30/08/2017 - 21:14

إعلام إسرائيل ينضم للتحريض على العرب

التصعيد الخطير الذي حصل مؤخرًا، هو انتقال عدوى التحريض والملاحقة السياسية من المستوى السياسي والرسمي إلى الإعلام الإسرائيلي والمنظمات التي تتلقى تمويلًا من البلاد والخارج، ومنها منظمات تعتبر نفسها حقوقية أو منظمات مجتمع مدني.

إعلام إسرائيل ينضم للتحريض على العرب

أطلت علينا صحيفة "يديعوت أحرونوت"، صباح اليوم الأربعاء، بتقرير يستعرض مخيمات الشبيبة التي نظمها حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ووصفتها بـ"مخيمات الكراهية" وأن هدفها التحريض ضد إسرائيل، مع العلم أن هذه المخيمات تنظم منذ 18 عامًا.

التصعيد الخطير الذي حصل مؤخرًا، هو انتقال عدوى التحريض والملاحقة السياسية من المستوى السياسي والرسمي إلى الإعلام الإسرائيلي والمنظمات التي تتلقى تمويلًا من البلاد والخارج، ومنها منظمات تعتبر نفسها حقوقية أو منظمات مجتمع مدني.

إذ بات الإعلام الإسرائيلي ومنظمات اليمين الفاشي مثل "إم ترتسو" و"ريغافيم" وغيرها تقوم بعمل المؤسسات الأمنية، وتلاحق العمل السياسي الشرعي لأحزاب ومؤسسات عربية في الداخل، وتستخدم الإعلام، بغية التحريض وكسب رأي عام، لأنهم يعلمون جيدًا أن لا مكان لمثل هذه الأمور، التي تحوي الكثير من المغالطات، في أروقة المحاكم أو أمام القضاة. فالعمل السياسي الذي تقوم به الأحزاب والمؤسسات العربية يندرج ضمن نطاق القانون.

ويشكل هذا التحريض خطرًا على المواطنين الأعضاء في الأحزاب والمؤسسات العربية، لأن التحريض المستمر سيؤدي إلى اعتداءات وأعمال عنف جسدية وكلامية من قبل المتطرفين الذين قد يقررون أخذ التحريض خطوة إلى الأمام، ومن أولئك الذين يعتقدون أنهم فوق القانون.

مثل هذه الأعمال التي يرافقها صمت رسمي، وفي أحيان تصريحات داعمة من سياسيين وشخصيات إسرائيلية ذات شعبية، تدق ناقوس الخطر، حيث لم يعد التحريض والملاحقة حكرًا على فئة معينة من الناس وسياسيين يبحثون عن أصوات رخيصة، بل انتقلت لكل المجتمع، ما يمنح ضوءًا أخضر لكل من يريد ملاحقة مؤسسة عربية وإجراء تحقيقات حول عملها وتصوريه كغير قانوني أو يندرج تحت تعريف التحريض على العنف وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

وقد تستخدم وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الوسيلة لتنأى بنفسها عن تهمة "اليسار" التي نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بـ"وصمها" بها، للحفاظ على شعبيتها وانتشارها، متنازلة بذلك عن أدنى أخلاقيات الصحافة والعمل الإعلامي، مثلما كان في تقرير "يديعوت أحرونوت" اليوم.

ففي التقرير الذي نشرته الصحيفة، لم تراع أبسط قواعد الصحافة المتبعة مثل أن تنشر صور أطفال من مخيم الهوية مع العلم أن المزاعم المرفقة تشير إلى أن الأحداث وقعت خلال معسكر اتحاد الشباب، وهذا يشكل استخدامًا رخيصًا لصور الأطفال من أجل إثارة المشاعر وكسب التعاطف لتشريع التحريض.

 

التعليقات