31/10/2010 - 11:02

خوفا على الجاثمين وعلى سمير.../ فادي العلي*

خوفا على الجاثمين وعلى سمير.../ فادي العلي*
ليس صحيحا، سمير القنطار لم يكن أسيرا، بل نحن الأسرى، هذا ما يطلقه لسان المنطق... سمير القنطار حرا، ونحن سجناء نقبع في سجن جديد لا يعرفه سمير، ولا تراب الشهيدة دلال..
تركتمونا أحرارا.. وعدتم أبطالا، والآن نحن على أسر..

قد لا يكون هذا خطابا لائقا بمناضل عريق كسمير القنطار، وبجثمان فتاة لا تموت اسمها دلال، لكنها الحقيقة الآن.. والواقع ختمه الحقيقي.. فسمير القنطار سار إلى وطنه أمام الجميع حرا، وعاد رمزا، ودلال ذهبت بجسدها النبيل إلى حتفه، وعادت برماد من ذهب.. لكننا نحن لسنا كما كنا يا سادة..

فهل يعلم سمير القنطار، بأن أمة بأكملها قد لا تكلف نفسها عناء مشاهدة عودته المشرفة إذا ما تلاقت ساعة عودته إلينا مع ساعات عرض مسلسل مدبلج نسجه سينارست فاشل، وبثثته إلينا أنامل لا ترى في هذا العالم سوى براميل نفط وأكياس نقود، قد يعود أصلها إلى تاريخ تتدفق الأكاذيب من ثقوبه، ولا نعرف عنه شيئا، فأنت يا سمير ومن ساروا معك.. الحقيقة الوحيدة التي نعرفها.

هل يعلم سمير القنطار، بأن النفط تغلغل فينا حتى النخاع، وأننا نصبنا من الاستهلاك صنما جديدا، وبأن جثة دلال حية حتى الآن، ونحن من تحولنا إلى أكوام من الجثث..

هل تعلم دلال، بأن ممالك النفط هي من تحكمنا الآن، وأن ثقافة غياب العقل باتت عصرية، و فقدان الوعي مسألة حضارية، ومن يخالفها أحمق يحمل كل الأشياء بالعرض.. حتى الوطن.

هل يعلم سمير.. أننا ودعنا البندقية ورحلنا إلى رغيف الخبز، وتنكة البنزين، إنها يا سمير قيم النفط..

هل تعلم بأن الكوفية تعلق على الحيطان إلى جانب صورة قد تعود لنجم مسلسل تركي لا يدرك من بداخلها حتى هذه اللحظة لماذا وهبه العرب هذه الشهرة؟؟

هل تعلم بأن مارسيل بات وحيدا؟ وبأنه لن يصمد في وجه ساعة فضائية نفطية تعرض لنا رجلا أبلها وهبه الزمن حزمة من حبال الصوت..

هل تعلم دلال، بأننا أمة ملت من تعداد الشهداء؟؟

هل تعلمون، أن ناشطي حزب المطر... وحدهم في انتظاركم؟؟

التعليقات