01/05/2017 - 14:53

غصة النكبة ونشوة الاستقلال

تحتفل رجالات الحركة الصهيونية وأعوانها غدا بيوم استقلال كيانهم إلى جانبهم بعض من حلفائهم جَهْرًا والبعض الآخر بسلاسة زائفة، في الوقت الذي تنزف فيه مجددا مجموعات وجاليات فلسطينية في جميع بقاع الأرض، دموعا وحسرة، على الترهيب والتهجير الذي قامت به عصابات الحركة الصهيونية وأعوانها ضد فلسطينيي البلاد في حينه.

غصة النكبة ونشوة الاستقلال

منيب طربيه

تحتفل رجالات الحركة الصهيونية وأعوانها غدا بيوم استقلال كيانهم إلى جانبهم بعض من حلفائهم جَهْرًا والبعض الآخر بسلاسة زائفة، في الوقت الذي تنزف فيه مجددا مجموعات وجاليات فلسطينية في جميع بقاع الأرض، دموعا وحسرة، على الترهيب والتهجير الذي قامت به عصابات الحركة الصهيونية وأعوانها ضد فلسطينيي البلاد في حينه.

لم يعد خفيا على أحد أنه كان هناك عونا منقطع النظير لهذا الكيان من دول عظمى ومن مجموعات محلية حملت راية الشراكة الزائفة لتقوم ما قامت به في حينه.

استبسل فلسطينيو البلاد الأحرار في حينه، إلا أن إمكانياتهم كانت محدودة إضافة للخيانة المصبوغة بالشراكة.

إن تاريخ الثاني من أيار/ مايو ما هو إلا يوم طقس الاستقلال الذي عملت عليه قوى عديدة على مدار عشرات السنوات والذي نجحت به بعض قوى التيارات الصهيونية من إقناع بعض مجموعات الاشتراكيين لدعمهم على أمل إقامة دولة اشتراكية على غرار نظام الاتحاد السوفياتي الزائل والبائد.

وفعلا، قامت بعض الشخصيات العربية الاشتراكية بتبني الخطاب الصهيوني الاشتراكي ومحاولة فرضه على فلسطينيي البلاد في حينه، حتى أن الأمور وصلت ببعضهم إلى مساندة عصابات الحركة الصهيونية ودعمها بإحضار السلاح من قوى اشتراكية عالمية لمحاربة القوى الرجعية (القوى الرجعية ذاتها التي يدعمها الاشتراكيون اليوم في حين حاربوها في السابق).

سرعان ما تبدد الحلم ولَم يعد بمقدور هذه القوى بيع بضاعتهم الزائفة فانصهروا بعدها في قوى قومية ووطنية عروبية لكسب بعض الشرعية.

في هذا الأيام، نواجه نوعا من العمالة الممنهجة التي يحاول البعض تفسيرها على أنها من المفترض أن تكون مقبولة، مثل إضاءة شعلة الاستقلال، والانصهار داخل المجتمع الإسرائيلي، بكل ثمن، رغم كل سياسات العنصرية والتهميش.

أليس من ساندوا ودعموا الكيان الصهيوني بالاستقلال هم ذاتهم الذين ينادون بالعيش المشترك بعيدا عن المطالبة بكامل الحقوق؟

هم ذاتهم الذين دعموا إقامة دولة الاحتلال، هم ذاتهم الذين يتعاملون مع الأسرى السياسيين من فلسطينيي الثمانية وأربعين بأنهم خارج القانون وأن هذا شأن إسرائيلي بحت.

المغالاة في الشعارات والمبالغة بإحياء ذكرى النكبة لا تشفع لمن كان طرفا وعاملا أساسيا بحدوثها.

والأمر الذي لا يمكن أن نمر عليه مرور الكرام هو أن من عمل على تثبيت كيان الأبرتهايد هو ذاته الذي يغالي بنقده ويزاود على الآخرين، كطريقة لتلميع صورته، محاولا فرض خطابه البائس عنوة.

التاريخ يشهد والواقع لا يمكن تغطيته بعباءة، فلا يمكن الرقص بعرسين، ولَم يعد بالإمكان تمويه الناس ولا تسويق خطابات بالية.

لا ضير أن يتجرأ من أجحف بحق الشعب ويجهر أمام الملأ بخطيئته وأن يعتذر.

التعليقات