30/06/2016 - 12:01

حافلات شد الرحال للأقصى برعاية وزارة الداخلية

إن حافلات المواطنين إلى الأقصى من شتى أنحاء البلاد باتت تقض مضجع المؤسسة وتخيفها مما استدعاها لتنظيم حافلات للعرب "الجيدين" إلى القدس والأقصى.

حافلات شد الرحال للأقصى برعاية وزارة الداخلية

منيب طربيه

عند سماعي للخبر صباحا في الإذاعة، استحضرت فترة الحكم العسكري وتأشيرات الدخول للعمل والزيارة لفلسطينيي البلاد في تلك الفترة المظلمة.

إن لم تستح فافعل ما تشاء، فالمؤسسة الإسرائيلية لم تعد تهتم لأحد إن كان مؤسسة حقوق إنسان أو جمعية عامة أو أي جهة دولية أخرى، فمن 'أبدع' على مدار سنوات بالملاحقات التي استهدفت الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وخارجه، لم تعد تأبه لرأي أحد، خاصة وأن جرائمها تمر مر الكرام دون أي محاسبة أو مساءلة تذكر.

إن حافلات المواطنين إلى الأقصى من شتى أنحاء البلاد باتت تقض مضجع المؤسسة وتخيفها مما استدعاها لتنظيم حافلات للعرب 'الجيدين' إلى القدس والأقصى.

ففي زمن الحكم العسكري كان الدخول والخروج من القرى بتأشيرة الحاكم العسكري حيث بذلك يضمن الحاكم العسكري رجوع العامل الفلسطيني إلى دياره لأن ذلك شرط خروجه إلى العمل في اليوم التالي.

كما وأن الحالم العسكري سيطر بذلك على منظومة العمل ورزق العمال الفلسطينيين، وبذلك كان يحاول أن يضمن سلمية العمال والسيطرة على تحركاتهم وتصرفاتهم.

حسب التطورات الأخيرة لا نستبعد أن تضع إسرائيل على بوابات القدس 'كوروسيلوت' كالموجودة في مداخل مدرجات ملاعب كرة القدم، وبذلك تضمن إسرائيل أن يدخل إلى الأقصى فقط من يحلو لها.
بئس هذه الحافلات، وبئس من اقترحها، وسنبقى نشد الرحال إلى الأقصى كما نشده لكل بقاع فلسطين دون أي مانع أو رادع.

إن محاولة رسم مسارات لمواطني البلاد من الفلسطينيين ما هي إلا محاولة بائسة لخلق العربي 'الجيد' الذي يتماشى مع مشروع المؤسسة الإسرائيلية ونهجها.

محاولة محاصرة العرب في هذه البلاد ووضعهم في الزاوية لن تنجح، وسيبقى عرب البلاد كما هم يرتبطون ارتباطا مقدسا بقضيتهم، أرضهم ومقدساتهم، ولن تنجح محاولات السلطة القمعية بتهميش القضية الفلسطينية، ولن تنجح بترهيب الحافلات من شتى بقاع الوطن لشد الرحال إلى الأقصى كما يحلو لها ومتى يحلو لها، وليس كما تشترط عليها أذرع المؤسسة.

لم يحدث بالعالم المتنور أو من يدعي التنوير في القرن الواحد والعشرين أن يزج أنفه في عبادات وطقوس المؤمنين والشعوب.

إن حرية العبادة هي من أساسيات حقوق الإنسان، وأي تدخل بعبادات الناس وطقوسهم هو أمر دنيء ورخيص، أقل ما يقال عنه.

تستطيع المؤسسات القمعية أن تلاحق الناس كيفما تشاء، لكنها لن تنجح بخلق مسار إيماني محدود الضمان، كما يليق بها.

وسيبقى الأقصى ينبض بالأحرار مهما دبرت المؤسسة بليل.

اقرأ/ي أيضًا| فزاعة نتنياهو المضاعفة

التعليقات