18/10/2019 - 15:44

درويش: مصور أطفأ الاحتلال عينه لإسكات كاميرته

لا يستطيع الصحافي المصور عطية درويش، نسيان صوت الانفجار، وسحب الغاز الكثيفة والألم قبل فقدانه توازنه ومن ثم السقوط، عندما استهدفته قنبلة غاز إسرائيلية خلال أداء عمله في إحدى مسيرات العودة في غزة.

درويش: مصور أطفأ الاحتلال عينه لإسكات كاميرته

(الأناضول)

لا يستطيع الصحافي المصور عطية درويش، نسيان صوت الانفجار، وسحب الغاز الكثيفة والألم قبل فقدانه توازنه ومن ثم السقوط، عندما استهدفته قنبلة غاز إسرائيلية خلال أداء عمله في إحدى مسيرات العودة في غزة.

وأصيب درويش (31 عاما) مصور وكالة "الرأي"، التابعة للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتاريخ كانون الأول/ ديسمبر 2018، بقنبلة غاز إسرائيلية مباشرة في وجهه أسفل عينه اليسرى، خلال تغطيته لأحداث مسيرات العودة الأسبوعية السلمية قرب السياج الحدودي شرقي قطاع غزة.

وتسببت الإصابة للمصور درويش بعدة كسور وتهشّم في عظام وجهه وفكه، ونزيف حاد في عينه، وأذنه اليسرى، نتج عنه لاحقا ضعف حاد بالبصر والسمع.

وأجرى الصحفي درويش عدة عمليات جراحية خلال الأشهر الماضية، لإزالة الشظايا الناجمة عن الإصابة، وتم إصلاح فكه السفلي واستبدال العظام المفتتة في وجهه، بلوحة معدنية تتطلب عناية خاصة ومراجعة دورية.

ويقول درويش لمراسل وكالة "الأناضول" عن الحادثة:" كنت أتولى التقاط الصور، وفجأة شعرت بضربة قوية على وجهي مع انفجار مكتوم وصعقة ألم قبل أن أسقط".

ويضيف:" في غضون دقائق قليلة، نقلني الزملاء والمسعفين إلى المستشفى الميداني، في موقع المسيرات شرقي غزة، لتلقي العلاج الأولي، وبعد ذلك تم نقلي إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة".

 صدمة

خلال الأشهر الماضية، تلقى درويش العلاج في مستشفيات قطاع غزة، قبل أن يتم تحويله لاستكمال العلاج في المستشفيات المصرية بعد أن فقد الرؤية بنسبة تزيد عن الـ50% في عينه اليسرى، ليتلقى الصدمة هناك فعينه المصابة لا يتوفر لها علاج في أي دولة بالعالم، وعليه أن يتأقلم مع ذلك بقية حياته.

ويقول عطية:" أنا مصور، وأعتمد على عيني في عملي بشكل أساسي، الآن لا استطيع الرؤية بسهولة ولا يتوفر علاج لها".

وإضافة إلى عينه، فإن درويش يعاني من ضعف في السمع، وبات يحتاج إلى سماعة طبية ليتمكن من استعادة قدرته الطبيعية على السمع.

كما أنه بحاجة إلى زراعة عظم في الوجه والفك، وهذا النوع من العمليات، لا تتوفر الإمكانيات لإجرائها في مستشفيات غزة.

ويضيف:" لا أشعر بالجانب الأيسر من وجهي، والآلام الشديدة لا تفارقني خاصة عندما أتناول الطعام وفي أجواء البرد أيضا".

كوابيس وحالة نفسية صعبة 

لم يقتصر تأثير الإصابة على الوضع الصحي الجسدي للمصور الفلسطيني، فما حدث معه أثّر على حالته النفسية بشكل كبير، ومنذ ذلك اليوم، تطارده كوابيس إصابته ليلا حتى بات النوم العميق أحد أمنياته، كما يقول.

والحالة النفسية السيئة التي يعاني منها درويش، تمنعه من العودة إلى العمل بشكل كامل، وأثرت على كافة ملامح حياته.

ويقول:" الإصابة قلبت حياتي رأسا على عقب، أحتاج إلى وقت طويل حتى أتأقلم معها وأعود لأمارس حياتي بشكل طبيعي". ويتمنى الصحفي درويش أن يحظى وبقية الصحفيين الجرحى، بمزيد من الاهتمام من الجهات والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية المعنية.

ويشير إلى أنه، وكثير من الزملاء الجرحى، بحاجة لاستكمال علاجهم الذي لا يتوفر بمستشفيات القطاع. ويقول درويش إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يتعمد استهداف الصحفيين بشكل مباشر.

ويضيف:" قوات الاحتلال تستهدف الصحفيين بشكل مباشر خلال تغطيتهم لأحداث مسيرات العودة، بهدف إخفاء الحقيقة، ومنع وصول صورة الجرائم الإسرائيلية ضد المتظاهرين المدنيين السلميين إلى العالم".

توفير حماية للصحفيين

ويطالب المصور الصحافي الفلسطيني المؤسسات العربية والإقليمية والدولية المعنية بحقوق الصحفيين بالعمل على حماية الصحفيين بقطاع غزة، من جرائم قوات الاحتلال التي تستهدفهم بشكل مباشر.

ووثّق مركز الميزان لحقوق الإنسان (فلسطيني غير حكومي) في تقرير نشره، مؤخرا، قتل القوات الإسرائيلية لصحفيين اثنين وجرحها لـ 173 آخرين من بينهم 10 صحفيات، خلال عملهم على تغطية مسيرات العودة منذ انطلاقها في آذار/ مارس 2018.

وذكر المركز في تقريره، أن "الجيش الإسرائيلي يتعمد استهداف الصحفيين الفلسطينيين خلال ممارسة عملهم".

 

التعليقات