04/01/2014 - 12:12

في انتظار من سيفشل المفاوضات../ مصطفى إبراهيم

الخشية قائمة من قبول السلطة الفلسطينية مقترحات كيري والموافقة على اتفاق الإطار من أجل مد عمر المفاوضات لأنها مبررها الوحيد للاستمرار، وهو ما سيفضح السلطة الفلسطينية لأن خيارها الوحيد هو المفاوضات وهو خيارها الإستراتيجي والوحيد

في انتظار من سيفشل المفاوضات../ مصطفى إبراهيم

في اسرائيل يبحثون في سيناريوهات ما بعد فشل المفاوضات، ويراهنون على الفلسطينيين في إفشالها، في ظل الجهد الكبير الذي يبذله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجولاته المكوكية والضغوط والتهديدات التي يطلقها ضد الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ولا نعلم ما هي حقيقة الضغوط الذي يقوم بها كيري ضد إسرائيل، و حديث كيري الجدي عن ما يسمى اتفاق الإطار.

جون كيري زار إسرائيل الخميس الماضي للمرة العاشرة في أقل من سنة، وأوضح ما جرى أكثر من مرة بجلاء على مدى الشهر الماضي، وهو سيتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يتخذا قرارات ستقرر ما إذا كانت ما يسمى عملية السلام على حافة اختراق تاريخي أو على الطريق نحو الفشل وانفجار خطير.

ومع ذلك ما يعلمه الفلسطينيون عن المفاوضات هو ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية ويدورون في فلكها، وحقيقة ما تبثه من معلومات متلاحقة ومدى صحتها من عدمه، و لم نسمع من الرئيس وفريقه سوى أنهم متمسكون بالثوابت الفلسطينية، ولن يتنازلوا عن أي منها، في الوقت ذاته هم مستمرون في المفاوضات وغول الاستيطان مستمر في تهويد مزيد من الأرض الفلسطينية المغتصبة.

المعلومات تتحدث عن مقترحات كيري واتفاق إطار مقدم للرئيس عباس و نتنياهو يعرِف المبادئ التي ستتقرر وفقا لها أكثر المواضيع حساسية حدود 1967، والترتيبات الأمنية في الأغوار، وقضية اللاجئين وتقسيم القدس، ومسألة ضم أراض من المثلث داخل حدود 48 إلى الضفة الغربية بدلا عن الكتل الاستيطانية.

وهي في الحقيقة محاولة خطيرة من كيري لفرض حل على الفلسطينيين ومشروع تصفية القضية الفلسطينية إذا ما وافق الرئيس عباس عليه، وهو أيضا تخليص كيري لنتنياهو من ورطة فشل فرض حل عليه، وإنقاذ إسرائيل من أي مسؤولية في فشل المفاوضات وهو بمثابة مد طوق النجاة لإسرائيل، وعدم تحميلها عبء ووزر فشل المفاوضات وحدها وتوزيع الفشل على الطرفين.

الفلسطينيون لا معلومات لديهم عن ما يدور، وما هي حقيقة موقف القيادة الفلسطينية، وما هي الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس ورعبه من أن يتحمل المسؤولية عن فشل المفاوضات، وما حقيقية موافقته على اتفاق إطار. ويتساءل الفلسطينيون عن حقيقة المعلومات التي تضخها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قرب التوصل إلى التوقيع على اتفاق إطار قريبا، وهم ينظرون بعين الشك لذلك.

وينتظرون أن يطلعهم أي من فريق المفاوضات بصراحة عن المعلومات التي تتحدث عن ذلك وبشفافية، وليس من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية. وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تتوقف لحظة عن نشر المعلومات تتعلق بمستقبل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بعد أن بدا أنها على وشك الانفجار، مع اقتراب نهاية المدة المحددة لها، وهي تسعة أشهر مع إطلاقها في شهر تموز/يوليو الماضي.

يقول المحلل في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، باراك رافيد "لقد تمكن كيري بجهد ضخم وتصميم لا سابقة له تقريباً من جلب نتنياهو وعباس، الزعيمين اللذين لا يصدق أي منهما كلمة يقولها الآخر، إلى عملية دبلوماسية مهمة. ولم يحسب هذان الرجلان، اللذان لا يريدان سوى لوم الجانب الآخر على الفشل، أنهما سيبلغان هذه النقطة".

الحقيقة أن إستراتيجية كيري قائمة فقط على الضغط على السلطة الفلسطينية، وإجبارها على الرضوخ لمقترحاته في ما يسمى اتفاق الإطار، والقرارات التي سيتعين عليهم اتخاذها في ظل التهديدات التي يطلقها كيري، يجب أن يتم الرد عليها بالمصالحة وإنهاء الانقسام والتوجه نحو خيارات أخرى يمتلكونها.

لكن الخشية قائمة من قبول السلطة الفلسطينية مقترحات كيري والموافقة على اتفاق الإطار من أجل مد عمر المفاوضات لأنها مبررها الوحيد للاستمرار، وهو ما سيفضح السلطة الفلسطينية لأن خيارها الوحيد هو المفاوضات وهو خيارها الإستراتيجي والوحيد.
 

التعليقات