31/10/2010 - 11:02

الدولة تنفذ وما زلنا نطلق الشعارات!!../ خالد خليل

الدولة تنفذ وما زلنا نطلق الشعارات!!../ خالد خليل
منذ تشكيل حكومة نتانياهو – ليبرمان، ازداد بشكل ملحوظ تنفيذ المخططات العنصرية الموجهة ضدنا نحن العرب سكان البلاد الأصليين. ولا تخفي هذه الحكومة الأهداف الحقيقية من وراء تنفيذ هذه المخططات، بل تجاهر بها على الملأ دون رادع أو خجل.

وهي تؤكد أنها ستمضي في سن القوانين العنصرية وخنق التطور الجغرافي والدمغرافي للمواطنين العرب من خلال الهدم والمصادرة وتقليص مناطق النفوذ، نحو مزيد من التهويد الذي يطال اللغة والمكان والذاكرة. فوزير المواصلات أكدّ مجددًا هذا الاسبوع أن مشروع تغيير أسماء المواقع والمدن العربية خرج إلى حيّز التنفيذ، وعمليات هدم البيوت مستمرة في القرى والمدن العربية، وكان آخرها هدم سوق السعدي في أم الفحم، واجبار المواطن الطيراوي محمد حجاج على هدم بيته بيديه، في حين أصبح بناء مدينة للمتزمتين اليهود على الأراضي العربية في وادي عارة في مراحل متقدمة من التخطيط، وأضحى توطين مستوطنين في الأحياء العربية في مدينة حيفا وإخلاء المواطنين العرب من منازلهم قاب قوسين أو أدنى.. والقادم أخطر!!

فماذا تفعل القيادات العربية مقابل ذلك؟! حتى الآن إسهال من التصريحات والبيانات المنددة المليئة بالغضب وعبارات التحدي، إلى جانب بدء نشاطات عملية شعبية ملموسة من خلال تشكيل لجان شعبية في حيفا والطيرة ومنطقة وادي عارة.

وهذا بدون شك أمر جيد ومبارك، لكنه للأسف لا يرقى حتى الآن إلى مستوى التحديات المذكورة. لأنّ استراتيجية التهويد بحاجة إلى مواجهتها باستراتيجية نضالية حقيقية تنخرط فيها الجماهير العربية في كل المدن والقرى العربية، وهذه الاستراتيجية يجب أن تكون موحدة ومشتركة لجميع القوى الفاعلة على الساحة في إطار لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب.

لقد استنفذت الشعارات دورها وينبغي البدء ببرامج نضالية عملية ومحددة وبدون تأتأة…

في الأسبوع الماضي طالب أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح لجنة المتابعة بعقد مؤتمر عام للجماهير العربية، إلا أن هذه الدعوة لم تلقَ حتى الآن آذانًا صاغية، حيث ما زالت بعض القوى السياسية منعزلة في قوقعتها الفئوية الضيقة.

نخشى أن لجنة المتابعة وعلى الرغم من أهمية دورها القيادي للجماهير العربية، ستتخلف عن مستوى النضال الشعبي الذي لا بد أن ينطلق من القرى والمدن العربية، وهذا التخلف سوف يؤثر سلبًا على مصداقية هذه اللجنة التي نريد لها أن تكون قائد الجماهير العربية بشكلٍ فعلي وموجهة لنشاط اللجان الشعبية المحلية وليس العكس.

إن تسارع الأحداث كما يبدو سيفرض ردًا جماهيريًا شعبيًا سريعًا، فهل تأخذ لجنة المتابعة زمام المبادرة؟! وتعلن برنامجا نضاليا يشمل مؤتمرا عاما للجماهير العربية ومظاهرات احتجاجية إلى جانب نضالات وفعاليات مكثفة تفرض على الدولة وقف برنامجها العنصري؟!

وهل تتحرك الحركات والأحزاب المصنفة على الحركة الوطنية في الداخل من أجل توحيد كلمتها وفعلها النضالي في مواجهة المد العنصري والحفاظ على منجزات الحركة الوطنية؟!

ربما آن الأوان لأن تعقد الحركة الوطنية مؤتمرها الخاص بها وتضع استراتيجية موحدة لصراعنا مع السلطة ومخططاتها من جهة، وتصوب مسارات العمل التحالفية والجبهوية في إطار لجنة المتابعة.

التعليقات