23/05/2016 - 20:33

فزاعة نتنياهو المضاعفة

لم تعد المؤسسة الإسرائيلية ولا من يتربع على رأسها يقوون على ضخ دماء صالحة جديدة لتسيير الأمور الاجتماعية ولم تعد تقوى على استقطاب أفراد المجتمع الاسرائيلي ولا إشباع غريزة محافل اليمين المتطرف.

فزاعة نتنياهو المضاعفة

لم تعد المؤسسة الإسرائيلية ولا من يتربع على رأسها يقوون على ضخ دماء صالحة جديدة لتسيير الأمور الاجتماعية ولم تعد تقوى على استقطاب أفراد المجتمع الاسرائيلي ولا إشباع غريزة محافل اليمين المتطرف.

فتوجه نتنياهو التكتيكي للمعسكر الصهيوني لم يتجاوز كونه تكتيكيا بهدف ضعضعة المعسكر الصهيوني من جديد من ناحية، ولتلميع صورته وليستر عن خبث نواياه أمام قادة العالم الغربي من ناحية أخرى.

فما أن دعا نتنياهو لإقامة حكومة وحدة واسعة ومفاوضة هرتسوغ، قامت الدنيا ولم تقعد، ووقع هرتسوغ في فخ نتنياهو الذي جل ما أراده هو التخلص من يعالون واستبداله بفزاعة يلوح بها متى يشاء، وفي حال تمادى نتنياهو بسياساته الحربية والأمنية وانهال عليه العالم بالانتقاد، كل ما عليه هو لإنقاذ كرسيه هو بأن يلقي اللوم على وزير حربتيه الجديد أفيغدور ليبرمان، الذي لا حاجة لتعريف العالم على سياساته العنصرية والحربجية.

فنتنياهو الذي يهلل اليوم لليبرمان من على شاشات التلفزيون، هو نفسه نتنياهو الذى حطم آمال ليبرمان وكسر أجنحته في الانتخابات الأخيرة، حيث كان ليبرمان حينها وخاصة بعد الائتلاف بين الليكود والبيت اليهودي، يشكل خطرا على نتنياهو، إذ رأى المجتمع الإسرائيلي بافيغدور ليبرمان بديلا لنتنياهو.

نتنياهو اليوم لا يسمح لنفسه أن يخطئ ولا أن يخطو خطوة غير مدروسة، فوضعه حساس داخليا وخارجيا، واستحضار ليبرمان "الفزاعة" يعفي نتنياهو من الانتقاد، فوجود ليبرمان قطعا سيستقطب الانتقادات من كل حدب وصو فسياساته العنصرية معروفة لدى الجميع، وحينها كل ما على نتنياهو فعله هو كما فعل مع يعالون.

نتنياهو يعي جيدا أن لا يسار في إسرائيل، بل يمين ويمين متطرف، وجل ما يريد هو أن يكون الخيار الوحيد لرئاسة حكومة إسرائيل، حيث لا يختلف اثنان في السياسة الإسرائيلية على أن نتنياهو قضى على كل منافسيه وعلى كل الشخصيات التي كان من الممكن أن تنافسه على كرسي رئاسة الحكومة، وهو ما دفع بتسيبي ليفني إلى المسارعة بالدعوة لإقامة كتلة سياسية “يسار- مركز” لإنقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من اليسار الإسرائيلي لمواجهة توغل اليمين وسيطرته.

إن خطة نتنياهو واضحة، فما يريده هو ان يبقى صاحب على رأس الحكومة بلا منافس ولا منازع، وبعيدا عن الخلافات العلنية، كما فعل يعالون، وكل ما سيقوم به نتنياهو هو وضع ليبرمان في الواجهة وهو نفسه، أي نتنياهو، من سيكون بصف النقاد ودعاة ترويض ليبرمان في كل مرة يتطرف بها كما فعل بأول اقتراح له بموضوع الإعدامات للفلسطينيين المدانين بتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين، إذ أبدى نتنياهو موافقته على الاقتراح لكن مع تعديل

التعليقات