بينت دراسة حديثة أعدها أحد مراكز الدراسات السياسية في الولايات المتحدة، أن الإدارة الأمريكية تواجه مصاعب جمة، في حشد التأييد اللازم لحربها على العراق. وأشارت إلى أن واشنطن أخفقت حتى الآن في حشد أي تأييد، سواء كان داخليا أو خارجيا لهذه الحرب.
واستعرضت الدراسة، التي أعدها معهد الدراسات السياسية في أمريكا، ونشرت مقاطع مطولة منها صحيفة "الوطن" السعودية، وسائل "الترغيب والترهيب"، التي مارستها واشنطن في محاولة لحشد تأييد لحربها، والحصول على موافقة دولا أخرى، لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن، يمنح الولايات المتحدة الحق في العمل العسكري.
واستحضرت، تجارب واشنطن السابقة في الضغط على الدول، التي تعارض سياساتها، خصوصا تلك السياسات المتعلقة بالتدخلات العسكرية. وحللت الدراسة علاقة الولايات المتحدة مع الدول، التي أيدت الحرب على العراق، وباتت معروفة باسم "تحالف الراغبين"، حيث بين هذا التحليل أن دعم دول "تحالف الراغبين" للحرب الأمريكية كان نتيجة "الضغوط والمضايقات والرشاوى من قبل واشنطن لهم".
وتبين دراسة معهد دراسات السياسة أن جميع الدول، التي شاركت في "تحالف الراغبين"، فعلت ذلك من خلال المضايقات، أو الضغوط، أو الرشاوى، أو التهديد المبطن بعمل عسكري أمريكي، يعرض مصالح هذه الدول بشكل مباشر للتهديد، لدرجة أن الدراسة وصفت التحالف بأنه "تحالف المضطرين"، الذي يتعارض بشكل مباشر مع قيم الديمقراطية، التي تحاول واشنطن أخذها في الحسبان.
إلا أن الدراسة أشارت إلى أن الحصول على الدعم للجهود العسكرية الأمريكية لم يتطلب ضغوطا واضحة من قبل واشنطن في جميع الحالات، فبعض الحكومات، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا واستراليا والدانمارك والبرتغال واليابان، اتخذت الموقف الأمريكي على أنه موقفها الرسمي هي أيضا، رغم المعارضة الشديدة لشعوب هذه الدول للحرب.
وبعض الدول الأخرى تخشى مضاعفات عدم تعاونها مع القوة العظمى الوحيدة في العالم، والتي هدد رئيسها علناً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 بأن دول العالم عليها أن تقف "إما معنا أو مع الإرهابيين".
وساقت الدراسة أمثلة على وسائل الضغط الأمريكي، حينما تحدثت عن استغلال رغبة دول في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" لانتزاع موافقتها على تأييد الحرب، مثلما حصل مع دولة مثل بلغاريا. وتحدثت الدراسة عن التاريخ الأمريكي الطويل في استخدام سياسة المقاطعة الاقتصادية ضد الدول، التي نقف حجر عثرة في طريق سياساتها.
أما في يخص "تحالف الراغبين"، فقد بينت الدراسة أن واشنطن تتحدث عن أربعين دولة من مناطق مختلفة من العالم، توافق على شن حرب على العراق، دون الحاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي.
ومع أن الإدارة الأمريكية ترفض إصدار قائمة رسمية بأسماء هذه الدول، فإن التقارير الصحفية تظهر أن هناك 34 دولة مؤيدة لموقف الولايات المتحدة. ويقول المسئولون الأمريكيون إن هذا يشكل دعما متعدد الأطراف، بشكل قوي للموقف الأمريكي، لكن من المفيد القول إن هذه الدول لا تشكل أكثر من 10 في المائة من سكان العالم.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن 75 في المائة من سكان هذه الدول الأعضاء في "تحالف الراغبين" يعارضون الحرب على العراق، فإن بالإمكان الاستنتاج أن 3 في المائة فقط من سكان العالم يؤيدون الحرب. وإذا ما نظر المرء عن قرب إلى لائحة الدول الأعضاء في هذا "التحالف" فإنه يجد أنها جميعا معرضة للضغوط الأمريكية بشكل كبير، وأنها رضخت بسبب مصالح عسكرية أو مصالح اقتصادية، وفق ما أوردته الدراسة.
___________
* المصدر : اخبار الشرق
31/10/2010 - 11:02
دراسة: واشنطن ستخوض حرباً على العراق بتأييد 3 في المائة من سكان العالم!

التعليقات