31/10/2010 - 11:02

حوارات ساخنة وأهداف باردة و ميته !/ نزار السهلي

-

حوارات ساخنة  وأهداف باردة و ميته !/ نزار السهلي
تبدو صورة الحوار الآتية من القاهرة بشقي التهدئة مع إسرائيل وتأجيل جلسات الحوار المنتظرة نهاية الشهر الحالي غير مكتملة الوضوح لحجم الملفات المتعلقة بهذا الجانب التفاوضي ان كان لجهة خوضه مع الجانب الإسرائيلي ومع طرفي الصراع في الساحة الفلسطينية وغياب إستراتيجية فلسطينية موحدة اتجاه قضية التهدئة والحوار الوطني الفلسطيني على اسس وطنية تكفل استمرار توحيد الجهد النضالي الفلسطيني المشتت مقابل إستراتيجية إسرائيلية تمارس الابتزاز السياسي للطرف الفلسطيني والعربي الراعي لتلك الحوارات والجهود

واستنادا لنتائج الانتخابات الإسرائيلية والمواقف المعلنة لأحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي المهددة والمشترطة لأي تشكيلة حكومية قادمة في إسرائيل ان تتبنى سياسة العدوان المتواصل ضد الفلسطينيين وشطب مقاومتهم والاحتفاظ بلاءات اليمين الشهيرة المتعلقة بالقدس واللاجئين والحدود وجميعها تؤشر إلى وجوب أن يندفع الطرف الفلسطيني في إعادة صياغة رؤيته الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة التمسك بالحقوق الوطنية ورمي أوهام المفاوضات وراء ظهره والتطلع لبناء وحدته الوطنية المرتكزة على مقاومة مشاريع الاحتلال ونسف شباكه المنصوبة أمام مشروعه الوطني

إن المبادرة الفلسطينية المطلوبة حقا ومن كل القوى الوطنية الفلسطينية والفصائل هي السير باتجاه إعادة اللحمة لكل القوى واستعادة منظمة التحرير على قاعدة التسلح ببرنامج وطني قادر على إحباط مشاريع العدوان الصهيوني المتواصل على كل الأرض الفلسطينية بما سيكفل لمنظمة التحرير المساهمة بدور فاعل في توحيد الجهود الوطنية لدرء مخاطر العدوان وهذا يقودنا إلى التأكيد على أهمية مشاركة المنظمة في قيادة عملية رص الصفوف التي باتت مطروحة بإلحاح على كافة الوطنيين الفلسطينيين للتصدي لنهج اليمين الصهيوني المستمر في عدوانه وتوجيه صفعة له من خلال الإسراع في عملية الحوار الوطني وقطع الطريق على مشاريع الانقسام المدعومة إسرائيليا وعربيا وهذا يقودنا الى القول اذا لم تكن جولات الحوار للمصالحة الوطنية الفلسطينية المستندة أساسا على ارتكازات وطنية فلن تكون لها أهداف واضحة وستسهل استمرار العدوان والحصار ومشاريع التهويد والاستيطان في الارض الفلسطينية وستستمر نداءات التحذير من الحفريات التي تهدد المسجد الأقصى وباقي النداءات التي تحذر من واقع عدوان الاحتلال دون إجابة وجدوى ما لم تكن محتضنة من قوة فلسطينية متحدة تلجم العدوان ومن يتستر ويتآمر معه وستبقى ذات الشخوص التي نصبت نفسها على انها أمينة على المشروع الوطني الذي فتتته و بعثرت نضاله في مشاريع وأوهام مسخت القضية كلها وأدخلتها عنق الزجاجة

إن عدم قدرة الأطراف الفلسطينية على ترتيب البيت الفلسطيني رغم العدوان والعدد الكبير من الشهداء وصعود حكومة أكثر عنصرية ودموية في إسرائيل واتضاح أهدافها المعلنة اتجاه الشعب الفلسطيني سيجعل من الطرف الفلسطيني الدوران في مربعات الحصار و العدوان والغوص في تفاصيل الاملاءات المفروضة التي تعبر عن رغبة أطراف فلسطينية بعدم رغبتها وجديتها للحوار
فإذا لم تكن فلسطين القاسم المشترك لأطراف الحوار للبدء الفوري بإعادة اللحمة للمشروع الوطني الفلسطيني والاتفاق على رؤى وطنية فلا مصر ولا قطر ولا أي راعي للمصالحة يستطيع جمعها ما لم تجمعهم فلسطين كقضية وطنية تتطلب البدء الفوري بالحوار دون وسيط لان فلسطين حاضرة وحاضنة لكل أبناءها على مدار التاريخ
وسياسة المماطلة والعدوان والابتزاز التي تمارسها إسرائيل تقتضي الإسراع في تحصين الوضع الفلسطيني وعدم إضاعة الوقت والجهد وترك الشارع الفلسطيني تتقاذفه التجاذبات والتناحرات والانقسامات التي أضعفت المشروع الوطني الفلسطيني وجعلت من أوهام المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي إستراتيجية لها دون الالتفات الى واقع الشعب الفلسطيني بإستراتيجية وطنية جامعة تمكنه من الصمود و مقاومة المحتل الذي يمعن في فرض املاءات وشروط جديدة طالما رضي الطرف الفلسطيني التساوق معها في كل مرحلة من مراحل الصراع وهذا التماهي مع عقلية المفاوضات يشكل خطورة بالغة على المشروع الوطني الفلسطيني الذي ساقته أطراف فلسطينيه وعربية وارتضت لنفسها أن تكون وسيطا بين الذات وبين المحتل وفي كل مرحلة يتضح شكل المؤامرة والعقلية التي تقود المشروع الفلسطيني ورؤيته الغير واضحة الأهداف , فعندما يصف احد " أعضاء المجلس التشريعي" محمد دحلان رجلا مجرما مثل افيغدور ليبرمان على انه رجل سلام بكل أطروحاته العنصرية الداعية الى ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وإعدام ممثليهم والقضاء على مقاومتهم كشرط لدخوله حكومة الاحتلال فتلك كارثة ما بعدها كارثة ان يبقى كهذا في المجلس التشريعي ويقدم نفسه على انه يمثل الناخب الفلسطيني , وهم كثر الذين يقدمون انفسهم ممثلين للصوت الفلسطيني الذين يأخذون على عاتقهم اخفات وإسكات هذا الصوت بعد التسلق إلى سدة القرار وما تشهده المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة والقطاع ما هي إلا دليل على ما نقدمه

ان العقلية الصهيونية أيا تكن الحلة التي يرتديها لن يعترف بأي حق من حقوقنا الوطنية التاريخية مهما تواضع واظهر بعض المرونة الشكلية في لعبة المعابر وغيرها وأمعن في الاملاءات المفروضة على الأرض من الحواجز والحصار والاستيطان والتهويد فهو يشجع بعض الواهمين المتعطشين للسقوط أكثر فأكثر في وهم المفاوضات العقيمة والعبثية عبر حوارات ساخنة وأهداف باردة و ميتة.

التعليقات