31/10/2010 - 11:02

"كديما" سامي عيسى!/ وديع عواودة

قبل شهور كشفت جامعة أرئيل الإستيطانية القائمة على أرض فلسطينية مغتصبة عن قيام بعض رؤساء السلطات المحلية العرب منهم سامي عيسى رئيس مجلس محلي كفرقاسم بتقديم التهاني والشكر لها، وفي الأسبوع المنصرم عن إحتمال انضمامه إلى حزب ارئيل شارون " كديما".

وربما تفصح الأيام القادمة حتى نهاية فترة رئاسة مجلس كفر قاسم، الفهلوي المناوب سامي عيسى عن المزيد من "فتوحاته" الإعلامية والسياسية الجديدة التي يرفدها أو بالأحرى يشوشها بأقوال ملتوية بهلوانية وتعابير غائمة أملا بالإحتفاظ بخط الرجعة، واهما أن ذلك سيكسبه الدنيا والآخرة معا.

بوسعك يا سيد سامي أن تتنكر لذاتك فتخرج أهواءك إلى حيز التنفيذ وترتمي بحضن حزب صهيوني يتزعمه من تسبب ببحر من دماء ودموع أبناء شعبك الفلسطيني.

وإذا أقدمت على التنازل عن إنتمائك لشعبك بمؤازرة أبرز ديناصورات الصهيونية وتتوهم ببيع تبريرات واهية من ماركة " البراغماتية" و" حرية التعبير" وغيرها فاعلم أن أهالي بلدك الجريح لن يغرر بهم.

أهالي كفرقاسم وسائر الوسط العربي يدركون من لهم ومن عليهم ولا زالوا يتذكرون أن الدولة بقيادة حزبيها الصهيونين الليكود والعمل لا يزالان يرفضان الاعتراف بمجزرة 56 وتقديم الاعتذار الرسمي عنها حتى بعد مرور 50 عاما فهل تجتاز الحدود وتختار الاصطفاف الى جانب من اسال دمهم دمك؟

واذا قررت، مار سامي، التفريط بالثوابت الوطنية لشعبك والانضمام الى "كديما" فلك أن تسارع بذلك – كاديما.. قبل أن يفوز باللقب من هو اسرع منك وانشط ولكن من حق من اختارك مرشحا للحركة الاسلامية في انتخابات المجلس البلدي ومنحك الثقة ان تعيد لهم هذا التفويض بدلا من استغلاله في تسويق مصالح سياسية تفوح منها روائح كريهة.

ورغم عدم الاعلان الرسمي لانضمامك الى حزب شارون الا انك قلت (_ الاتحاد- الاثنين) انه "لكل مرشح الحق ان يفكر ويناقش هذا الامر دون اللجوء الى اغلاق افواه العالم بحجة الوطنية والوطن".

ومثل هذا الكلام المتحذلق لا يخفف من وطأة الصدمة ومن خطورة احتمال انضمام إبن الحركة الاسلامية لحزب شارون حتى لو تم ذلك حتى الان بلغة الغمز واللمز فهذا ايضا يسبغ الشرعية للردة الوطنية، ولا نقول الدينية، التي يحلم بها من يتربصون بمصالح المواطنين العرب والشعب الفلسطيني برمته.

ولك ان تستخلص الدروس من سقطة زميلك في الحركة النائب السابق توفيق الخطيب الذي ارسلته الحركة نائبا عنها الى الكنيست فعاد منتميا الى حزب ميرتس الصهيوني وسرعان ما اكتشف انه احرق كافة اوراقه وشبت بتلابيب عباءته.

وما يثير الاستغراب هو صمت الشيخ عبد الله نمر درويش، المرشد الروحاني للحركة الاسلامية حيال هذه التسريبات والتصريحات المتلعثمة بنصف الفم عن احتمال انضمام تلميذه سامي عيسى الى حزب شارون فهل السكوت علامة الرضى؟ وهل هو مرتبط بالحسابات الداخلية الجارية داخل الحركة هذه الأيام؟ والا فلماذا السكوت على خطوة كهذه من قبل شخص يفترض ان يكون محط اقتداء؟

التعليقات