17/03/2008 - 09:01

"الوقاحة-الاجرامية الاسرائيلية في أبهى صورها"!../ نواف الزرو

العنوان اعلاه للكاتب الاسرائيلي المعروف "ب. ميخائيل"الذي وصف مبررات "المحرقة" الاسرائيلية في غزة في يديعوت العبرية 2008/2/26 بـ"الوقاحة الإسرائيلية في أبهى صورها"، وقال :"هم لن يمروا-ويقصد مسيرة النساء والاطفال الفلسطينيين باتجاه الحدود مع اسرائيل- كما وعد الجنرالات والجنرالات المتقاعدون بصوت حازم وعميق، ولم يكن ينقص الكثير حتى يبدأوا هم ايضاً بإنشاد اناشيد الفدائيين اليوغسلاف الذين يعدون انفسهم لمعركة اخرى ضد آلة الحرب النازية، وقبالة كل هذه الآلة الحربية الحازمة حتى وفقاً للمتشائمين الأكثر سوداوية وقف خمسون الف طفل وإمرأة بالحد الاقصى"، ويضيف:"ما الذي ستفعله الدبابات بالضبط مع الاطفال والنساء؟، من الذي سيتم اعتراضه من الجو هناك؟، ومن الذي ستقصفه بطاريات المدافع؟، ومن الذي سينقض عليه الجنود الاغرار في ارتالهم؟، وفي غضون ذلك اصبح الموت رخيصاً جداً، وممكناً جداً وكثيراً جداً ومسموحاً جداً، ولم تعد هناك خراطيم مياه ضد المتظاهرين غير المسلحين، فالقناصة سيقومون بالمهمة، كما لم تعد هناك حاجة للشرطيين المتمترسين لأن الدبابات ستجيد المهمة بدلاً منهم".

وترتقي الوقاحة الاسرائيلية الى مستوى رسمي يتمثل بالقرارات الأخيرة التي اتخذها المجلس الوزاري السياسي-الامني الاسرائيلي المصغر يوم الاربعاء /5/03/2008/ الذي يكثف لنا حقيقة الأجندة الإسرائيلية إزاء غزة، إذ "قرر المجلس مواصلة العمليات ضد قطاع غزة، وضد مؤسسات حركة حماس- العصا الغليظة-، مقابل مواصلة "العملية السياسية" مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية-الجزرة- "، وجاء "أنه على رأس أهداف القتال في قطاع غزة يأتي "وقف إطلاق الصواريخ، ووقف العمليات الأخرى التي تنطلق من قطاع غزة، وتقليص مدى تعاظم قوة حماس، من خلال التشديد على عمليات تهريب الأسلحة عبر محور فيلاديلفي، وذلك بالتعاون مع مصر".

وعلى نحو متكامل ومكمل ذكرت القنال التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة "أن وزير الدفاع إيهود باراك يدرس خطة عسكرية تشمل إخلاء سكان شمال قطاع غزة ونزوحهم جنوبا"، وأضافت "أن باراك طلب استشارة قانونية تمكنه من إخلاء السكان من المناطق التي يتم منها إطلاق الصواريخ ليتسنى على ما يبدو اجتياح تلك المناطق".

وكان باراك مهد لذلك بتصريحات قال فيها:" أن صواريخ غراد باتت تشكل خطراً جديداً، وهي تهدد المدن الإسرائيلية وتجعلها عرضةً للاستباحة من قبل المقاومة الفلسطينية بشكلٍ متصاعد كـ"سديروت،
ومن جانبه عزز رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي يوفال ديسكين اقوال باراك قائلا:"أن "الإرهاب" الفلسطيني يتفوق على الجيش الإسرائيلي داخل المناطق المأهولة، وإن قوة الجيش في المناطق المأهولة منخفضة ومحدودة".

وفي سياق السعي الاسرائيلي لشرعنة مخطط التدمير والتهجير الشامل للمنازل والاحياء والسكان في بعض مناطق القطاع كان براك قد "ترأس جلسة لتدارس النواحي القانونية لإطلاق النار بصورة مكثفة ومباشرة باتجاه الأحياء السكنية التي يستخدمها المقاومة الفلسطينية لإطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية" و"شارك في الجلسة وزير القضاء دانييل فريدمان والمستشار القانوني للحكومة ميني مزوز والمدعي العسكري افيحاي مندلبيت ومسئولين من وزارة الخارجية"، كما يبحث باراك " ماذا يقول القانون الدولي حول قصف أماكن سكنية رداً على قصف المقاومة لسديروت والمجدل والنقب الغربي".

ومن جهته وفي ذات السياق التشريعي للمحرقة المبيتة ضد الفلسطينيين وبالتزامن مع توجه باراك في جلسته المشار اليها أكد الوزير بلا حقيبة في الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي:" إن القانون الدولي يخولنا أن نقصف أماكن سكنية في غزة حتى لو كان سكانها من الأطفال والنساء وذلك رداً على إطلاق الصواريخ".

وكعادتهم لم يتأخر حاخامات ما يسمى"ارض اسرائيل" عن الادلاء بفتاواهم التي تبيح دائما القتل الجماعي والتدمير والتهجير الشامل ضد الفلسطينيين ، اذ أصدر هؤلاء فتوى تسمح للجيش الإسرائيلي بقصف مناطق سكنية في قطاع غزة، وحسب الفتوى التي تحدثت عنها إذاعة الجيش الإسرائيلي، فـ"على الجيش قصف المناطق التي تطلق منها الصواريخ في غزة "، ومن بين الحاخامات الذين صادقوا على الفتوى حاخام مستوطنة "كريات أربع" وابن الحاخام الأكبر لحركة شاس يعكوف عوفاديا يوسيف.

والمفاجأة هنا ان وزير الدفاع السابق زعيم حزب العمل عمير بيرتس المفترض عندهم انه "أقصى اليسار"، دعا لتخويل الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المنازل الفلسطينية التي تطلق من حولها الصواريخ تجاه إسرائيل، ونقلت إذاعة صوت إسرائيل يوم/04/03/2008 عن بيرتس قوله إنه "يجب اعتبار المنازل الفلسطينية منشآت عسكرية ومهاجمتها إذا سمح سكانها بتحويل المنازل إلى مختبرات لإنتاج الصواريخ أو مستودعات للذخائر" .

إذن تغدو النوايا والاهداف والوسائل الاسرائيلية هنا واضحة تماما، فنحن هنا في الجوهر أمام "محرقة" صهيونية مفتوحة ضد الفلسطينيين...!
فالقصة بالتالي ليست قصة "الارهاب الفلسطيني" او قصة"اختطاف الجندي/الذهبي" أو قصة "الصواريخ الفلسطينية"، وانما قصة ردع متبدد ومتآكل وقصة هيبة اسرائيلية مسحوقة أمام إرادة وصمود الشعب الفلسطيني..!
وهي أيضا قصة خطط ونوايا وأجندات مبيتة تهدف الى إعادة صياغة مشروع الاحتلال من جديد وفقا لموازين ومعادلات القوى والاحوال العربية والاقليمية والدولية التي تصب في حصيلتها المؤسفة لصالح الاحتلال الإسرائيلي...!

ولذلك فان فلسطين تحتاج في مقدمة ما تحتاجه ليس الى بيانات الندب والشجب والعجز، وإنما إلى مواقف عربية جادة وحقيقية رسمية، أن أمكن، وشعبية ...؟!!
ولا سبيل الى ردع وتعطيل مشاريع الاحتلال في المحارق المترجمة بالاجتياحات والجرائم والمجازر والاستيطان والجدران إلا بإعادة صياغة السياسات والمواقف الفلسطينية و العربية اولا...؟!!

التعليقات