تتواصل السيدة محاسن دلول (55 عامًا)، من قطاع غزة، بشكل مستمر مع ابنها المقيم في إحدى دول الخليج العربي وزوجته وأبنائه الأربعة، الذي لم تلتقيه منذ فترة مع استمرار الحصار المفروض على القطاع للعام العاشر على التوالي، عبر وسائل الاتصال المجانية التي تعمل بتوفر الإنترنت.
و تقول دلول، إن 'خدمة الإنترنت في غزة سمحت لها ولآلاف الأسر التواصل مع ذويهم المغتربين، فبتنا نعرف أخبارهم كما لو أنهم بيننا'.
وأصبحت الشبكة العنكبوتية بالنسبة للغزيين، وسيلة للتعرف إلى العالم والسفر الافتراضي إلى أماكن يودون زيارتها فعليًا، لأن المعابر الحدودية مغلقة أمامهم من الشرق والغرب، بفعل الاحتلال، وإغلاق السلطات المصرية شبه الدائم لمعبر رفح.
بدوره، يقول مدير عام التراخيص في وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية بغرة، زياد الشيخ ديب، إن 'عدد مشتركي الإنترنت في قطاع غزة تجاوز 100 ألف اشتراك حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري'.
وأضاف الشيخ 'بلغت نسبة النمو في عدد مشتركي الإنترنت 33% على أساس سنوي إلى 100 ألف و18 مشتركًا صعودًا من 75 ألف و69 مشتركًا في نهاية الربع الثاني 2015'.
وبحسب أحدث إحصائيات أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مطلع الشهر الجاري، فإن عدد مشتركي الهاتف النقال في فلسطين بلغ 3.1 مليون مشترك حتى نهاية 2015.
وتوزعت نسبة الأسر التي تمتلك هاتفًا ذكيًا وفق أرقام الإحصاء، بواقع 59.4% في الضفة الغربية، و34.7% في قطاع غزة، بينما 48.3% من الأسر في فلسطين لديها اتصال بالإنترنت، بواقع 51.4% في الضفة، و42.2% في غزة.
وبلغت نسبة الأفراد الذين يستخدمون الحاسوب والإنترنت، من 10 سنوات فأكثر، 53.7%، بواقع 54.5% في الضفة الغربية، مقابل 52.2% في قطاع غزة.
وساهم الإنترنت بصورة كبيرة في 'كسر' حصار غزة، كما يقول مدير عام التراخيص في وزارة الاتصالات، وتابع 'الإنترنت خفف من الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة... خلقت هذه الوسيلة فرص عمل عن بعد... كما أننا نتحدث عن عدد كبير من المبرمجين والمطورين'.
ولولا الإنترنت لكانت حياة سوسن كحيل 'صعبة' كما تقول، 'بدون هذه الوسيلة سيتعذر علي معرفة أخبار بناتي الثلاث اللاتي تزوجنّ وانتقلن للعيش في الخارج'.
ووفق أرقام الإحصاء، بلغ عدد الفلسطينيين المقدر في العالم حوالي 12.37 مليون فلسطيني؛ 4.75 مليون فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.47 مليون فلسطيني في الداخل (أراضي الـ48)، وما يقارب 5.46 مليون في الدول العربية ونحو 685 ألف في الدول الأجنبية.
ويقول الشاب رامي، الذي فضل الاكتفاء باسمه الأول، إنه وجد عن طريق الإنترنت فرصة عمل عن بعد.
ويضيف أنه 'لا يوجد فرص عمل هنا في القطاع، تخرجت من كلية الهندسة قبل 4 سنوات، ولم أجد عملاً... الآن تغلبت ولو بشكل جزئي على هذه الظروف القاهرة وحصلت على وظيفة للعمل عن بعد... ما أريده فقط توفر خدمة الإنترنت'.
وحتى نهاية النصف الأول من العام الجاري، بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة 41.7%، بعدد عاطلين عن العمل يبلغ 203.6 ألف شخص، بحسب الإحصاء الفلسطيني.
ومؤخرًا، استخدم أطباء في غزة الإنترنت لإجراء عمليات جراحية، والاستعانة بخبرات أطباء في الخارج عن طريق برامج تقنية تتيح التواصل بين الطرفين.
اقرأ/ي أيضًا | فوق التراب والحصى... يلهو أطفال غزة
وتشير إحصائية لوزارة الاتصالات، أن عدد الطرود الواردة إلى قطاع غزة، التي تم شراؤها عبر الإنترنت، 50 ألف طرد منذ مطلع العام الجاري، مشيرة إلى زيادة في الطرود عن الأعوام السابقة، بسبب الانفتاح على المجال الإلكتروني.
التعليقات