27/08/2016 - 10:16

أزمة ثقة أم أزمة قيادة

أليس حري بنا أن نكون أكثر غيرة على الجماهير؟ وأن نعمل جاهدين للحصول على حقوقها والعمل على تطوير البلدات العربية وأن نأخذ دورنا الحقيقي الملموس بعيدا عن الشعارات، بأن نكون بين الناس ومن أجلها، حتى لا يتسلل إلى صفوفها مجددًا خطاب المساواة ب

أزمة ثقة أم أزمة قيادة

النضال الطويل والممتد على عقود لفلسطينيي البلاد ونتائجه خلق‏‏ حالة من اليأس لدى الأفراد والمجموعات الناشطة والتي باتت واضحة، خاصة من لا مبالاة الأفراد في العديد من ساحات النضال والمراحل المفصلية المصيرية التي تخص فلسطينيي البلاد.

إن ما يميز المجموعات الفاعلة في البلاد إنها تلتقي في محافل عدة حيث يساند أحدهم الآخر إضافة إلى التوعية التي تميز هذه المجموعات، إن كانت أحزابا أو حركات أو حراك شبابي أو أي مجموعة أخرى تميزها البوصلة النضالية الواحدة.

ولكن هناك العديد من الأفراد الذين فقدوا ثقتهم بهذه المجموعات وقياداتها، الأمر الذي بات واضحًا منذ سنوات في ساحات العمل السياسي، خاصة في ظل ظهور حركات وليدة المرحلة تحمل لواء حماية الفرد وحريته أو المساواة في الميزانيات، والتي تستقطب العديد من الأفراد، خاصة الشباب منهم، على أمل خلق جو جديد وحالة جديدة.

لم يعد خفيا على أحد أن القيادة التي تعمل بكل طاقاتها للدفاع عن الأفراد في الميادين العديدة، لم تعد تقنع هؤلاء الأفراد، خاصة وأن الخطاب بات باليًا ولا يجيد نفعًا، إضافة إلى أنه لم يترجم على أرض الواقع وفي العديد من الأحيان، أي بات شعارا رنانا ليس أكثر، كما أن أداء بعضها خيب الآمال.

بطبيعة الحال يصبو الأفراد بالمجتمعات للوصول إلى الحالة المثلى من عيش كريم وحرية والحصول على كامل الحقوق، فيقوم هؤلاء الأفراد بالتعويل على قياداتهم التقليدية لحمايتهم وحماية مشروعهم، وما أن تفشل هذه القيادة ليبرز حراك هنا وهناك ينتقد بشتى الوسائل القيادة، الأمر الذي يلقى تأييدا بطبيعة الحال من أطياف عدة ويخلق حالة مجتمعية داخلية جديدة، والتي سرعان ما تذوب لأنها وضعت نفسها مكان القيادة التقليدية بمواجهة مباشرة مع المؤسسة التي تبدع على الدوام بسياسة التمييز العنصري بعيدا عن الحلول الجذرية الحقيقية، التي ينادي بها فلسطينيو البلاد، وتضاف هذه المجموعات إلى سابقاتها محل انتقاد وفاقدة الشرعية والثقة.

لا ضير في الانتقاد البناء ولا بتحركات تحفيزية للقيادة، ولكن يجب ألا ننسى أننا نتعامل مع مؤسسة آخر همها مصلحة فلسطينيي البلاد وحقوقهم، لذا على كل حراك هنا او هناك ـن يتعلم من تجربة سابقيه لو بالقليل القليل من الأدوات، خاصة وأن المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة وأن أي فشل يدخل الأفراد إلى حالة يأس جديدة وأكثر خطورة.

ما هكذا تورد الإبل، كما وليس بتفريق وحدة الصف تواجه تحديات شعبنا، فهناك الكثير مما علينا تعلمه في ظل الظروف الآنية من تجربة حركات وأحزاب نادت بالوحدة، كالتجربة التي أتى بها التجمع الوطني الديمقراطي والذي عمل على وحدة الحركات والأحزاب في حينه وما زال ينادي بالوحدة الحقيقية حتى يومنا هذا، رغم وجود القائمة المشتركة التي تحتاج إلى الكثير من إعادة البناء والتطوير حتى تكون وحدة حقيقية تحمل لواء حماية فلسطينيي البلاد من غطرسة المؤسسة وأذرعها.

تقع على عاتق القيادة الحالية مسؤوليات كبيرة في رأب الصدع داخل البيت الواحد إلى جانب النضال المستمر أمام المؤسسة وأذرعها. إن أي شق داخل البيت الواحد يوسع الجرح ويعزز موقف حاملي لواء شق الصف ممن ينادون بإنشاء حركة هنا أو حركة هناك، فالفروقات بين الحركات والأحزاب في هذه المرحلة أقل أهمية خاصة في ظل سياسة التهميش والتفرقة العنصرية.

على قيادة الحركات والأحزاب الوطنية الفاعلة أن تتكاتف وتحمل المهام والمباشرة بالعمل الميداني الحقيقي والإصغاء للناس، لأن تصرف بعض القيادات في الداخل الفلسطيني من تجاهل وبعد عن الجماهير، باب يخدم المغرضون الذين سرعان ما ينقضون خاصة بين ضعفاء النفوس من المغرضين.

ألم يحن الوقت للعمل حسب خطة مدروسة والعمل على إعادة الثقة بين الجمهور والقيادة؟

أليس حري بنا أن نكون أكثر غيرة على الجماهير؟ وأن نعمل جاهدين للحصول على حقوقها والعمل على تطوير البلدات العربية وأن نأخذ دورنا الحقيقي الملموس بعيدا عن الشعارات، بأن نكون بين الناس ومن أجلها، حتى لا يتسلل إلى صفوفها مجددًا خطاب المساواة بالميزانيات المؤسرل بديلا للخطاب الوطني.

التعليقات