26/05/2016 - 19:02

التجمع والعمل البلدي

كتجمع، علينا خوض الانتخابات في قوائم حزبية صرفة باسم الحزب أو في تحالفات مع أحزاب او حركات سياسية محلية مقابل القوائم العائلية والطائفية. علينا انتهاز فرصة تشكيل القائمة المشتركة لانتخابات البرلمان واستخدام هذه التجربة وتطبيقها في بعض

التجمع والعمل البلدي

يعتبر العمل البلدي أحد المهام الأساسية للتجمع، فالعمل البلدي لا يقتصر على المشاركة في انتخابات السلطات المحلية بطريقة أو بأخرى، بل يجب النظر إليه كأداة للتقرب من الناس وقضاياهم وهمومهم اليومية.

العمل والنشاط البلدي هما أداة هامة من أدوات العمل الحزبي وعلينا استخدامها بهدف نشر فكر الحزب بين الجماهير، لتكون، بالتالي، رافعة لتقوية الحزب وتحويله إلى القوة المركزية عند عرب الداخل.

نلاحظ اهتمام المواطنين الفلسطينيين في الداخل بالانتخابات المحلية على عكس انتخابات البرلمان، حيث نسبة المشاركة في انتخابات السلطات المحلية عالية جدًا، وتتجاوز الـ90% من مجموع المصوتين، في حين أن نسبة المشاركين في انتخابات الكنيست متدنية وقد تراجعت كثيرًا في السنين الأخيرة.

إن اهتمام المواطنين بالانتخابات السلطات المحلية يعود إلى عدة أسباب، أهمها أن السلطة المحلية هي السلطة الوحيدة المتاحة ممارستها لأبناء الأقلية الفلسطينية في الداخل والسلطة المحلية، تعالج الكثير من قضايا الناس اليومية، فهي المسؤولة عن التربية والتعليم، الصحة والرفاه الاجتماعي. هذا بالإضافة للتخطيط والبناء ومناطق النفوذ. وتعتبر البلديات والمجالس المحلية أكبر مشغل في المدن والبلدات العربية.

خاض التجمع في السنوات الماضية الانتخابات المحلية في العديد من المدن والقرى العربية والمدن المختلطة، حيث نجح في إيصال ممثليه وحلفائهم للسلطات المحلية في بعض هذه البلدات. لكن، وللأسف الشديد، تجري الانتخابات للسلطات المحلية في معظم مدننا وقرانا العربية على أساس انتماءات طائفية وعائلية، وقد أدّى التنافس الشديد بين القوائم العائلية في أكثر من بلدة إلى عنف وصل في كثير من الأحيان حد القتل. هذا بحد ذاته شكل ويشكل عقبة أمام التجمع، حيث أننا نرفض، بشكل مبدأي، الانخراطَ في قوائم عائلية وطائفية أو التحالف معها، وعلينا وضع هدف تسييس الانتخابات البلدية وتحويل التنافس فيها من تنافس بين طوائف وعائلات إلى تنافس بين قوائم وأحزاب على أساس برامج سياسية واجتماعية واضحة المعالم.

كتجمع، علينا خوض الانتخابات في قوائم حزبية صرفة باسم الحزب أو في تحالفات مع أحزاب او حركات سياسية محلية مقابل القوائم العائلية والطائفية. علينا انتهاز فرصة تشكيل القائمة المشتركة لانتخابات البرلمان واستخدام هذه التجربة وتطبيقها في بعض المواقع التي تتوفر فيها الظروف، وذلك من أجل تسييس الانتخابات المحلية.

إن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن هنالك خصوصيات للعمل البلدي في المدن المختلطة، فخلافًا لما هو سائد في مدننا وبلداتنا العربية، حيث تجري الانتخابات في العديد من السلطات المحلية على أساس طائفي وعائلي، ففي المدن المختلطة تكون مشاركة السكان العرب في هذه الانتخابات بموجب انتماءات سياسية، حيث تم تشكيل قوائم حزبية وشهدت العديد من المدن ائتلافات وتحالفات بين الأحزاب السياسية، وقد تم إيصال ممثلي التجمع إلى البلديات في العديد من المدن المختلطة.

هنالك حاجة، برأيي، إلى إقامة إطار تمثيلي يجمع أعضاء البلديات والناشطين في مجال العمل البلدي في المدن المختلطة، على أن يأخذ هذا الإطار شكلًا تنظيميًا يمثل السكان العرب في هذه المدن، يعمل إلى جانب اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ويكون، أيضًا، أحد مركبات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.

لاحظنا، في السنوات الأخيرة، الضعف التنظيمي في مجال العمل البلدي داخل الحزب، حيث أن لجنة العمل البلدي لم تعقد اجتماعات دورية ولم تقم بنشاطات ولم تتواصل مع أعضاء البلديات والمجالس المحلية ممثلي التجمع، الأمر الذي انعكس سلبًا على عمل الحزب في هذا المجال. هنالك حاجة ماسة لإقامة دائرة خاصة للعمل البلدي من أعضاء مركزيين وأعضاء مجالس وبلديات، وذلك للتخطيط ولرسم إستراتيجيات عمل وتنظيم اجتماعات ولقاءات وأيام دراسية في هذا المجال.

إن تجربة التجمع في العمل البلدي تؤكد أن المشاركة في الانتخابات المحلية هو أمر هام جدًا، لكنها، بحد ذاتها، قضية شائكة بسبب نسيج مجتمعنا وتركيباته العائلية والحمائلية والطائفية المعقدة. لذلك يجب التعامل في هذا المجال بحكمة وتروٍ دون التفريط بالثوابت الأساسية وهي محاربة العائلية والطائفية، وتسييس التنافس، حسب برامج تدمج ما بين التحديات والهموم اليومية والإدارة السليمة، وما بين الكفاح والنضال العام لجماهير شعبنا، من أجل تقوية التيار القومي الديمقراطي، على أساس الربط ما بين الهوية القومية والمواطنة.

* عضو بلدية نتسيرت عليت وعضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي.

التعليقات