06/07/2017 - 15:11

لا تنسوا أنهم قتلة أبنائنا!

مؤثر جدا كان "التعليق" الذي كتبته والدة الشهيد أسيل عاصلة على "فيسبوك"، واقترحت من خلاله عمل "لمة" لراديو الشمس لتعويضها عما تدفعه لها شرطة إسرائيل عن إعلان الترويج لقاء حذف إعلان "الشرطة المجرمة"، وذيلته بمقولة "الشرطة عدوة شعبنا الفلسطيني لا

لا تنسوا أنهم قتلة أبنائنا!

مؤثر جدا كان "التعليق" الذي كتبته والدة الشهيد أسيل عاصلة على "فيسبوك"، واقترحت من خلاله عمل "لمة" لراديو الشمس لتعويضها عما تدفعه لها شرطة إسرائيل عن إعلان الترويج لقاء حذف إعلان "الشرطة المجرمة"، وذيلته بمقولة "الشرطة عدوة شعبنا الفلسطيني لا تنسوا أنهم قتلة أبنائنا!".

وكان أسيل واحدا من 13 شهيدا قتلوا برصاص شرطة إسرائيل خلال الأعمال الاحتجاجية التي اجتاحت الداخل الفلسطيني في هبة القدس والأقصى، حيث كان يشارك ورفاقه من الشباب يوم الاثنين 2/10/2000، في المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت في عرابة، عندما قام افراد من شرطة إسرائيل بمهاجمة المسيرة وتفريق الجمع، حيث اتجه أسيل إلى كرم زيتون قريب من مكان المظاهرة للاحتماء، إلا أن افراد شرطة إسرائيل لحقوا به، وبعد أن أمسكوه قاموا بضربه بعنف شديد على كافة أنحاء جسده، وبعدها قام أحد الجنود بتصويب سلاحه عن قرب إلى رقبة الشهيد أسيل وأطلق النار عليه بدم بارد.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن أفراد شرطة إسرائيل منعوا سيارة الإسعاف من الوصول إلى الموقع في الوقت المناسب، فجرى نقله بسيارة خاصة إلى مركز الحياة الطبي في عرّابة وعلى الفور قام الفريق الطبي هناك بإنعاش قلبه وإعادته إلى الحياة، وجرى نقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى القريب، إلا أن شرطة إسرائيل أعاقت مرة أخرى مرور سيارة الإسعاف بالسرعة المطلوبة، حيث فارق الحياة فور وصوله إلى المستشفى.

طبعا، وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحاش) أغلقت ملفات التحقيق ضد ضباط الشرطة الذين اقترفوا تلك الجرائم دون تقديم لوائح اتهام ضد أي منهم.

وبرغم توصيات لجنة اور التي حذرت من "اليد الرخوة" على الزناد لدى أفراد الشرطة، فإن مسلسل قتل المواطنين العرب برصاص شرطة إسرائيل لم يتوقف بعد أكتوبر 2000، حيث سقط برصاصها من وقتها وحتى اليوم 56 شهيدا، كان آخرهم ابن كفر قاسم، محمد طه، الذي جرى مؤخرا إطلاق النار من مسافة قريبة على الجزء العلوي من جسده، وتسبب باستشهاده على الفور.

جريمة قتل ابن كفر قاسم التي هزت الداخل الفلسطيني جاءت بعد أشهر فقط من جريمة اغتيال المربي يعقوب أبو القيعان، الذي استهدف أفراد من شرطة إسرائيل سيارته بوابل من الرصاص خلال اقتحام بلدته أم الحيران ومحاولة هدم بيوتها.

الشرطة ادعت في حينه أنه ينتمي لداعش وأنه حاول دهس شرطي، وأطلقت العنان لحملة تحريض طالت واسعة المجتمع الفلسطيني كله وأخذ قائدها والوزير الذي يتولى مسؤوليتها القسط الأكبر فيها، وعندما بينت تحقيقات وتسجيلات الشرطة ذاتها كذب روايتها لم تكلف نفسها حتى عناء الاعتذار لأهالي أم الحيران والمواطنين العرب.

حقا إنها عملية استخفاف بعقولنا، أن يتم دعوتنا بصوت "عقيد" أو "لواء" عربي، ومن خلال راديو عربي، أو ناطق بالعربية إلى التجند لشرطة إسرائيل والتطوع في صفوفها في وقت لا تكتفي هذه الشرطة بمعاداتنا وإطلاق النار علينا بهدف القتل، بل تتركنا نقتل بعضنا البعض وتقف متفرجة، وأحيانا "غير متفرجة"، من خلال التقاعس في القبض على القتلة والتساهل مع عصابات الإجرام والتسامح ظاهرة السلاح غير المرخص الذي يغرق الشارع العربي، وفي هذا السياق يكشف التقرير الذي قدمته النائبة حنين زعبي لمراقب الدولة، أن احتمال القبض على المجرم في المجتمع اليهودي، يزيد بسبعة أضعاف عن احتمال القبض على نظيره في المجتمع العربي، وهو ما يتطابق تماما مع حقيقة أن نسبة العنف في المجتمع العربي هي سبعة أضعاف نسبة العنف في المجتمع اليهودي.

كما يشير التقرير إلى أن نسبة السلاح غير المرخص في الشارع العربي تصل إلى 80% من المجمل العام، أي حوالي 320 ألف قطعة، علما أن 70% من عمليات القتل في الشارع العربي تتم من خلال الطلقات النارية، ويكشف أن بعض قطع السلاح عادت للتجارة في السوق السوداء، بعد أن تمت مصادرتها من قبل الشرطة.

في ضوء هذا الواقع، عبثا تحاول شرطة إسرائيل تجميل وجهها، عبر استغلال ضعف بعض المدراء والمعلمين للتسلل إلى المدارس تحت يافطة الأمان والحذر على الطرق، أو من خلال محطات ما يسمى بالشرطة الجماهيرية أو عبر حملات التطبيع الإعلانية على غرار الحملة الأخيرة في راديو الشمس، والتي تهدف كلها إلى خلق نوع من الألفة بين الأجيال الناشئة وبين شرطة إسرائيل.

عبثا تحاول طالما لم تجب على سؤال رئيس مجلس مجد الكروم، لماذا ننتظر ساعات ولا تأتي عند وقوع أعمال عنف أو شجارات في القرية، وعندما تريد شركة جباية دخول القرية ينضم إليها رجال شرطة من وحدات كثيرة؟ أو على تساؤل رئيس مجلس اللقية، لماذا نرى عندما يهدمون بيتا أو حظيرة في الصحراء 200-300 سيارة شرطة، وعندما يقع شجار في القرية يرسلون بالكاد سيارة واحدة؟ .

 

التعليقات