02/06/2023 - 13:59

الصحف في عصر انتشار الأجهزة الرقميّة: انخفاض حادّ

توفّر الوسائط الرقميّة بدائل فعّالة من حيث التكلفة للوسائط المطبوعة، وغالبًا ما تكون الاشتراكات في المنافذ الإخباريّة عبر الإنترنت أرخص أو حتّى مجّانيّة، ممّا يقلّل العبء الماليّ على القرّاء

الصحف في عصر انتشار الأجهزة الرقميّة: انخفاض حادّ

(Getty)

أحدث ظهور التكنولوجيا ثورة في العديد من الصناعات، وصناعة الصحف والكتب ليست استثناء، حيث شهدت وسائل الإعلام المطبوعة التقليديّة، بما في ذلك الصحف والكتب، انخفاضًا كبيرًا في السنوات الأخيرة حيث اكتسبت البدائل الرقميّة مكانة بارزة.

وأدّى انتشار الأجهزة الرقميّة، مثل الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحيّة وأجهزة القراءة الإلكترونيّة، إلى تغيير طريقة استهلاك الأشخاص للمعلومات بشكل جذريّ، ومع سهولة الوصول إلى الأخبار والكتب عبر الإنترنت، يتحوّل القرّاء بشكل متزايد نحو المنصّات الرقميّة. ووفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، فإنّ ما يقرب من 93 ٪ من الأميركيّين يحصلون على أخبارهم عبر الإنترنت، ممّا يسلّط الضوء على تراجع أهمّيّة الصحف المطبوعة، وكذلك ارتفعت مبيعات الكتب الإلكترونيّة في حين ركدت مبيعات الكتب المطبوعة، ممّا يشير إلى تحوّل كبير في عادات القراءة.

وتوفّر المنصّات الرقميّة للقرّاء إمكانيّة الوصول الفوريّ إلى الأخبار والكتب، ممّا يلغي الحاجة إلى انتظار النسخ المادّيّة، وتوفّر مصادر الأخبار عبر الإنترنت تحديثات في الوقت الفعليّ وعناصر تفاعليّة ومحتوى وسائط متعدّدة، ممّا يعزّز تجربة القراءة الشاملة. بالإضافة إلى ذلك، تقدّم الكتب الإلكترونيّة ميزات مثل أحجام الخطوط القابلة للتعديل ووظائف البحث والقواميس المدمجة، ممّا يجعلها أكثر ملاءمة وسهولة في الاستخدام، حيث جذبت هذه الميزات التفاعليّة والقابلة للتخصيص القرّاء نحو البدائل الرقميّة.

وتوفّر الوسائط الرقميّة بدائل فعّالة من حيث التكلفة للوسائط المطبوعة، وغالبًا ما تكون الاشتراكات في المنافذ الإخباريّة عبر الإنترنت أرخص أو حتّى مجّانيّة، ممّا يقلّل العبء الماليّ على القرّاء، حيث أنّ الكتب الإلكترونيّة أيضًا بأسعار معقولة نسبيًّا أكثر من نظيراتها المطبوعة، مع توفّر العديد من الكتب الكلاسيكيّة والمعاصرة بأسعار مخفّضة أو حتّى مجّانًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الوصول إلى المحتوى الرقميّ من أيّ مكان متّصل بالإنترنت، ممّا يسمح للقرّاء بحمل مكتبة كاملة على جهاز واحد.

وترتبط صناعة الصحف والكتب ارتباطًا وثيقًا بالمخاوف البيئيّة المتزايدة، وتعتمد الوسائط المطبوعة بشكل كبير على الورق، ممّا يتطلّب قطع الأشجار واستهلاك طاقة كبيرة أثناء الإنتاج، حيث يقلّل الانتقال إلى المنصّات الرقميّة من الطلب على الورق، ويقلّل من إزالة الغابات وانبعاثات الكربون. مع اكتساب الاستدامة أهمّيّة، يختار الأفراد البدائل الرقميّة، مدركين الفوائد البيئيّة الّتي تقدّمها.

وكانت عائدات الإعلانات مصدرًا مهمًّا لدخل الصحف، ومع ظهور منصّات الإعلان الرقميّ، حول المعلنون تركيزهم إلى القنوات عبر الإنترنت، كما جعلت القدرة على استهداف جماهير محدّدة وتتبّع مقاييس المشاركة على المنصّات الرقميّة أكثر جاذبيّة للمعلنين، ونتيجة لذلك، شهدت الصحف المطبوعة انخفاضًا في عائدات الإعلانات، ممّا أدّى إلى ضغوط ماليّة على الصناعة.

ويقول الخبير الإعلاميّ والتكنولوجيّ كلاي شيركي، إنّ الإنترنت قد عطّل النشر التقليديّ، ممّا جعل من الصعب على الصناعة التكيّف، وبالمثل، تكشف استطلاعات مركز بيو للأبحاث باستمرار عن انخفاض في عدد قرّاء الصحف، حيث يتوقّع الخبراء انخفاضًا مستمرًّا في استهلاك وسائل الإعلام المطبوعة.

التعليقات