30/09/2010 - 10:12

نتنياهو- ليبرمان.. من أصدق قولا../ ظافر الخطيب

-

نتنياهو- ليبرمان.. من أصدق قولا../ ظافر الخطيب

يتقدم الفارس الهام، بطلُ بني صهيون الأصدق تعبيراً عن الإنسان الصهيوني، من منصة الجمعية الأممية، وزيراً لخارجية الكيان و ناطقاً باسمه، ليعلن على ملآ هذا الصرح العظيم، بغربه وشرقه، بشماله وجنوبه، بعربه، وإفرنجه وعجمه، مشروعه في المقايضة والاستبدال، فلا يتحرك احدٌ ساكناً.

 

وفي مكان قصيٍ من القاعة وزراء الاعتدال، دونهم عزفٌ ليليٌ يعزفون على منواله ما تبقى من النهار، فلا يستيقظون إلا على هدير التصفيق لصفيق جاءته رؤيا في الليل فنسج ألحانها في النهار. ومن على منصة هذا الصرح الأممي الكبير بالذات ليوثق شرعية العنصرية الصهيونية بامتياز.

 

يعلن نتنياهو رئيس حكومة الكيان، رجل "السلام" الأمريكي، أن ما صرح به ليبرمان لم يكن منسقاً مع الحكومة، لكنه لم يتنصل صراحةً مما ذهب إليه ليبرمان من قوله بمنطق مقايضة الحجر والبشر.

 

يستفحل المستوطنون في ممارسة طقوسهم، يستعيدون حيويتهم المعهودة في تنفيذ العهد التوراصهيوني، احتفال كبير لافتتاح مرحلة جديدة في قضم الأرض، برعاية رسمية من حكومة نتنياهو، دون أي اكتراثٍ بأيّ أحد، كأنهم الجمع والعالم بأسره.

 

وعلى مسافة عينٍ واحدة، يغزو الجراد حي الشيخ جراح، تجتهد الجرافات الأمريكية والكورية الصنع، أن تهدم ما استطاعت إليه سبيلا، فالوقت من ذهب، إن لم تقطعه قطعك، والبقية الباقية من البيوت، لا زالت تشوه الأرض، ولا بد من إزالتها، أما عن الناس،  فللناس "سلطة" تحميها، أما شرطة دايتون على عهد فياض، فهي تمارس دورها في الدهيشة وجنين على أكمل وجه.

 

يحتار محمود عباس (الرئيس)، يصاب بالدهشة، تبين بين رؤياه، لكنه لا يستطيع عقد جبينه غضباً، فزمن الغضب في عرفه ولّى إلى غير رجعة، فالبديل عن السلام بكل بساطة هو استمرار الاستيطان.

 

ولأنه أكبر من كلام ليبرمان الجاهل، فإنه يتجنب ما صرح به، فلا يستنكر كعادته في ممارسة حرفة الإدانة والاستنكار في الحالة الفلسطينية، بل يصمت و يلح في تكرار نفس النص، نفس المفردات، نفس الشرط العقيم (تمديد تجميد الاستيطان)، فلم يعد بالإمكان أكثر مما كان، سُنّة قهر، وأعراف مذلة.

تسكت المعارضات الفلسطينية، فهي على منوالها تسير، من الفراغ إلى الفراغ إلى العدم، ولله دره من عدمٍ، يقودها قانونٌ واحدٌ، لماذا نهدر الطاقات ونصبح من أهل الشياطين، فالمفاوضات إلى فشلٍ وزوال من تلقاء نفسها، لنوفرها(الطاقات) حتى يؤذن المؤذن أن ساعة الثورة قادمة، حينها نفعل فعلنا ونبذل جهدنا، ليكون على قدرٍ كبيرٍ من المنتوجية المبشرة بالتحرير والعودة.

 

تسكت الأمم الراقية على كلامٍ غير مباحٍ في زمن الديمقراطيات واحترام حقوق الإنسان، لا بل تصفق له، حتى من لم يعجبه كلام ليبرمان، فجري العادات، أن نصفق للمتحدث احتراماً لآمته الموغلة في الحضارة والوحشية، في الاستبداد والقهر، في القتل والإرهاب.

 

لا يحتار النص في الحالات الفلسطينيات، فهي تشي بجوهرها، ولا بأخواتها العربيات، ولا بأمهات الغرب الإنساني بوجهها الأوبامي، لكنه يكاد لا يصدق نفسه، في حالة مثل حالة دولة (إسرائيل)، ذاك المستوى من الكذب والاحتيال المنقطع النظير، والمؤسس دائما، على كذب أسطوري واحتيال تاريخي.

 

في زاويةٍ مظلمةٍ من زواريب مخيم عين الحلوة، مخيم ناجي العلي حيث كانت تنمو حناظله، المخيم المرتحل بين حالات الحصار والثورة، الغربة والمنفى،الحزن والجوع، التهميش والنسيان، رجلٌ ثمانيني، يتسع لذاكرة النكبة ويزيد، يعالج طلاسم الحاضر والمستقبل بابتسامة مجبولة بكل المشاعر المتناقضة: "نتنياهو المحتال وليبرمان العنصري وجهان لعملة واحدة، القيادات كلها بقضهم وقضيضهم و معهم عربنا أجمعين، وجوهٌ لعملة واجدة...... الله يخ..................."

التعليقات