13/04/2017 - 09:54

معنى مسيرة العودة

مسيرة العودة هي راية الحق يسلمها جيل إلى جيل، يسلمها الأب إلى ابنته، والجد إلى حفيده، والأم إلى ولدها. هي درس التاريخ الصحيح الوحيد الذي قد يتعلمه أبناؤنا في خضم التهجير والاحتلال المستمرين بمسميات أخرى كالمصادرة والهدم والقمع والقتل والأ

معنى مسيرة العودة

منذ عشرين عامًا، تنظم جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين مسيرة العودة السنوية إلى إحدى البلدات المهجرة كفعل يؤكد تمسكنا، نحن الفلسطينيين، بحق عودتنا إلى بلداتنا التي هُجرنا منها قسرًا. فما هي بالضبط مسيرة العودة؟ ولماذا تقُض مضجع المؤسسة الصهيونية؟ 

تحتاج العودة إلى حالة ذهنية فيها من الجاهزية ما يكفل تحويلها إلى فعل عودة حقيقية. ليست العودة بكاء على الأطلال، ولا هي فقط ذلك الحنين إلى ما كان، إنما هي رؤية واضحة يتم فيها توظيف الحالة العاطفية، من خوف وخيبات وأحزان، والحالة الذهنية، من قمع وتهجير ولجوء، من أجل الخروج من حالة التسليم بالواقع إلى صنع الواقع الجديد. مسيرة العودة هي إذن مسيرة للعودة إلى الوعي الأساسي بحقنا في التصدي للظلم التاريخي الذي وقع علينا في أعقاب الاحتلال وإصرارنا الواضح على العودة إلى أراضينا وبلداتنا، فمرور السنين لا يبرر السرقة والاحتلال والمصادرات. 

مسيرة العودة هي راية الحق يسلمها جيل إلى جيل، يسلمها الأب إلى ابنته، والجد إلى حفيده، والأم إلى ولدها. هي درس التاريخ الصحيح الوحيد الذي قد يتعلمه أبناؤنا في خضم التهجير والاحتلال المستمرين بمسميات أخرى كالمصادرة والهدم والقمع والقتل والأسر. 

لا عجب إذن أن تجمعنا مسيرة العودة، على شتى انتماءاتنا الصغيرة، وتُخرجنا كل عام بعشرات الآلاف تحت راية واحدة ونشيد واحد، وذلك لأننا شعب واحد حيث تجمعنا كل مقومات الشعب الواحد. وكل من ظنّ أن كبارنا يموتون وصغارنا ينسون فهو واهم، كذلك ضل من ظن أننا مجموعة من الأفراد يسهل تشتيتها. 

تقض مسيرة العودة مضجع السارق وتذكره أنه سارق وليس محاربا من أجل الحرية. تسقط أمام أقدام الآلاف التي تسير في طريق العودة جميع مسوغات المحتل وتعرّيه أولاً أمام نفسه بجرمه ومجازره وانعدام أخلاقياته، وثانياً أمام عنفوان ضحيته التي تحمل علمها وتنشد نشيدها فوق أرضها ولا تنتظر إذنا من أحد، ويعريه ثالثاً أمام العالم الذي يعري نفسه حيث أنه يجيد إما الصمت، أو التحرك بحسب هوية الضحية.

نحن جميعا نهز كيان من اغتصب الأرض وشرّد الناس بفعل بسيط ما هو إلا مسار قصير يمشيه عشرات الآلاف كل عام ليقولوا كلمتهم "لن نهدأ ولن نستكين حتى يعود آخر لاجئ ومهجر إلى بلده وأرضه". تعالوا نسير معا نحو صقل وعينا من جديد، وتجديد العهد بالعمل، كل يوم، من أجل تحقيق حقنا في العودة. تعالوا كما دائما، عائلات وشابات وشبانا وجدات وأجدادا وأبناء وأحفادا وأصدقاء وصديقات. تعالوا واصنعوا من جديد الحدث الوطني الأكبر في البلاد. 

مسيرة العودة العشرون إلى الكابري، يوم الثلاثاء، 2.5.2017.

* بنت بيسان، اسم مستعار لناشط/ة من أجل حق العودة

التعليقات