18/07/2017 - 13:36

خطورة السعودية وفوضى السلاح...

الترويج لوجود 300 ألف قطعة سلاح غير مرخصة في الوسط العربي بما يسمى فوضى السلاح، ثم عملية التنسيق الأمني بين السعودية وإسرائيل بما يتعلق بالدخول إلى الأقصى يثير أسئلة كبيرة وخطيرة.

خطورة السعودية وفوضى السلاح...

الترويج لوجود 300 ألف قطعة سلاح غير مرخصة في الوسط العربي بما يسمى فوضى السلاح، ثم عملية التنسيق الأمني بين السعودية وإسرائيل بما يتعلق بالدخول إلى الأقصى يثير أسئلة كبيرة وخطيرة.

على عرب 48 الحذر من استدراج شبابهم إلى الأعمال المسلحة مهما كانت الاستفزازات، علينا أن نكون واضحين بأن نضالنا هو بالوسائل السلمية فقط حتى ولو رفعنا قضايانا إلى المؤسسات الدولية. كلنا نعرف أن الثورة السورية استدرجت بشكل مقصود لعسكرتها، سواء من قبل النظام الذي خطط لقمعها عبر وصمها بالعنف والطائفية وغيرها من الحجج، بهدف تأليب الرأي العام ضدها عندما أوشكت على إسقاط النظام، أو من خلال تدخل مخابرات عربية وأجنبية وعلى رأسها السعودية بهدف جر الربيع العربي كله إلى مصرعه من بعد عسكرته وتحويله إلى حروب أهلية بدلا من ثورات على الاستبداد، إلى أن تشعبت الأمور وتحولت إلى أفعال وردود أفعال بين فصائل وأنظمة ومصالح دولية.

علينا أن نتعلم من دروس الماضي والحاضر الفلسطيني والعربي، العالم كله الآن ينظر إلى القدس وأبوابها، وما دام النضال سلميًا فالعالم سيتعاطف ويتفهم، هناك مصلون يريدون الدخول للصلاة بدون حواجز وبوابات إلكترونية وهذا حق، ولهذا فإن عملا عسكريًا مهما كانت الاستفزازات والدوافع سوف يضر ويحبط المتظاهرين السلميين على أبواب القدس وفي شوارعها والذي يجب أن يمتد سلميًا إلى كل قرية ومدينة عربية.

التدخل السعودي والتنسيق مع إسرائيل بشأن بوابات الأقصى فيجب أخذه كأمر غاية في الخطورة، لأن التدخل السعودي له أجنداته، وهي التحالف الإستراتيجي مع الصهيونية لضمان بقاء العائلة الحاكمة في سدة الحكم، ولأجل هذا فهم مستعدون للتضحية بأي شيء بما في ذلك عروبة القدس وضمان يهودية الدولة إضافة إلى تصفية "حماس" والقضية الفلسطينية كلها.

من جهة أخرى علينا أن نكون حذرين كفلسطينيين وأخص هنا العرب الذين يخدمون في قوات جيش وشرطة الاحتلال. الحركة الصهيونية بحثت دائمًا عن فرص لزرع المزيد من الأسافين بين أبناء الشعب الواحد لأنها بهذا تضمن ضعفنا، وقد تستغل ما حدث يوم الجمعة الأخير لتنفيذ مخططات مبيتة، الآن بالذات بعد مقتل الشرطيين الدرزيين ليظهر وكأن إغلاق الأقصى والإجراءات الجديدة فيه وتقسيمه إنما جاء نتيجة قتل الشابين الدرزيين وليس كمخطط جاهز منذ عقود، كذلك فهي تصعد من القمع في هذه الحالة بالذات للإيهام بأنها تنتقم للشرطيين الدرزيين كي تزرع فتنة بمساعدة من أذرعها من الطائفيين، ولهذا فالحذر مطلوب، لأن ما يجري ليس ابن ليلته ويومه، بل هو جزء من مشروع كبير لم ينته بعد، وهذا يشمل الأقصى والقدس ويهودية الدولة وإتمام المشروع الصهيوني بتسارع كبير والتخلص من أكبر عدد ممكن من العرب من داخل الخط الأخضر بل وحتى بين النهر والبحر من خلال خلق أزمات تؤدي إلى هجرة واسعة. لنتذكر ملايين السوريين الذين اضطروا للهجرة من وطنهم، وقتل مئات الآلاف منهم والعالم يتفرج، ولنتذكر عائلات كثيرة من بيننا رحلت إلى كندا وأستراليا وأوروبا بسبب صراعات محلية في هذا البلد أو ذاك. علينا أن نكون يقظين وألا نسمح بردود فعل غير مدروسة وغير مسؤولة قد تنقلب ضدنا وضد مطالبنا العادلة.

ونعود إلى فوضى السلاح، فترويجه بمئات الآلاف كما تقول الأجهزة الأمنية نفسها بهذه الصورة الغامضة يثير التساؤلات منذ زمن بعيد، وصمت الأجهزة الأمنية يقول إنها ما زالت تنتظر أن نقتل بعضنا البعض وليس بالأفراد هنا وهناك كما حدث ليلة أمس في كفر قرع، بل أن يتحول الأمر إلى روتين من القتل والقتل المضاد وتوسيعه ليحول قرانا إلى جحيم، وسيكون محبذا جدًا لدى هذه الأجهزة أن تتحول صراعاتنا إلى قبلية وعشائرية والأخطر إلى طائفية، بحيث يضطر البعض للانضمام إلى قوات الأمن من شرطة وجيش الاحتلال لحماية نفسه أو الرحيل أو رضوخه واستسلامه للواقع العنصري.

بلا شك أن هذه الأيدي التي تخطط بالخفاء تنتظر منا أن نتورط أكثر بحيث يصبح استعمال السلاح بالنسبة لقوى القمع ضدنا عاديًا ومسموحًا كرد فعل على استعمال السلاح أو حتى الشك بوجود سلاح. وأخطر ما في الأمر هو دخول السعودية على خط القدس والأقصى، فالنظام السعودي يقف الآن إلى يمين الحركة الصهيونية، ومستعد لأي خدمة تطلب منه ما دام هذا يخدم بقاء العائلة المالكة في سدة الحكم، القدس والأقصى ويهودية الدولة على المهداف، ودخول السعودية على الخط أمر خطير وخصوصا في ظل انتشار فوضى السلاح.

 

التعليقات