كانت تيّارا قوميّا لا إطارا حزبيّا.

تظاهرة صغيرة استفزتني وآلمتني كثيرا في ذلك اليوم، وهي عبارة عن مجموعة أشخاص في شاحنة متوسطة، يهتفون، ويضجون بفرح مصطنع، بعد البيان رقم 10 الذي حسم موضوع الانفصال، منهيا الفترة القصيرة التي أعقبت البلاغ رقم 9، الذي وعد بالتواصل مع الرئيس جمال عبد الناصر، وتجاوز أسباب تحرّك الوحدات العسكريّة...

وإذا كنت قد تساءلت آنذاك بمرارة عن سّر تحرّك تلك المجموعة في الشاحنة، ملوحة، وصارخة، ومرحبة بالانفصال، فإنني قد استعدت المشهد بكثافة مرارته، وأنا أشاهد على ( الجزيرة) تظاهرة يمنية تضّم بضعة أشخاص مع أطفالهم، في لندن، تطالب بالانفصال، وإنهاء الوحدة اليمنيّة...

تظاهرة تطالب بالانفصال- ولو من عدّة أفراد- أهذا هو ما انتهت به أحلام ملايين العرب، ببزوغ فجر وحدتهم، وتجاوز فرقتهم، وضعفهم؟!

وإذ تتداخل الذكريات والوقائع، والأحداث، وأعود بالذاكرة إلى زمن انهيار جدار برلين، وتحقق الوحدة اليمنيّة بين الشعب الواحد، وما وعدت به تلك الوحدة، فإنني راهنت مع ملايين العرب على صلابة أسس الوحدة اليمنيّة، لأنه لا فاصل بين شمال اليمن وجنوبه، وهو أحد العوامل التي عجّلت، وسهّلت للمتآمرين، على وحدة مصر وسوريّة، أن ينجحوا في تدميرها، فمصر تقع في أفريقيا، وسوريّة تقع في آسيا، وبينهما (إسرائيل)، ومعها تحالف معلن من قوى رجعيّة معادية، وثمّة ثار لبريطانيا المهزومة والمنهارة بسبب حرب 56 وفشل عدوانها، ووراء الكّل أمريكا التي رأت في الناصريّة عدوّا يجب إنهاءه...

واضح أن عدو الوحدة اليمنيّة الأخطر هو في الداخل. إنه العامل الذاتي، والذي يجد تعبيره في عدم فهم ضرورة الوحدة، والحفاظ عليها، وصونها، وجعلها مصلحة شخصيّة لكّل يمني، وليست فرصة للاستحواذ، والهيمنة، والاستبداد، وتصفية الحسابات، والانتقام، والتصرّف بعقلية الاحتلال...

إذا كانت الحرب قد وقعت بين الشمال والجنوب، وانتصرت فيها قوّات الجيش الشمالي، فإن حربا سبقتها تمكن فيها جيش الجنوب من دحر جيش الشمال.. والوحدة تحققت بعد حربين، وليس بسببهما، تحققت لأن اليمن واحد: شعبا، وأرضا، ومصيرا...

مرّات كثيرة زرت اليمن (الجنوبي)، وقبل وقوع (مذبحة الرفاق)، بأسبوع واحد كنت هناك، وشاركت في مهرجان تكريمي للشاعر والمسرحي اليمني (الحضرمي) علي أحمد باكثير...
لم أبح بأسباب حزني عندما ألقيت كلمتي في ذلك المهرجان، وكنت عرفت من صديقي (ياسين معتوق) الذي كان يقيم في اليمن آنذاك، أن الهدوء الذي أراه يخفي تحته انفجارا مزلزلاً بين رفاق الحزب الواحد، المتصارعين على الحكم.

غادرت عدن عائدا إلى دمشق ولكنني انتدبت مع عدد من الرفاق للقيام بزيارة رسميّة لعدن، وأذكر أننا عندما ربطنا الأحزمة في طائرة الجنوبيّة ( أليمدا).. طال ربط الأحزمة، بينما الطائرة جاثمة على أرض المطار، وكان المدهش أن قبطان الطائرة اعتذر عن التأخير الذي سببه الضباب الذي يغطّي مطار عدن!

بعد انتظار طال، غادرنا الطائرة، فاتصلت بالبيت، فجاءني صوت زوجتي مستفسرا عن مكان وجودي، وعندما أخبرتها بأنني أكلمها من مطار دمشق، سمعتها تحمد الله لأن الطائرة لم تقلع بنا، ففي اليمن أحداث خطيرة!

عقد مؤتمر اتحاد الكتّاب العرب في اليمن، وعندما انتقلنا من الجنوب إلى الشمال برّا، رفض جميع المشاركين أن تختم جوازاتهم، فاليمن واحد، و.. قضينا ليلة لا تنسى في ضيافة مدينة ( تعز)، وكان فرحنا كبيرا بقطع المسافة الطويلة برّا متأملين سهول، وجبال، ووديان اليمن..اليمن الواحد، ولا أنسى دموع كثير من الشعراء والكتّاب عندما فرضنا على ( الحدود) على الجانبين مرورا بلا أختام على الجوازات...

بعض الأصدقاء الذين زاروا عدن بعد الوحدة، نقلوا انطباعات سلبيّة لممارسات أجهزة دولة ( الوحدة)، و.. لسلوكيّات مهينة تُقترف تجاه أبناء الجنوب، وامتهانات وتمييز اقتصادي، ووظيفي، وهذا ما بدأ مبكرا يسبب نفورا، ويزرع حساسيّات...

إذا كانت تظاهرة لندن نفّرتني، وبالمناسبة فالرجل الذي كان يقودها هو نفسه الذي رأيته في برنامج ( الاتجاه المعاكس) قبلها بأيّام قليلة، وكان متحمسا للانفصال، و..لكن الشخص الآخر المدافع عن ( الوحدة) كان مثله، بل ويبّزه في الاستفزاز، والتنفير...

نعم: إذا كانت تظاهرة لندن منفرة، ومحزنة، فإن الاستعراض العسكري في صنعاء، لم يطمئنني أبدا على مستقبل الوحدة، فالوحدة تصان بالتفاف الشعب الواحد حولها، بالعدالة التي تنشرها، والقانون الذي يساوي بين الجميع، والمصلحة المادية والمعنوية الملموسة التي يحصل عليها أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد...

كمواطن عربي مؤمن بالوحدة العربيّة، مجروح من الانفصال، واع لديمقراطيّة وسائل تحقيق الوحدة، وحراستها بقوّة الشعب، فإنني أرى بأن انفضاض الشعب، وسلبيته تجاهها، هي بداية الانهيار...
لمّا وقع الانفصال في سورية يوم 28 أيلول 61، لم يخرج الشعب للدفاع عنها، وإلاّ : هل كانت بضع ناقلات جنود، وشوية ضبّاط ثبت أنهم مشترون.. تنجح في فصل أوّل وحدة عربيّة؟!
هناك خلل سهّل فصل الوحدة، والأعداء الخارجيّون ليسوا هم السبب الأوّل والرئيس لانهيارها...

الخلل كامن في (الداخل)، وليس سوى اليمنيين المخلصين من ينظّف، ويطهّر، ويعمّق الأساسات التي ينهض عليها بناء الوحدة، فالوحدة لا تصان عسكريا، وأمنيا، وقبليا، واستبداديّا...
وحدة اليمن عزيزة على ملايين العرب في كل أقطارهم، وهي إن فشلت ستدق مسمارا مسموما في أمل الوحدة العربيّة، وستسهم في تكريس تمزيق حتى الكيانات الإقليميّة، بمبررات واهية، ومفتعلة...

قبل فوات الأوان، ينبغي ان يبادر اليمنيون إلى الحوار الجدّي لإنقاذ وطنهم، ووحدة شعبهم، بالمشاركة التي تمنح الجميع فرص الإسهام في بناء البلد الواحد، بغّض النظر عن الأفكار، والاجتهادات، ومكان الولادة على أرض اليمن الواحد...

نحن ملايين العرب لدينا فائض حزن يوزّع على الدنيا، وأنتم هناك يا أهلنا في اليمن تضاعفون من حزننا، وكنّا بنينا عليكم أملاً بالوحدة يعوضنا عن طعنة الانفصال عام 61...
بعد الانفصال أصدر الدكتور سهيل إدريس كتابا قصصيا بعنوان (رحماك يا دمشق)..فماذا نكتب نحن : رحماك يا صنعاء، أم رحماك ياعدن؟.. قلوبنا تصرخ: رحماك يا يمن !.

التعليقات