23/01/2017 - 09:07

أجر يوم عمل من أجل البيوت المهدمة

نحن أمام مرحلة جديدة تستدعي التكافل والوحدة في مواجهة الحرب الحكومية على المواطنين العرب ووجودهم وشرعيتهم السياسية. إنها فرصة تاريخية لتأسيس صندوق قومي للمواطنين العرب عبر لجنة المتابعة، إذ لا حلول فردية للعرب في هذه البلاد، وعوائق البناء

أجر يوم عمل من أجل البيوت المهدمة

وقفة ضد هدم البيوت في قلنسوة (أ ف ب)

تشن حكومة نتنياهو – بينيت – ليبرمان حربًا ضد الوجود العربي في البلاد، وتعتزم وفق التصريحات المعلنة لوزراء في الحكومة ومسؤولين الاستمرار في عمليات الهدم في البلدات العربية خلال الفترة القريبة المقبلة.

وهذا ما صرح به أيضا المسؤول عن إخلاء قرية أم الحيران، إذ قال إن السلطات ستقوم بإخلاء القرية الشهر المقبل أو الذي يليه.

وتجمع القيادات العربية أننا دخلنا في مرحلة جديدة في علاقتنا مع الدولة، حتى أن العديد من السياسيين وصفوا الهدم في أم الحيران وقبلها في قلنسوة على أنه 'نقطة تحول' في علاقة الدولة بمواطنيها العرب.

إزاء هذا الواقع، يجدر بنا التصرف كشعب يخوض حربا على وجوده وبقائه وتطوره في وطنه بكرامة وكبرياء، وأن نتصرف كشعب فيه روح التكافل عالية جدا، لأن خطر هدم البيوت ليس محصورا على منطقة أو فئة محددة، بل يطال كل البلدات العربية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، والتقديرات تفيد بأن 10 آلاف بيت عربي مهددة بالهدم فيما هناك نحو 50 ألف بيت دون تراخيص.

على الرغم من التجاوب الواسع مع فعاليات لجنة المتابعة في الأسبوعين الماضيين، وتحديدا في مظاهرتي قلنسوة وعرعرة، فإنها واجهت انتقادات مشروعة بشأن آلية الإضراب وبأنه لا يشمل كافة القطاعات وخصوصا العاملين في البلدات اليهودية، لكن رغم ذلك لا يمكن التنازل عن 'سلاح الإضراب' وهو شكل من أشكال النضال الشرعي، ويجب الاستمرار معه بمبادرة جديدة تشمل كافة القطاعات والشرائح في مجتمعنا.

يتراوح عدد الأسر العربية في البلاد ما بين 260 ألف إلى 300 ألف أسرة، إذ لا تتوفر معطيات دقيقة في هذا الشأن، لكن المهم أنه بمقدور هذا الرقم تشكيل قوة إستراتيجية سياسيا واقتصاديا في مواجهة الحرب الحكومية. بمقدور كل أسرة أو كل عامل أو موظف أن يقدم أجر يوم عمل في هذه المرحلة يرصد لبناء البيوت المهدمة ودعم البيوت المهددة بالهدم، إذ تفيد التقديرات أن المواطنين العرب دفعوا ما قيمته 60 مليون شيكل كغرامات على مخالفات بناء منذ العام 2011، وهو رقم مهول ويظهر حجم العنصرية التي تتبعها سلطات التخطيط تجاه المواطنين العرب، إذ تسارع إلى تغريم المواطنين العرب بدلا من توفير الحلول المهنية.

نحن أمام مرحلة جديدة تستدعي التكافل والوحدة في مواجهة الحرب الحكومية على المواطنين العرب ووجودهم وشرعيتهم السياسية. إنها فرصة تاريخية لتأسيس صندوق قومي للمواطنين العرب عبر لجنة المتابعة، إذ لا حلول فردية للعرب في هذه البلاد، وعوائق البناء والتطور تطال كافة البلدات العربية بلا استثناء. الحلول هي جماعية وتمر عبر تنظيم مؤسساتنا الوطنية القومية.

لنقدم أجر يوم عمل من أجل البيوت المهدمة والمهددة بالهدم... لنتصرف كشعب.

التعليقات