حزب العمل... هل تعود الحياة إلى الجثة الهامدة؟

الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل، التي ستجري في الثالث من تموز المقبل لا تثير حتى الآن سوى اهتمام المنافسين المحتملين على زعامة هذا الحزب، الذي كان حتى فترة قريبة المنافس الأقوى على رئاسة الحكومة الإسرائيلية قبل أن يتراجع،

حزب العمل... هل تعود الحياة إلى الجثة الهامدة؟

هرتسوغ وبراك

دخول ديسكين أو أشكنازي قد يدب الحياة في جثته الهامدة ويقلب المعادلة السياسية


الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل، التي ستجري في الثالث من تموز المقبل لا تثير حتى الآن سوى اهتمام المنافسين المحتملين على زعامة هذا الحزب، الذي كان حتى فترة قريبة المنافس الأقوى على رئاسة الحكومة الإسرائيلية قبل أن يتراجع في العقد الأخير، وصولا إلى حضيض غير مسبوق في عهد رئيسه الحالي، يتسحاق هرتسوغ، أفقده ليس فقط قوته العددية بل الكثير من هيبته المعنوية التي كان يتمتع بها في الساحة الإسرائيلية بعد فشله في طرح نفسه كبديل سياسي لليكود وتذيله لأطروحاته اليمينية.

حزب العمل الذي شكل امتدادا تاريخيا لـ'مباي' الحزب المؤسس لإسرائيل والذي تولى حكمها على مدى 30 عاما متتالية بعد ذلك، وتوالى على زعامته بن غوريون ورابين وبيرس وبراك، تتنافس على زعامته في الانتخابات المقبلة مجموعة سياسيين من الدرجة الثانية.

'المنافسة' المحتملة، والزعيمة السابقة للحزب شيلي يحيموفيتش فضلت التنافس على زعامة الهستدروت وتوج 'هروبها' بـ 'فضيحة' تناقلتها وسائل الإعلام حول صفقة أبرمتها مع سكرتير حزب العمل، إيتان كابل، الذي سيدعمها هناك مقابل دعمها له في المنافسة على رئاسة الحزب.

يحيموفيتش تركت الساحة للرئيس الحالي للحزب، يتسحاق هرتسوغ، الذي شكلت فترة رئاسته فشلا بكل المقاييس الكمية والنوعية، يتنافس الزعيم السابق للحزب، عمير بيرتس، الذي يوصف بأنه ضرب رقما قياسيا في الانتقال من حزب إلى آخر، حيث انتقل من حزب العمل إلى حزب 'هتنوعا' برئاسة تسيبي لفني ثم عاد إلى حزب العمل، ناهيك عن أن فترة رئاسته، لم تجلب النجاحات للحزب، حيث شغل منصب وزير الأمن خلال الحرب التي شنتها حكومة أولمرت على لبنان وحملته لجنة 'فينوغراد' هو وببعض القادة العسكريين مسؤولية فشل الحرب.

وفي وقت لم يعلن عضو الكنيست كابل بعد عن ترشحه، يدور الحديث عن مرشحين إضافيين هما الوزير السابق، آفي جباي، وعضو الكنيست، عمار بارليف، يضاف إليهما عضو الكنيست، أرئيل مرغليت، الذي لم يعلن عن ترشحه حتى الآن، وإلداد ينيف الذي لم ينجح في الوصول إلى المقاعد الأولى في قائمة الحزب للانتخابات السابقة، وهو يكتسب شهرة بسبب اقتراحه بإجراء انتخابات مفتوحة لا تقتصر على منتسبي الحزب فقط، إلا أن الرمادية التي تطغى على حزب العمل وانتخاباته الداخلية، قد تتبدد إذا ما قرر أحد الجنرالات الواقفين على الجدار، والمقصود قائدي الأركان جابي أشكنازي وبيني غانتس واللذين تجري معهم محادثات للانضمام للمعترك السياسي وخاصة لحزب العمل، كذلك يجري الحديث عن رئيس 'الشاباك' السابق، يوفال ديسكين.

وكما هو معروف فإن أشكنازي وديسكين بشكل خاص، على خلاف مع نتنياهو حيث اصطدما معه ومع إيهود براك في موضوع الملف النووي الإيراني، الذي وقف فيه رؤساء الأجهزة الأمنية ضد ما وصفوه محاولة القيادة السياسية بجر إسرائيل إلى مغامرة عسكرية غير محسوبة.

الجنرالات، كما يبدو، هم خشبة الخلاص الوحيدة لحزب العمل، فقد أنقذه الجنرال، يتسحاك رابين، من فشل بيرس المتتالي عندما قاده إلى سدة الحكم في انتخابات 1992 وأنقذه الجنرال إيهود براك وقاده إلى رئاسة الحكومة عام 1999. 

دخول أشكنازي أو ديسكين على خط المنافسة، قد يعيد اللون إلى رمادية حزب العمل ويبعث الحياة مجددا في أوصاله الباردة، ويمكنه من استعادة دوره كعامود فقري لمعسكر اليسار الوسط. هذا المعسكر الذي فقد الكثير من بريقه وتآكلت قوته الانتخابية، بسبب اذدنابه لبرنامج اليمين الإسرائيلي وعجز قيادته عن النهوض بحمل البديل السياسي والاجتماعي المنتظر منه، خاصة في سياق الموقف من استمرار الاحتلال والاستيطان والتسوية مع الفلسطينيين.

التعليقات