10/02/2016 - 17:47

احتمالات ساندرز مرشحا للديمقراطي الأمريكي ورئيسا../ د. مسعود إغبارية

السناتور برني ساندرز: احتمال كبير لحصوله على ترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي وفي النهاية حصوله على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية

احتمالات ساندرز مرشحا للديمقراطي الأمريكي ورئيسا../ د. مسعود إغبارية

السناتور برني ساندرز: احتمال كبير لحصوله على ترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي وفي النهاية حصوله على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية


من يتابع باهتمام المعركة الانتخابية لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي بها ستجرى الانتخابات العامة في شهر تشرين الثان/نوفمبر 2016 يتوصل إلى نتيجة أن هناك احتمالا كبيرا أن يحصل السناتور الأمريكي برني ساندرز عن ولاية فيرمونت الأمريكية على ترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي مقابل المرشحة المنافسة هيلاري كلينتون، وفي النهاية احتمال فوزة في انتخابات الرئاسة الأمريكية ليصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية. وكان من المتوقع أن يحصل على أغلبية في الانتخابات الأولية في ولاية نيوهامبشر الأمريكية بعد أن حصل على تأييد نصف الأمريكيين كما عكستها استطلاعات الرأي العام بعد أن كان قد بدأ معركته الانتخابية قبل عدة اشهر في غياب المجهولين.

ما يقوم به سناتور سنادرز وما تركه على فئات كبيرة بين الأمريكيين أنه في حقيقة الأمر يشكل ظاهرة تغيير في مُدخلات ومُخرجات النظام السياسي الأمريكي وفق الإطار النظري لعالم السياسة الأمريكي ديفيد إيستون التي بدأها الرئيس باراك أوباما نفسه حيث عكست تغييرات أساسية في مطالب وحتى مفاهيم الأمريكيين تجاه النظام السياسي، حين يلاقي المسار القديم، التقليدي، صعوبات في تلبية مطالبهم، وخاصة في عصر أصبح به الإنسان عالما بحد ذاته ولم يعد هناك سدود اجتماعية وثقافية وسياسية بين الأمريكيين. في حوار انتخابي وصف سناتور ساندرز ما يقوم به بأنه 'ثورة سياسية'. في السنوات القليلة السابقة وتحديدا منذ عام 2008، نجح الرئيس أوباما في التغيير لأنه عرف أن الأرض سانحة لمثل هذا، وكان أبرز سمات هذا التغيير نجاح أوباما في المعركة الانتخابية الأمريكية ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة لأن الوضع الاقتصادي كان صعبا، والولايات المتحدة منشغلة في حربين عبر البحار، في العراق وفي أفغانستان، والشعب كان يطالب بأجوبة عينية، ولم يعد عنده مشكلة أن يكون الرئيس من فئة معينة وليس أخرى. يمكن اعتبار أوباما من أبرز طلائعي التغيير، بقدرته الخطابية والتنظيمية، وفحوى ما طرحه فكرا وممارسة على إقناع الأجيال القادمة للفوز بالترشيح من قبل الحزب الديمقراطي، ثم بالرئاسة الأمريكية ولمرتين متعاقبتين.

استمرارا لهذا، أي مسيرة التغيير، وإن كان هناك خلاف بين بيئة وأخرى فمن المتوقع أن يحصل السناتور  ساندرز على ترشيح حزبه الديمقراطي لدافعين أساسيين: روح التغيير ما زالت تعم الأمريكيين بشكل كبير، وثانيا التغيير الذي بدأه الرئيس أوباما أثمر بشكل كبير وأخرج الولايات المتحدة من أزمة اقتصادية لم تعهدها منذ عام 1929 عام الانهيار الاقتصادي الكبير، وهناك من يجزم أنه منع انهيار الإمبراطورية الأمريكية كما توقعها المؤرخ الأمريكي المشهور بول كنيدي Paul Kennedy مؤلف كتاب 'صعود وانهيار الدول الكبرى'، وأخذ بنظرية كنيدي نفسه كي يتجنب تلك الانهيار، ونجح في الأمر إلى حد بعيد.

يبدو أن روح التغيير القوية في الولايات المتحدة قد فهمها ورآها جيدا المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وحقق انتصارات كبيرة أولية في الانتخابات وعلى وجه التحديد في استطلاعات الرأي العام. غير أنه تمادى في الأمر ويلاقي صعوبات جمة قد تؤدي به لخسران ترشيح الحزب الجمهوري المنافس، وخاصة حين أعلن حربه على الأقليات في الولايات المتحدة، من أبرزها المهاجرون من جنوب ووسط أمريكا (اللاتينوس) والمسلمون، وأنه بالغ في تصرفاته السلبية المخالفة لقواعد اللعبة داخل الحزب الجمهوري نفسه. من جهة أخرى هناك من يعتقد أن الحزب الجمهوري بعد لم يأت بعد بمرشح قوي يستطيع مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي لأسباب كثيرة منها أن هناك مشاكل تواجه المرشحين البارزين بين المرشحين الجمهوريين. على سبيل المثال، المرشح الجمهوري سناتور كروز، الذي حصل على المرتبة الأولى في ولاية إيوا، ليس محبوبا بين أوساط كثيرة من الحزب الجمهوري. هذا الوضع بمجمله سيقلل من الدعم الفعال.

معالم في طريق سناتور ساندرز:

سوف نستعرض فيما يلي معالم ومؤشرات على طريق سناتور ساندرز قد تؤهله الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي، ولاحقا في الفوز في انتخابات الرئاسة، وسوف نعرج شيئا ما على مواقف له تجاه القضية الفلسطينية ولو كانت قبل عشرات السنوات.

قضى  ساندرز معظم حياته السياسية سواء كرئيس بلدية بارلينغتون في ولاية فيرمونت أو كعضو مجلس النواب الأمريكي أو كعضو مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 2005 في خدمة الطبقات والجماعات الإنسانية التي تستحق المساعدة والدعم، وتحديدا أصحاب الدخل المحدود. لذلك ليس من الغرابة أن يبادر في عام 1991 إلى تأسيس مجموعة من أعضاء مجلس النواب الأمريكي ويطلقون على أنفسهم الأعضاء التقدميين. وفي هذا الإطار كان يعمل جاهدا لتقليل تأثير أصحاب الأموال المسيطرين، وفق وجه نظره، على الدولة الأمريكية ونسبتهم لا تزيد عن 1 بالمائة. كان شعاره وما يزال 'دولتنا يجب أن تكون تابعة لنا وليس فقط ل 1% من المواطنين'. إن وصف نفسه بصفة 'تقدمي' أي أنه يتقدم على غيره بالأفكار والمبادرات والنشاطات والأعمال من أجل خدمة الشعب العام، التي تعود في التاريخ الأمريكي إلى كل من الرئيس ودرو ولسون في العقد الثاني من القرن العشرين والرئيس فرانكلين روزفلت في السنوات الثلاثين والأربعين من القرن العشرين، تجعله جذابا في أوساط الأجيال الشابة، ومن يعتزون بمواقف سياسيين عظام في التاريخ الأمريكي في القرن العشرين. وقد لاقى سناتور ساندرز بعد أن بدأ حملته الانتخابية الحالية تأييدا من أوساط الشباب، وتأييد أعضاء مجموعة أعضاء الكونغرس التقدميين في بداية الحملة الانتخابية منذ أكتوبر 2015 ومن بينهم عضو مجلس النواب ممثل المنطقة الخامسة من ولاية منسوتا الأمريكية كيث أليسون، Keith Ellison وهو المسلم الوحيد في الكونغرس الأمريكي المكون من مجلسي النواب والشيوخ. قال أليسون في شرح الدوافع التي جعلته يؤيد سناتور ساندرز: 'أدعم سناتور ساندرز كونه يتحدث عن مواضيع تهم العائلة الامريكية.'[1]

في نفس الوقت، ربما كي يتجنب الالتزام بالأطر الموجودة، والتي تفرض سبلا معينة ومحددة للتصرف السياسي، عمل ساندرز طيلة حياته حتى ترشحه للمنافسة على منصب رئيس الولايات المتحدة في الحملة الحالية، مستقلا أو مؤيدا للتوجهات السياسية الاشتراكية، ولكنه حافظ على خط تواصل مع الحزب الديمقراطي. معروف عنه أنه مثالي وعملاتي في آن واحد، ولا يرى تناقضا بين الصفتين. [2] وعندما شعر في الأشهر الأخيرة أن عليه أن يرشح نفسه لمنصب الرئاسة الأمريكية لم يجد مفرا سوى أن ينضم رسميا للحزب الديمقراطي فوجد هناك حضنا دافئا، خاصة من هؤلاء الذي تخوفوا من فوز هيلاري كلينتون بترشيح الحزب للرئاسة الأمريكية بالتزكية وهي في حقيقة الأمر تمثل اإادارات التقليدية الأمريكية، وإن ادعت من وقت لآخر أنها تمثل روح التغيير وصل بها الأمر لتقول أنها 'تقدمية'. بهذا أدرك سناتور ساندرز أن لا مناص من الانضمام للحزب الديمقراطي حيث ليس من الحكمة أن يترشح بنفسه بشكل مستقل أو من قبل 'جماعة الخضر' كما عمل النشيط السياسي الأمريكي رالف نادر عدة مرات، لأن مثل هذا سيؤدي إلى نتيجتين هامتين: الأول أن إمكانية فوزه ستكون قليلة حيث يتصف النظام السياسي الأمريكي في العصر الحديث بثنائي الأحزاب (الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري)، وثانيا أن أصواته التي سيحصل عليها كمرشح مستقل سوف تكون على حساب الأصوات المؤيدة للحزب الديمقراطي، ولهذا الأمر نتائج وخيمة في نظر أمريكيين. هناك من يعتقد أن ترشح رالف نادر بشكل مستقل كممثل حزب الخضر في الولايات المتحدة قد أدى إلى فوز جورج بوش الابن، ممثل الحزب الجمهوري، على آل غور، ممثل الحزب الديمقراطي، ب 537 صوتا في ولاية فلوريدا من حوالي 6 مليون صوتا في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 ليحصل على جميع الأصوات في مجلس المنتخبين (Electorate Collage) التي تقوم بانتخاب الرئيس الأمريكي، عن ولاية فلوريدا وبهذا ضمن النجاح في الانتخابات العامة ليصبح رئيس الولايات المتحدة الامريكية. زد على هذا فإن انضمامه للحزب الديمقراطي كان سهلا من جهته لأن سجل مواقفه في كلا المجلسين، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، يدل على أنه ديمقراطي أكثر من الديمقراطيين انفسهم. [3]

كي يخلق خلفيته وربما كي يستقطب حوله ملايين الناخبين يدأب سناتور ساندرز في حملته الانتخابية الحالية على ذكر قادة هامين في التاريخ الأمريكي، ويعتبرهم قدوة لهم في مسيرته نحو البيت الأبيض في واشنطن العاصمة الأمريكية. على سبيل المثال يذكر الرئيس الأمريكي توماس جافرسون أب التوجه الديمقراطي الليبرالي في الولايات المتحدة الأمريكية ومن أبرز قيادات الثورة الأمريكية والمساهم الأكبر في كتابة إعلان استقلال أمريكا عام 1776 وفي كتابة الدستور الأمريكي الذي يعتبر أقدم الدساتير الديمقراطية في العصر الحديث. ويذكر فرانكلين روزفلت الذي تحدى رؤساء الأموال من أجل إنقاذ أمريكا من أزماتها، ويذكر القائد الأسود الأمريكي مارتن لوثر كينغ الذي قاد حملة حصول السود في أمريكا على حقوقهم وصاحب خطاب 'عندي حلم' أمام مئات الآلاف من المتظاهرين في واشنطن العاصمة عام 1963، تحديدا، قرب النصب التذكاري للرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن المعروف بمحرر العبيد في الولايات المتحدة.

مواصفات مؤيدي سناتور ساندرز

تحليل أولي لنتائج الانتخابات الأولية في ولاية إيوا حيث حصل سناتور ساندرز على حوالي 50% من الأصوات الأولية للديمقراطيين في المقابل حصلت المرشحة هيلاري كلينتون على النصف الآخر، يدل على ما يلي: 1) انتصاره أمام هيلاري كلينتون التي تمثل النظام القديم مع غمزات نحو ا لتغيير بدعمها مسيرة الرئيس أوباما، كان بسبب التأييد الهائل الذي يحظى له من قبل الشباب الأمريكي، وهو كما كان من قبله الرئيس أوباما قد نصر بالشباب. أغلبية ساحقة صوتت له من ذوي الأعمار التي هي أقل من 45 عاما، ووصلت النسبة 84% من ذوي الأعمار الأقل من 30 عاما. ومن المتوقع أن يزيد التأييد بين تلك العناصر الشابة لأنها أكثر المجموعات الاجتماعية دينامية وأكثر نشاطا وأكثر من يرغب في التغيير من أجل خلق حياة جديدة لهم في خضم التغييرات الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة وخاصة وسائل الاتصال الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التي أعطت للإنسان، مقابل المؤسسة القديمة أو المنظومة الحزبية، قوة كبيرة مؤثرة. 2) رغم أن فكره اشتراكي إلا أن 58% من هؤلاء الديمقراطيين الذين صوتوا له مقابل هيلاري كلينتون كان دافعهم أنه 'ليبرالي قوي'. أي أنهم يرون به ليبراليا ولو كان يؤمن بمبادئ اشتراكية. وهذا أمر هام بحد ذاته حيث يملك سناتور ساندرز القدرة على مخاطبة فئات واسعة وينجح في تسويق نفسه عندها. وحدد 76% ممن صوتوا له أنهم دعموه بسبب نيته انتهاج سياسات أكثر ليبرالية من تلك المتبعة بواسطة الرئيس اوباما أي أنه سوف يسير أكثر حدية في مسيرة التغيير التي تلاقي ترحيبا من قبل الأجيال الشابة في الولايات المتحدة. وحدد 74% من الناخبين الديمقراطيين أن 'ساندرز يهتم بالناس مثلي.' وحدد 83% ممن صوتوا له أنه أمين ويستحق الثقة. وحدد 61% ممن صوتوا له أنه 'يهتم جدا بخلق مساواة في المجتمع وخاصة في الدخل السنوي. أي أنه مهتم بجسر الفجوات الاجتماعية في المجتمع. صوت له 53% ممن دخلهم اقل من 50,000 الف دولار سنويا.[4]

يهودي في البيت الأبيض؟

لا يُخفى على أحد أن هناك تذمرا في أمريكا من زيادة قوة اليهود على الساحة السياسية الأمريكية، وقد كان مثل هذا حتى قبل أكثر من 200 عام، كما تجسد في إحدى مداخلات أحد آباء الثورة الأمريكية البارزين بنجامين فرانكلين في المؤتمر الدستوري الأمريكي عام 1788، غير أن أمريكا اليوم هي بلد تعددات عرقية وثقافية من مختلف دول العالم، والباب فيها مفتوح أمام الجميع، وكل يعمل في إطار حين لا يستطيع إلغاء الآخر، والاحتكار في أمريكا ممنوع قانونيا.

من هنا من المتوقع ألا يبرز سناتور ساندرز جذوره اليهودية خلال معركة الانتخابات وحتى ما بعدها، وإن حاز على منصب رئيس السلطة التنفيذية، هناك توقعات أنه لن يتصرف متحيزا لجذوره اليهودية لأنه يركز على علمانيته، بل ربما سيحاول جعل تساو بين الجميع لأنه آمن بهذا، وعمل على تحقيقه في حياته السياسية. من جهة أخرى، جذوره اليهودية يجب ألا تغيظ أحدا، وخاصة أن سياساته المنطلقة من فرضيات اشتراكية ديمقراطية تجاه توفير أوسع الخدمات للمواطنين مجانا كما يحدث في كثير من الدول الأوروبية مثل توفير التأمين الصحي العام والتعليم الأكاديمي في المؤسسات الجامعية الحكومية، ستأتي بالخير للجميع. مع هذا علينا ألا ننسى أن كونه رئيسا قد يتأثر سناتور ساندرز بشكل كبير بما ترسمه له المؤسسة ومنظومات الدولة، والتي ترتكز على مصالح عامة تحدد خلال عشرات السنوات، وليس بمجرد تغيير رئيس في البيت الأبيض. وفي هذا السياق أيضا يجب ألا يغيظنا حتى مع وجود جهود انعكست في وسائل الإعلام العبرية في شباط 2016 تهدف إلى كشف علاقة لهذا المرشح وأحد الكيبوتسات، 'شاعر هعماقيم' إلى الشرق من مدينة حيفا، حيث يُقال إنه تطوع به في بداية سنوات الستينيات من القرن الماضي، وهم يريدون بهذا أن يظهروا علاقة بين هذا الرجل والمشروع الاستيطاني الصهيوني. وكتب أحدهم في مجموعة التواصل الاجتماعي للكيبوتس بعد أن أعلن أن ساندرز دخل الكيبوتس مع زوجته وطلقها بعد فترة قصيرة: 'علينا فحص من هم الذين ولدوا في تلك السنة في الكيبوتس![5] . شخصيا رفض  ساندرز تذكير من سأله حول الموضوع بمعلومات حول هذه الفترة. قد يوحي أنه لا يريد أن يتذكر تلك الفترة من حياته أو أنه لا يريد أن يذكرها ربما لأنها ستخلق بلبلة معينة.[6]

وحول مواقف للسناتور ساندرز من القضية الفلسطينية، ولو كانت قبل سنوات بعيدة، نشير إلى أنه قد أعلن في مقابلة مع صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية في عام 1990 أنه كيهودي يخجل من الدور الذي تقوم به إسرائيل كمزود سلاح لأنظمة سيئة الصيت في جنوب أمريكا وأمريكا الوسطى لتقوم بدور غير مباشر للولايات المتحدة الأمريكية.[7] وطالب  ساندرز في نفس المقابلة، والعالم عامة والأمريكيون خاصة يشاهدون بطولات الشعب الفلسطيني في انتفاضته الأولى التي بدأت عام 1987، الولايات المتحدة بممارسة الضغط على إسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.[8] وما تأييد سناتور ساندرز العلني للقسيس الأمريكي الأسود جيسي جاكسون حين رشح نفسه الأخير في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1988 وهو أي جاكسون، أحد المؤيدين للقضية الفلسطينية منذ سنوات السبعينيات من القرن العشرين، إلا مؤشر على مواقف تجاه القضية الفلسطينية.

في الختام نقول ربما ما ذُكر آنفا يزيد تفاؤل القارئ والمؤيد للقضية الفلسطينية، إن تمت مقارنته مع مرشحين آخرين، ولكن إن اردنا أن نجعل أي طرف في العالم يحترم مواقفنا، علينا أن نحترمها نحن أولا، وندافع عنها بجدية وبكرامة مرتكزين ومعتمدين بعد الله على أنفسنا انطلاقا من قاعدة 'أن من يحترم نفسه يفرض احترامه على جميع الناس، وقد يكون أولهم أعداءه'. وأخيرا وليس آخرا، حول الترشح والفوز نحن نحاول أن نقرأ ما يجري على أرض المعركة الانتخابية على الساحة الأمريكية، وقد تحدث مفاجآت وقد يأتي إنسان آخر للبيت الأبيض، لكن يبدو أن سناتور ساندرز صاحب الاحتمال الأكبر في النجاح.

 

[1]للمزيد عن المعلومات حول تأييد أليسون لسناتور  ساندرز راجع الرابط التالي: http://www.msnbc.com/msnbc/keith-ellison-hands-bernie-sanders-his-second-congressional-endorsment

[2] تقرير حول  ساندرز نشر في صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 6 شباط 2016

[3]قسم من المعلومات التي اقتبسها حول مسيرة  ساندرز مأخوذة من تقرير كتبته الصحفية Stephanie McCrummen في صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 5 شباط على الرابط التالي:

http://www.washingtonpost.com/sf/national/2016/02/05/his-most-radical-move/?hpid=hp_hp-top-table-main_sandersdecider-12pm%3Ahomepage%2Fstory

 

[4] هذه الارقام وردت ونشرت في صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 1 شباط 2016 وللمزيد يمكن العودة الى الرابط التالي

 https://www.washingtonpost.com/graphics/politics/2016-election/primaries/iowa-entrance-poll/?tid=a_inl

[5] للمزيد من المساعي حول محاولة ايجاد علاقة انظر الرابط التالي: http://www.haaretz.co.il/news/education/.premium-1.2843171

[6] للمزيد من المعلومات حول الضجة الاعلانية حول زيارة  ساندرز للبلاد في سنوات الخمسين انظر الرابط التالي:

http://www.haaretz.co.il/news/world/america/us-election-2016/.premium-1.2842479

[7] نشره الصحفي عوفر اديرت (עופר אדרת) في تقرير له نشرته صحيفة هآرتس في 6 شباط 2016. للمزيد من التفاصيل انظر الرابط: http://www.haaretz.co.il/news/education/1.2843400

[8] نعم كنت في تلك الايام طالبا في الولايات المتحدة الامريكية وكنت شاهدا على تغييرات كبيرة في مواقف سياسيين وصحفيين تجاه القضية الفلسطينية من بين ابرزهم: الصحفي الامريكي الشهير بات بوكانين الذي رشح نفسه للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في سنوات الثمانين من القرن العشرين، والصحفية كاتبة القلم في صحيفة الواشنطن بوست ميري مغروري. 

التعليقات