16/05/2017 - 00:01

حصّتي من الهدأة

حصّتي من الهدأة

ليلي سكولتز

ليس ثمّة فرق كبير

بين المجانين والموتى

قرّرت أن أنتحر

ولم يمنعني 'خجل من دمع أمّي'

ولم أخف مثل النبيّ

أن يتزوّج امرأتي رجلٌ بعدي...

لكنّني أشفقت على نفسي

أغادر مسالمًا هكذا؛

لم أنتزع حصّتي من هَدْأَتِكم

كما تفعل الكلاب

ويفعل الخطباء

وسيّارة الأثاث المستعمل

إنّها فرصة نادرة جدًّا

ومخيفة، أيضًا، أن يحدّثكم رجل ميّت

قد يكون شهيدًا

أصابته رصاصة طائشة

بينما كان على النافذة

يراقب المعركة

وقد يكون

عاملَ بناء معلّقًا على سِقالة مهلهلة

في الطابق الثامن

من مبنًى سوف يسكنه بالقروض

أولاد الموظّفين

وقد يكون أسيرًا

يملأ سلّة المهملات الوطنيّة

بصور أولاده وأناشيده الحماسيّة

وقد يكون عاشقًا

رأى حبيبته توشوش رجلًا آخر

عن نعومة سابقه في السرير

وتضحك...

... أحدكم يعرف الرجل الذي مات في الحادث الأخير

لماذا شرب هذا الكمّ من الكحول؟!

ما ليس يعجبني في حياتكم

أنّ النساء المفجوعات

والشهداء

والعشّاق الموجوعين

لا يصرخون في الشوارع

كما تفعل الكلاب وسيّارات الغاز

وأئمّة المساجد

معتصمون بأسراب النمل

خوفًا من الشذوذ أو الجنون

لكنّ ما يعجبني حقًّا

وما يبقيني حتّى اللحظة هــهنا

أنّ شاعرًا مثلي

يستطيع أن يسخر من كلّ هذا

ويخبركم

أنْ ليس ثمّة فرق أبدًا

بين المجانين والموتى

سوى الشعراء

أنا المجنون الذي يتقن الصرف

والنحو

ويعرف 'الشنفرى' و'بوكوفسكي'

وأنا القادم من القبور

لأنّ الموت ردّني عن بابه

بعصا المكنسة

حين كنت أموء مثل قطّ ضعيف:

اذهبْ وانبحْ،

وإيّاك تعود هنا

قبل أن تصبح مزعجًا...

 

فارس سباعنة

التعليقات