01/04/2008 - 09:38

حروب "الحساب المفتوح"!../ نواف الزرو

حروب
حينما يكشف التلفزيون الاسرائيلي يوم 2008/2/15-النقاب عن"أن وزير الجيش الاسرائيلي التقى باراك الحاخام عوفاديا يوسف - الأب الروحي لحزب شاس المتدين - ونقل اليه معلومة أمنية حساسة ومهمة، وانه في أعقاب ذلك قام الحاخام يوسف بالاعلان ان كتلة شاس في الكنيست لن تنسحب من حكومة ايهود اولمرت"، وحينما يضيف المحلل السياسي في القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي امنون ابراموفيتش: "ان كتلة شاس التي كانت تهدد كل يوم بالانسحاب من الحكومة بسبب ومن دون سبب لم تعد الآن تريد الانسحاب"، ويردف متسائلا:" فماذا قال باراك للحاخام ؟، وساخرا "ان شاس كانت تريد الانسحاب من الحكومة بسبب المنخفض الجوي، والآن تتمسك ببقائها فيها، فما الذي عرفه الحاخام يوسف من باراك؟"، نقول حينما يكشف النقاب عن هذا الانقلاب في موقف شاس من مسألة البقاء في الحكومة بفعل تلك المعلومة الامنية، فإننا يمكن ان نعتبر ذلك مؤشرا دامغا في السياق على حقيقة الاستعدادات الحربية الاسرائيلية..!


وكذلك حينما تكشفت مصادر إعلامية إسرائيلية النقاب عن أن "البنتاغون" شارك في خطط واستعدادات الجيش الإسرائيلي التي بدأت فور انتهاء حرب تموز 2006 على لبنان من أجل إعادة تأهيل الجيش المهزوم"، و"أن كل خطوات إسرائيل منذ انتهاء الحرب تصب في هذا الهدف ابتداء من الضربة الجوية قرب دير الزور السورية، مروراً باغتيال القيادي العسكري لحزب الله عماد مغنية"، موضحةً "أن هناك مخططا إسرائيليا-أمريكيا مؤلفا من حلقات، وأن إسرائيل تنفذ حلقات مخططها الأمني من اغتيالات وتفجيرات، وصولاً إلى شن حروب قبل شهر أيار القادم ضد حزب الله في لبنان وقطاع غزة/ 23/02/2008"، فان ذلك يعتبر ايضا مؤشر ثان بالغ الجدية على الاستعدادات الحربية الاسرائيلية .

فوفق الأدبيات السياسية والأجندة الحربية الاسرائيلية التي تتبنى استراتيجية "الحرب أولا ودائما"، فان عملية اغتيال عماد مغنية ما هي الا عملية في سياق مفتوح من حرب الاغتيالات ومن الحرب المفتوحة في فلسطين وفي لبنان التي لم تغلق "اسرائيل" ملفها ابدا...!، كما انها تأتي في سياق استراتيجية تيفن الاسرائيلية القائمة على "الحرب اولا ودائما"، وفي سياق حروب"الحساب المفتوح" ما بين "اسرائيل" ولبنان المقاومة.

فتلك الدولة في حالة هجوم مفتوح على الفلسطينيين والعرب وعلى كل الجبهات، وهي ان كانت في حالة هجوم مفتوح فذلك لانها تعتبر كما نظر مؤسسها بن غوريون "انها ان خسرت حربا واحدة امام العرب فان ذلك بداية نهايتها"، وبالتالي "عليها ان لا تسمح بمثل هذه الهزيمة "، ما يعني ان تلك الدولة قائمة ومستمرة على الحراب والحروب المفتوحة.

والمؤشرات على استعدادات تلك الدولة للحرب القادمة وهي على ما يبدو اقرب من اي وقت مضى كثير جدا..!
وفي هذا السياق الاستعدادي الاعدادي للمواجهة/ الحرب القادمة كتب ونظر عدد من نخبهم العسكرية وعدد من كبار محلليهم وباحثيهم الاسترتيجيين.

فمنذ البدايات قال خبير عسكري اسرائيلي: "ان ترميم صورة اسرائيل وقوتها الرادعة امام العالم العربي بحاجة الى عشرات السنين"، واردف "ان هذه الصورة لن تتحسن الا اذا خاضت اسرائيل حربا اوسع، حربا دولة ضد دولة وليس حربا أمام (عصابات) على حد قوله تستخدم فيها اسرائيل كافة وسائلها القتالية المتطورة من اجل خلق زلزال في المنطقة يزيل ما علق من شوائب في صورة اسرائيل (القوية)".

كما قال الجنرالان عوديد تيرا ورون تيرا الأول عميد احتياط (سلاح المدفعية) والثاني رائد احتياط (سلاح الجو) " ان الوضع الاستراتيجي في المنطقة ينذر بمواجهة قريبة بين اسرائيل واعدائها، وعلى تل ابيب العمل على حسم الحرب لصالحها هذه المرة- معاريف"، ومن جهته كان زئيف شيف المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس كتب /قبيل وفاته/" يقول:"أن الحرب على لبنان-آنذاك- هي "جولة أخرى في حرب محدودة لا يوجد فيها حسم، ويجوز أنها ليست الجولة الأخيرة".


وقالت صحيفة معاريف العبرية ايضا: "الواقع بدأ العد التنازلي استعدادا للحرب المقبلة، التي كانت حرب /2006 مقدمة صغيرة لها فقط، ويجب أن يكون من الواضح تماما للجمهور، وللساسة وللجيش أن الحرب المقبلة على الباب، والأسوأ من كل شيء أننا غير مستعدين لها، واننا بَدونا كذلك، هذا هو وقت الخلاص من ذلك والاستعداد سريعا / معاريف ".

ويبدو ان هستيريا الحرب لديهم ارتقت الى مستوى إبادي حيث قال الجنرال اهارون حليوة قائد مدرسة التدريب العسكري للضباط في الجيش الاسرائيلي:"اعتاد الجنود على حمل العلم الوطني والركض الى احد المباني التي تشكل رمزا لدى العدو ورفع علمه كاشارة للانتصار، ولكن في الحرب القادمة، لن تبقى ابنية يرفع عليها العلم، هكذا نحن ندرب جنودنا-"معاريف".

وفي السياق تحدثت صحيفة التايمز / 16/08/2007/ أيضا عن "ان الكثير من الاسرائيليين يعتقدون أن حربا جديدة مع حزب الله باتت حتمية مع إمكان ان تشارك فيها سوريا"، فيما يخشى المحللون العسكريون "ان تكون أكثر تعقيدا بسبب بروز قطاع غزة الذي صار يحاكي نموذج حزب الله على الخاصرة اليمنى لاسرائيل".

وفي سياق الاستعدادات لهذه الحرب كشفت صحيفة معاريف العبرية النقاب عن" إن محافل أمنية في إسرائيل دعت إلى توزيع الكمامات الواقية على الإسرائيليين في ظل التوتر المتصاعد على الجبهة الشمالية".

كما كشفت مصادر عسكريةاسرائيلية "أن الجيش الإسرائيلي اطلق حملة لتوعية السكان على أمكان التعرض لهجوم بالصواريخ/ المصادر العبرية/24/10/2007، ووفقا لما نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد "أكد الجيش الإسرائيلي ردا على أسئلة وكالة فرانس برس هذه التحضيرات دون الدخول في تفاصيل هذه الحملة التي لن تطلق الا بقرار من الاوساط السياسية".

إذن وفق الادبيات الاسرائيلية والتحليلات والاستنتاجات المستندة إلى كم هائل من المعطيات والحقائق الإسرائيلية واللبنانية ، فإن الملف اللبناني- الاسرائيلي يبقى مفتوحاً ، وان حروب"الحساب المفتوح" عمليا قائمة والمسالة في الحاصل بالنسبة للجانب الاسرائيلي هي مسالة وقت وتوقيت...!

التعليقات