08/08/2017 - 09:15

"ذئاب أرتيجات": خط سير المقاتلين الفرنسيين الملتحقين بـ"داعش"

كشف التلفزيون العربي، في تحقيق استقصائي خاص، عن صور سرية من وسط مدينة الرقة السورية العاصمة الفعلية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك خلال تتبعه لعدد من عناصر الخلايا الفرنسية التي انطوت تحت لواء تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية.

كشف التلفزيون العربي، في تحقيق استقصائي خاص، عن صور سرية من وسط مدينة الرقة السورية العاصمة الفعلية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك خلال تتبعه لعدد من عناصر الخلايا الفرنسية التي انطوت تحت لواء تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية.

"ذئاب أرتيجات"، عنوان الحلقة الأولى من البرنامج التحقيقي "شيفرة"، في إشارة إلى أولى الخلايا الفرنسية التي بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية"، جنوب فرنسا، والتي نشطت في تجنيد المقاتلين الفرنسيين وإرسالهم إلى سورية، كما أنها الخلية الأولى التي قامت بشن عمليات قتل منفردة في فرنسا والتي يسميها التنظيم "عمليات الذئاب المنفردة".

كما تمكن فريق التحقيق من تتبع عدد من الأسماء التي انتمت إلى خلية أرتيجات قبل أن يتمكن من الوصول إلى الطفل الفرنسي ريان السيد، أول طفل يستخدمه التنظيم في عملية إعدام مسجلة.

وكان ريان السيد قد ظهر ففي 11 آذار/ مارس 2015، في شريط فيديو صادر عن "تنظيم الدولة" وهو ينفذ عملية إعدام مباشرة رميا بالرصاص بحق محمد مسلمي الذي اتهمه تنظيم الدولة بأنه عميل للموساد الإسرائيلي. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد ذكرت حينها أن الجندي الصغير اسمه ريان السيد، هو مواطن فرنسي يبلغ من العمر 15 عاما (في فترة إصدار الفيديو). تحدثت معلمته لفريق التحقيق عن اختفائه مطلع العام 2014، إذ تمكن زوج أمه صبري السيد من تجنيد والدة ريان وإرسالها إلى سورية، كما تمكن لاحقًا من إدخال ريان في برنامج أشبال الخلافة حتى يصبح مقاتلًا مستقبليًا.

وخلال التحقيق، ظهر ريان السيد في شوارع الرقة مطلع العام 2017، ظهر مسلحًا وملثمًا أغلب الأحيان رفقة عناصر فرنسية أخرى، كما ظهرت والدته أيضا خلال هذه الصور المسربة حيث كانت هذه الصور الأولى التي تظهرهم على قيد الحياة، قبل أن تبدأ معركة تحرير الرقة التي انطلقت في نفس الفترة، مما فتح تساؤلا ملحا عن مصير هؤلاء المقاتلين الأجانب الذي سيعودون إلى بلادهم عقب انتهاء معركة الرقة.

وتحدث المستشار السابق للمخابرات الفرنسية شمس، عن معلومات خاصة صادرة عن المخابرات الفرنسية، بأن الأخيرة لا ترغب بعودة هؤلاء المقاتلين بأي حال من الأحول، بل أنها قامت وخلال الأشهر الأخيرة بالتنسيق مع القوات المسلحة العراقية بمحاولة تصفية القيادات الفرنسية التي تقاتل في صفوف تنظيم الدولة، سواء داخل الأراضي العراقية أو حتى على الأراضي السورية، الأمر الذي اعتبره متخصصون أنه إجراء جراحي فوق القانون، ومحاولة لإخفاء معلومات لا ترغب فرنسا في نشرها إن عاد هؤلاء فعلا إلى الأراضي الفرنسية.

كما انفرد التحقيق بنشر وثائق سرية صادرة عن المخابرات الفرنسية تتحدث عن دور غامض لعبته الأجهزة الأمنية في تولوز مع محمد مراح، أحد العناصر الفاعلة في خلية أرتيجات، والذي يعتبره تنظيم الدولة الذئب الأول الذي تمكن من قتل 7 أشخاص، بينهم يهود، مطلع العام 2012، حيث قامت السلطات الفرنسية بمحاولة تجنيده كعنصر مخابرات قبل أن يحدث التلاعب الذي تتحدث عنه الوثائق المسربة.

يختتم التحقيق ملفاته بالكشف عن صاحب لقب الأمير الأبيض، الرجل السوري الذي سماه التحقيق الأب الروحي لخلية أرتيجات، أوليفر كوريل الاسم الحركي لعبد الاله الدندشي، والذي تمكن من تشكيل هذه الخلية وإرسال عدد من عناصرها إلى العراق وسورية للقتال في صفوف تنظيم الدولة، قبل أن يختفي تمامًا عن الساحة الفرنسية.

 

التعليقات