31/10/2010 - 11:02

حقاً، التجمع أقوى بشعبنا!../ د.جمال زحالقة

حقاً، التجمع أقوى بشعبنا!../ د.جمال زحالقة
خاض "التجمع الوطني الديمقراطي" هذه الانتخابات تحت شعار: شعبنا أقوى بالتجمع، وهبّ الناس لنصرة الحركة الوطنية وأثبتوا للجميع أن التجمع أقوى بشعبنا.

منحت جماهيرنا التجمع ثقتها، وحققنا معاً نصراً كبيراً للحركة الوطنية، وهذا انجاز كبير ليس للتجمع فحسب بل لكل أهلنا في القرى والمدن العربية. وما يزيد هذا النصر حلاوة هو أن الأحزاب الصهيونية قد هزمت شر هزيمة في صفوف أهلنا، وأن الأحزاب العربية عموماً حققت انجازات هامة.

لقد تحقق النصر بمجهود كوادر التجمع التي استنفرتها التحديات التي واجهها الحزب. وتحقق بمساندة أصدقاء التجمع، الذين بذلوا جهوداً لا تقل عن الأعضاء المنظمين. وتحقق بالمساهمة النوعية للوطنيين الشرفاء الذين هبوا لنصرة التجمع وخطه السياسي، مترفعين عن النقاشات الهامشية.

وتحقق بفضل الكوادر الجديدة التي عززت قوة التجمع في كل بلد وبلد. وتحقق بالتفاف الشباب، الذين أدركوا أن التجمع هو عنوان عزة وكبرياء أهل البلاد الأصليين.

وتحقق بما قامت به النساء من جهود جبارة لتحقيق النصر للحركة الوطنية ولإنجاح أول امرأة عربية تمثلنا في البرلمان.

كما تحقق بالنشاط المميز للنائب عباس زكور والكوادر التي عملت معه بتفان وإخلاص، وأيضاً بفضل ما قام به السيد عوني توما رئيس مجلس كفر ياسيف المحلي من جهود جبارة لحشد أوسع دعم للتجمع.

تحقق النصر، رغم التحديات، ورغم الصعوبات التي واجهها التجمع. فقد ظنت السلطة ومن تساوق معها أن الملاحقة السياسية ستضرب التجمع، وأن استهداف القائد الوطني الدكتور عزمي بشارة، سيقضي على الحزب. وصدّق بعض الأقزام الشائعات التي اخترعوها بأنفسهم للتشكيك بقوة التجمع فجاءت النتائج صفعة مدوية لكل من سعى لضرب التجمع ولكل من حاول التطاول عليه. وجاءت بشرى سارة لأهلنا في الجليل والمثلث والنقب، ولجماهيرنا في كل مدينة وقرية.

عندما فجروا قضية الدكتور عزمي بشارة، كان ردنا بكلمة واحدة: نتحداهم!. واتهمَنا بعض صغار النفوس بالمبالغة أو بأننا لا نقصد ما نقول.

ها هو التجمع اليوم يصرف فاتورة التحدي. ها هو يثبت للقاصي والداني أن الحركة الوطنية بخير، وأنها راسخة في هذه الأرض الطيبة، التي نبتت فيها وستبقى فيها متحدية مرفوعة الهامة، تخطو إلى الأمام بثقة لتشق الطريق في الطليعة. لا تلتفت إلى المتخلفين عن الدرب، درب الحرية والكرامة.

لقد نجح التجمع وحقق النصر لأنه بالذات حزب التحديات والتجديد المستمر. آن الأوان لنكشف عن سر نجاح التجمع، ومن حق أهلنا أن يعرفوا الحقيقة، التي يحاول المتطاولون على الحركة الوطنية إخفاءها. فالكثيرون يعتقدون، بخليط من سوء النية والغباء، أن التحديات التي يواجهها هذا الحزب ستضعفه وتنال منه، ونحن نقول العكس هو الصحيح.

منذ قيامه يتعرض التجمع للملاحقة السياسية، وبلغ الأمر ذروته باستهداف الدكتور عزمي بشارة، ظناً منهم أن التجمع هو حزب الرجل الواحد وان غياب بشارة سيقضي على التجمع. لقد تحدينا هذا التحدي وكانت ردة الفعل استنفار كوادر التجمع وتضامن الوطنيين الشرفاء ومزيداً من الالتفاف الجماهيري حول الحزب، والنتيجة أن التجمع تجاوز التحدي وهو أقوى وأشد عزيمة، والضادات التي ملأت الصناديق هي أصدق إنباء على ذلك.

تعرض التجمع خلال المعركة الانتخابية لحملة تشكيك بقدرته على النجاح، والنتيجة كانت استفزاز كوادر الحزب وكل الوطنيين وحضّهم على مضاعفة عملهم لتحقيق النصر. نكاد، لولا علمنا بسوء نية المشككين، أن نشكرهم لأنهم أقنعوا بكلامهم هذا الكثيرين للتصويت للتجمع وحتى للانخراط في العمل معه.

عندما قرر التجمع تحصين مكان مضمون للمرأة، وعندما رشح امرأة في مكان مضمون، بدأت حملة وشوشات من بيت إلى بيت، بأن التجمع حزب مغامر وأن هذا الترشيح لن يجلب له الأصوات وسيعرضه للخطر. كان جواب التجمع على هذا الأمر هو وضع قضية ترشيح المرأة في صدارة حملته الانتخابية واثبت للجميع بأن قراره لم يكن صحيحاً من الناحية المبدئية فحسب، بل من الناحية العملية أيضاً، وبرهن أن ترشيح المرأة زاده قوة وشعبية بين الرجال والنساء.

لقد خاض التجمع هذه الانتخابات مؤكداً على موقفه السياسي وعلى التزامه بحقوق شعبنا بلا مساومة. حين عبّر التجمع عن وقوفه ضد نهج السلطة في المفاوضات العبثية والتساوق مع المشاريع الأمريكية، وعن موقفه الداعم لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال، لقي ذلك تجاوباً منقطع النظير في كل زيارة وفي كل حلقة بيتية وفي كل اجتماع شعبي. كانت مواقف التجمع في المعركة الانتخابية واضحة وحازمة، فيما حاول المنافسون التهرب من النقاش السياسي، وكأن الانتخابات ليست أمراً سياسياً.

لقد انتهت الانتخابات بنصر جديد للتجمع، وعلينا أن نبدأ حالاً بانطلاقة جديدة للحزب في كل المناطق وفي كل البلدات، بين الشباب والنساء والرجال، بين المثقفين والعمال وفي كافة شرائح المجمتع. اجتاز التجمع بنجاح وبجدارة أكبر التحديات التي واجهها منذ إقامته، وأمامه اليوم مهام كثيرة وجسيمة وتحديات صعبة.

من حق كوادر التجمع وكل من سانده في هذه المعركة الانتخابية أن يفخروا وأن يفرحوا وأن يحتفلوا بالنتيجة المشرفة التي حصل عليها التجمع. من حقهم ذلك، ولكن بعد ذلك علينا جميعاً أن نشمر عن سواعدنا لمواجهة التحديات وأن نمضي قدماً في مسيرة التحدي، مسيرة التجمع والحركة الوطنية. لقد منحتنا جماهيرنا ثقة غالية، وثبت أن التجمع أقوى بشعبنا، وهذا يزيد من التزامنا ومسؤوليتنا لتكثيف العمل على ترسيخ أن شعبنا أقوى.

حقاً، شعبنا أقوى بالتجمع.

التعليقات