31/10/2010 - 11:02

كش ملك.. نووي../ غسان الشامي

كش ملك.. نووي../ غسان الشامي

استفاضت رايس وغيتس في الحديث عن النووي الإيراني في محاولة لجذب اهتمام القيصر إلى عقوبات جديدة أكثر بولتونية على طهران، وعندما أنهيا الحديث التفت بوتين ببرود يشبه اندلاق سطل ماء سيبيري مجيباُ انه لا يوجد
"إثبات" على أن إيران تقوم بتطوير سلاح نووي.. ربما نسيت رايس وقتها أنها بنت مجدها السياسي على خبرة أكاديمية بالاتحاد السوفييتي.. الذي صار سابقاً، وأن حرباً أشد برودة باتت تناوش تخوم الدرع الصاروخي.

أنهى بوتين الاجتماع وتوجه للقاء ميركيل متغاضياً عن دسّ استخباري بأن اغتيالاً ينتظره بعد ساعات في طهران، التي حط فيها رافعاً قبّة وحرارة بوشهر والتبادل التجاري من ملياري دولار هذا العام إلى 200 مليار دولار في الأعوام العشرة المقبلة، معترفاً بدور إيران الإقليمي...

غليان في طنجرتين، الأولى فوق موقدة بوش الذي استشاط للتبشير بحرب عالمية ثالثة إذا وصلت إيران للتكنولوجيا النووية. والثانية في مطبخ منزل إيهود أولمرت، الذي يخضع للسؤال عن ثمنه الحقيقي، مما استدعى منه طلب موعد موسكوفي على عجل كي يستكنه حجم وألوان السجادة العجمية الجديدة في بلاط كاترين.

لم تعد الأمور محصورة إذاً بعربِ مستزحفة.. أو بحلفاء يصبغون شعورهم لتخبئة فعل السنين بشعوبهم، بل بعصابة نفط تكساس وقبيلة هيكل سليمان، بين رائحة محطة محروقات ديك تشيني وذبائح إليوت أبرامز الشرعية من جهة.. وبين أكاديمية صدئة لكوندي وواقعية عسكرية لروبرت غيتس..إنه الحد الفاصل إذاً.

منذ مدة خرج "العربي المجنون"أقصد جون أبي زيد، وهذا لقبه في ويست بوينت، والذي تقاعد في آذار الماضي، ليقول إنه يمكن للولايات المتحدة وحلفائها التعايش مع إيران نووية.. البعض قال أن "الجدبنة" عادت لتلعب في جمجمة قائد القوات الأمريكية السابق في العراق، لكن كلام الجنرال هذا لاقى ترجيعاً لدى أترابه في أمريكا ونقزة في إسرائيل، فأحد المسؤولين الكبار السابقين في الخارجية الأمريكية قال في حلقة نقاش إنه يقدّر بأن احتمال أن يقوم بوش بتوجيه ضربة عسكرية لإيران هو 2 / 5، فيما اعتبر البعض هذا الاحتمال في أقصى درجات التفاؤل، لأن كبار القادة العسكريين الأمريكيين يجدون صعوبة، إن لم يكن استحالة في شن هجوم يشمل 2200 موقع إيراني، دون غطاء من مجلس الأمن والأمم المتحدة وعدم رضى روسي وصيني، وانطلاقاً من الذرائع الواهية نفسها التي قدمها دوغمائيو الإدارة الأمريكية في الهجوم على العراق. يضاف إلى ذلك هاجس ونيران صبيحة اليوم التالي في مضيق هرمز وإسرائيل والنفط والعراق.

لذلك مهما انتفخت أوداج برنار كوشنير واستطالت يداه وتباعدت أصابعه وصقل لسانه كجرس إنذار أمريكي مبكر.. سيلحس كعادته كلامه ويضع يديه في جيبه لا يلوي على شيء، كما فعل ساركوزي عندما عاد من موسكو؟

كلام الجنرلات هذا قرأه أصحاب النجوم الخارجون من فرن الميركافا، تاركين أفيغدور ليبرمان يصقل لغته الروسية بعيداً عن أولمرت، وجنرالهم القصير باراك في واشنطن يبحث عن تمويل"للقبة الفولاذية" لحماية المزرعة التوراتية من قسّام وكاتيوشا وأبناء عمومتهما، محيلاًً الصواريخ البعيدة إلى المستر باتريوت والسناتور بنتاغون، ومحيلين صراخ أفراييم سنيه، حول وجوب تسخين الخيار العسكري الإسرائيلي ضد طهران لأن تأخيره أو إلغاءه قد يحمل آثاراَ وجودية على دولة إسرائيل، إلى القمامة.

ما الذي يحصل إذاً تحت لحاف التهويل هذا، وأين هي خطة "كش ملك" المعدّلة عما يسمى حرب الخليج الثانية التي أشارت إليها "الصاندي تايمز" الشهر الفائت وتدارسها جنرالات الجو والبحر الأمريكيون؟.. لا شيء فقد مات الملك وبقي من سيقال لهم قريباً "كش".. ابشروا أيها العرب الزاحفة..

التعليقات