09/03/2017 - 12:15

لن تسكت المآذن

لن يسكت صوت الأذان، ليس فقط لأنه صوت الحق، وإنما لأنه صوت حي لن يموت ما دامت الإنسانية حية فينا، ما دامت العزة حية فينا، ما دامت الكرامة حية فينا.

لن تسكت المآذن

ليس عجبًا أن تحكم إسرائيل حكومة يمينية متطرفة وشبه مجنونة، لأن السارق يبقى خائفًا ومتوترًا حتى وإن نجح بسرقته مره تلو الأخرى. وما نشهده من سن قوانين عنصرية فاشية والمصادقة عليها من قبل السلطة التشريعي، ما هو إلا دليل على حالة الهستيريا العنصرية وصناعة الخوف والكراهية التي يعيشونها، بالرغم من تأسيس دولتهم منذ نحو سبعة عقود.

ومن الممكن، بنظر البعض، أن يكون حكم اليمين الفاشي أفضل لنا كشعب تحت الاحتلال، حتى وإن كان الثمن باهظًا، والحمل أثقل والممارسات أقسى، وأن تزداد الملاحقة، لأن ذلك يعري الديمقراطية المزعومة ويكشف الوجه الحقيقي للصراع. من الطبيعي أن تنتابهم حالة من الهستيريا كلما رفع صوت الأذان، لأن صوت الأذان يذكرهم كل مرة من جديد أن استقلالهم حتى وإن طال لا يمكن أن يدوم دون عدل ودون حرية لأصحاب البلاد الأصليين.

من الطبيعي أن تنتابهم حلة من الهستيريا كلما رفع صوت الأذان، لأن صوت الأذان يذكرهم كل مرة من جديد أن كل مخططاتهم لاقتلاعنا من وطننا منذ النكبة المستمرة والمتمددة على أشكالها المختلفة إلى اليوم، من هدم وتضييق ومصادرة وانتهاكات ومحاولة تشويه هويتنا الفلسطينية وانتمائنا القومي العربي، يتصدى لها صمودنا ويزعجهم ووجودنا.

من الطبيعي أن تنتابهم حالة من الهستيريا كلما رفع صوت الأذان، لأنه يحاصر روايتهم المزيفة للتاريخ والجغرافيا، والتي تأبى أن تعترف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره كصاحب حق على الأرض وفي الأرض، وتعلو الحقيقة الواحدة والوحيدة، التي تقول إننا أصحاب قضية عادلة وتسقط روايتهم المزورة.

من الطبيعي أن تنتابهم حالة من الهستيريا كلما رفع صوت الأذان، لأن صوت الأذان يذكرهم كل مرة من جديد أنه بالرغم من شح الفرص والإمكانيات، يملأ الأكاديميون العرب، من أطباء ومهندسين وموظفين وفنانين محاضرين ومختصين في العديد من المجالات، الحيز الخاص، وعما قريب سيمتلئ الحيز العام بهم كذلك.

من الطبيعي أن تنتابهم حالة من الهستيريا من رفع صوت الأذان لأن صوته يذكرهم بأن مخططاتهم لتقويض الوجود العربي الفلسطيني، وتجريم عمله السياسي والوطني من خلال المس بقياداته ونفيها وفرض هيمنة الحركة الصهيونية ومشروعها على الحيز العام، وأسرلة وصهينة المكان والإنسان باءت بالفشل.

من الطبيعي أن تنتابهم حالة من الهستيريا كلما رفع صوت الأذان، لأنه يذكرهم كل مرة من جديد بأن قوتهم العسكرية ومعداتهم المتقدمة والمتطورة وعتادهم، لن تستطيع كسر إرادتنا وعزيمتنا.

لن يسكت صوت الأذان، ليس فقط لأنه صوت الحق، وإنما لأنه صوت حي لن يموت ما دامت الإنسانية حية فينا، ما دامت العزة حية فينا، ما دامت الكرامة حية فينا.

ستهزم الصهيونية ولن تسكت المآذن.

التعليقات