هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، علنا صحيفة نشرت صورا قيل إنها لشاحنات تابعة لجهاز الاستخبارات التركي تحمل أسلحة إلى المعارضة المتطرفة في سوريا، وذلك قبل أقل من أسبوع على الانتخابات.
وقال أردوغان "أعتقد أن الشخص الذي كتب هذا المقال الحصري سيدفع ثمنا باهظا لذلك (...) لن أسمح له بالإفلات من العقاب".
ونشرت صحيفة «جمهورييت» اليومية المعارضة في نسختها الورقية وعلى موقعها الألكتروني صور قذائف هاون مخبأة تحت أدوية في شاحنات مؤجرة رسميا لصالح منظمة إنسانية، اعترضتها قوة درك تركية قرب الحدود السورية في كانون الثاني/يناير 2014.
وأثارت هذه القضية فضيحة عندما أكدت وثائق سياسية نشرت على الانترنت أن الشاحنات تعود إلى الاستخبارات التركية وتنقل أسلحة وذخائر إلى معارضين إسلاميين سوريين يواجهون نظام بشار الاسد.
لكن نظام أنقرة الذي يشتبه حلفاؤه الغربيون بدعمه هؤلاء المقاتلين الإسلاميين المتطرفين وضمنهم تنظيم الدولة الإسلامية، نفى هذه الاتهامات مؤكدا أن القافلة كانت محملة أدوية.
وكرر أردوغان مساء أمس الأحد أن "هذه التصريحات وهذا التشهير والعملية غير القانونية ضد اأجهزة الاستخبارات، هي إلى حد ما عمل تجسسي. وهذه الصحيفة متورطة أيضا في هذا النشاط التجسسي".
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، وصف رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو ما نشرته صحيفة جمهورييت بانه "تلاعب بالانتخابات".
ورد رئيس تحرير الصحيفة كان دوندار اليوم الاثنين عبر صفحته على تويتر ساخرا من تهديدات أردوغان. وقال إن "الشخص الذي ارتكب الجريمة سيدفع ثمنا باهظا. نحن لن نسمح له بالإفلات من العقاب".
وقال أردوغان إن عملية تصوير الشاحنات جرت بأوامر من الداعية فتح الله غولن، حليفه السابق الذي يتهمه منذ شتاء 2013 بمحاولة الإطاحة بالحكومة.
وتشهد تركيا في 7 حزيران/يونيو انتخابات تشريعية يتوقع أن يحقق فيها حزب أردوغان الحاكم منذ 13 عاما فوزا لكن ليس كبيرا.
والأسبوع الماضي، اتهم الرجل القوي صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية بعدما نشرت مقالة تنتقد فيها بشدة حكم أردوغان وتتهمه بشن حملة قمع قبل الانتخابات. وقال بغضب إن على الصحيفة ان "تعرف حدودها".
التعليقات